المشهد العالمى المرتبك، القائم على الظلم وقتل الأبرياء، يفرض على الجميع إعادة الحسابات وترتيب الأوراق للخروج من دائرة الصراع بأقل الخسائر. قدر ومصير مصر أنها تقع وسط محيط ملتهب بالصراعات والانقسامات. هنا يجب أن نتوقف لنقرأ الموقف المصري، وعلى مدار سنوات، نجد أن مصر تلعب دور الوسيط النزيه الشريف لوقف الصراعات وحمامات الدماء التى تسيل كل دقيقة فى ليبيا والسودان، وتساند الشعب الفلسطينى ليصمد دفاعًا عن أرضه، رغم قسوة وجبروت الاحتلال الصهيونى الذى يقتل ويدمر كل شيء، ولا يسمع أصوات العقل التى تنادى بالسلام والأمان. الدولة المصرية، ورغم الأوضاع الملتهبة وعدم الاستقرار فى الدول الحدودية، إلا أن عجلة الإنتاج تعمل وبكل قوة، لأننا على يقين أن قوتنا تكمن فى تماسكنا وسعينا الدؤوب لبناء دولة قوية مستقرة قادرة على إنتاج الكم الأكبر من الاحتياجات الأساسية للشعب العظيم. علينا أن نفخر جميعًا عندما نعلم أن صادرات مصر من الحاصلات الزراعية والأغذية اقتربت من 10 مليارات دولار، وهذا يعنى أننا نجحنا فى توفير إنتاج يكفى 110 ملايين مواطن، بخلاف إطعام 10 ملايين مواطن ضيوف على الأراضى المصرية، و15 مليون سائح زاروا الدولة على مدار عام-والفائض ذهب للتصدير .. لغة الأرقام تثبت أننا نستطيع، وبقدر الجهد المبذول، نسد احتياجاتنا من الغذاء. تطبيق منظومة مضاعفة حجم إنتاج الحاصلات الزراعية على منتجات أخرى سيجعلنا، رويدًا رويدًا، نحقق المعادلة الأهم، وهى سد الاحتياجات من خلال الإنتاج المحلي.. الدولة التى تمتلك قوتها، ولديها استقرار أمنى وسياسى واقتصادي، وتمتلك جيشًا وطنيًا قويًا، تستطيع أن تواجه أى قوة فى العالم، وتستطيع أن تحافظ على أرضها.. التاريخ يحكى أن الدولة المصرية، وعلى مر الزمان، تعرضت لأزمات تفوق ما نحن عليه الآن، ولكن بفضل تماسك شعبها وقوة جيشها، عبرت الصعاب. والتاريخ سيحكى أن زعيم مصر، عبد الفتاح السيسى، نجح فى إنقاذ مصر من السقوط، ورفض التفريط فى مبادئ وثوابت الدولة المصرية مع الأصدقاء والأشقاء.. دعونا نستكمل مسيرة البناء بكل عزيمة وإصرار لنصل إلى الهدف. عندما تتعامل بشرف فى زمن عزّ فيه الشرف، فلا تندم، لأنك ستنتصر فى النهاية. وتحيا مصر