المتابعة المدققة فى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة خاصة، تشير بوضوح إلى القدر الكبير من الاهتزاز والخلل الذى أصاب المجتمع الدولى والضمير الإنسانى الجمعى حاليًا ومنذ فترة ليست بالوجيزة ذلك للأسف أصبح واقعاً لابد من الاعتراف به ووضعه فى الاعتبار، فى ظل الموقف بالغ السلبية والعجز عن التحرك الإيجابى والفاعل للمجتمع الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى فى غزة،...، وما أدى إليه هذا الموقف من استمرار قوات العدوان والاحتلال الإسرائيلى فى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والدمار والإبادة ضد الشعب الفلسطينى. وقد أصبح ذلك فجاً وفاضحاً فى ظل الموقف الأمريكى بالغ الانحياز للعدوان، من خلال الدعم المعنوى والمادى غير المحدود لإسرائيل، رغم الكم الكبير من التصريحات الكلامية الأمريكية التى ليس لها مردود أو انعكاس على أرض الواقع، فى ظل استمرار العدوان والقتل والدمار، واستمرار المحتل الإسرائيلى فى تنفيذ مخططه الرامى إلى إبادة الشعب الفلسطينى تحت نظر وسمع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أدى ذلك الانحياز الأمريكى إلى عجز المجتمع الدولى عن وقف العدوان، وتوقف المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، فى ظل الاستمرار الأمريكى المعلن فى مد إسرائيل بالسلاح والمعدات اللازمة لاستمرار الحرب والعدوان، وارتكاب المذابح وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من ذلك ورغمًا عن هذا العجز الفاضح للمجتمع الدولى نتيجة الانحياز الأمريكي، ظل الموقف المصرى ثابتاً فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني، وظلت مصر مدافعاً قوياً عن الحقوق الفلسطينية المشروعة فى الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى الفلسطينية المحتلة فى غزة والضفة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية. والحقيقة أن الموقف المصرى الثابت هو تعبير صادق عن الرؤية المصرية، بوصفها الحقيقة المؤكدة التى تؤمن بها مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية انطلاقاً من موقفها الواضح ورؤيتها الاستراتيجية للسلام فى المنطقة، وإدراكها الواعى بأنه لا يمكن تحقيق السلام فى المنطقة إلا بالتسوية العادلة والشاملة والدائمة للقضية الفلسطينية، التى تقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية.