مع تجدد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي ، توسعة رقعة الحرب في غزة بإطلاق عملية "عربات جدعون" البرية، تظهر في الأفق مبادرة قد تعد من المبادرات الفوضوية والمعقدة التي يرغب البيت الأبيض في تجنبها. في تحليل نشرته مجلة ذي ناشيونال إنترست، أشار المحلل البارز في شؤون الشرق الأوسط، جوشوا يافي، إلى أن إدارة البيت الأبيض لم تُخفِ رغبتها في إنهاء النزاع في غزة عبر تسويات لا تشمل بالضرورة إقامة دولة فلسطينية، بل تركز على خلق حالة من "الاستقرار الأمني النسبي" يسمح بإعادة الإعمار وتخفيف التوتر، وهو ما اعتبره البعض فرصة ل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لتحقيق إنجاز دبلوماسي قد يُتوَّج بجائزة نوبل للسلام. إلا أن هذا التوجه يصطدم بتباينات في الرؤية بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا فيما يتعلق بخريطة اليوم التالي لغزة، وطبيعة "الحلول البديلة" التي يجري تداولها في الكواليس. اقرأ أيضًا| ضباط وطيارون وأطباء.. تمرّد صامت يعصف بالجيش الإسرائيلي في حرب غزة الحلول المرحلية على الطاولة في هذا السياق، أشار التحليل إلى أن إسرائيل، بدأت منذ منتصف مارس في تنفيذ تغييرات ميدانية ملموسة داخل قطاع غزة، شملت تحويل نحو 30% من أراضيه إلى منطقة عازلة، إلى جانب إنشاء ممرات تفصل شمال القطاع عن جنوبه، بهدف فرض واقع جديد على الأرض يكون جزءًا من أي تسوية مُستقبلية. ورغم الحديث الدولي عن جهود إعادة إعمار غزة، فإن الظروف الحالية في القطاع لا تزال تعوق أي خطوات عملية في هذا الاتجاه، ما يضع سيناريو "الحلول المرحلية" على طاولة المفاوضات، وسط دعوات بأن يكون أي حل مدعومًا برؤية شاملة تضمن استقرارًا دائمًا للقطاع وسكانه. صفقة إقليمية كبرى وسط تكهنات «غير مُعلنة» تتناول المجلة الأمريكية، ضمن تحليلاتها، إمكانية بلورة "صفقة إقليمية كبرى" تتضمن إعادة تشكيل الأدوار والتفاهمات في امنطقة، ورغم أن ملامح هذه الصفقة لا تزال غير معلنة، إلا أن بعض المؤشرات توحي باحتمال تخفيف الحضور العسكري الإسرائيلي في مناطق معينة في غزة مقابل ترتيبات ميدانية أو سياسية جديدة، تسمح بتسوية مرحلية للوضع في غزة، بموافقة ضمنية من واشنطن. وفي هذا السياق، يُلاحظ أن إدارة ترامب تتجه نحو سياسة أكثر مرونة، وهو ما تراه المجلة الأمريكية، مُحاولة لتأمين مكاسب سياسية سريعة دون الانخراط في مغامرات طويلة الأمد. تحذيرات من تداعيات غير محسوبة ورغم ما يبدو من توافق ضمني بين الأطراف الفاعلة، إلا أن التحليل يُحذر من أن أي سيناريو يتضمن إعادة تشكيل ميداني أو ديموغرافي في المنطقة، قد يفتح الباب أمام اضطرابات جديدة، لاسيما في الدول التي لا تزال تعاني من هشاشة أمنية أو اقتصادية. وفي الوقت الذي يُشجّع فيه بعض المسؤولين الأمريكيين الحوار غير المباشر بين أطراف إقليمية عبر وسطاء دوليين، يبقى السؤال، هل يمكن لمثل هذه التفاهمات أن تصمد أمام تعقيدات الواقع، أم أنها ستكون مجرد استراحة مُؤقتة قبل عودة الانفجار؟ ويخلص التحليل، إلى أن البيت الأبيض قد يجد نفسه أمام معادلة دقيقة، فبين الطموح إلى تسوية تحفظ ماء الوجه وتمنح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب انتصارًا دبلوماسيًا، وبين المخاوف من تصعيد إقليمي يصعب احتواؤه لاحقًا، تبدو الخيارات محدودة والنتائج غير مضمونة. وفي حال ربطت الإدارة الأمريكية رؤيتها لمستقبل غزة بمشاريع إقليمية أكبر، دون توافق فعلي بين جميع الأطراف، فإن هذا "السلام المُحتمل" قد يُولد في مناخ من الفوضى، لا يعيد الاستقرار بل يعمّق الأزمات القائمة، ويضيف إليها صراعات جديدة قد تندلع على أطراف غير متوقعة من الخريطة. اقرأ أيضًا| تقرير| «أجساد الأطفال تتآكل».. رسائل مُوجعة من خيام غزة الجائعة