من عليه الخروج ليس الفلسطينيون كما تريد إسرائيل من أرضهم، وليس بنو إسرائيل، فهم يعيشون دائما فى كنف الشعوب، رغم سوء أخلاقهم ومؤامراتهم، حتى طُردوا من أوروبا وبعض الدول الأخرى، ولكن أعنى هنا الخروج من دائرة السلبية التى تتصف بها المنظمات الدولية مثل الأممالمتحدة التى لا تستطيع رغم طلب أعضائها وقف القتال فى غزة وإدخال المساعدات الإنسانية أن تمنع ذلك، فالقرارات هشة لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، كما أن مجلس الأمن الذى اعتمد على البند السابع من ميثاقه بتحريك تحالف دولى لغزو العراق تحت زعم أنه يملك أسلحة نووية، أيضا لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة لإيقاف الاعتداءات والمجازر الصهيونية على الشعب الفلسطينى الذى يعانى كل أنواع المشقات من قتل وجرح وحرمان من الحياة الآدمية بالتجويع والعطش وهدم بنية أرضه وسكنه وحرق كل شبر حتى لا تعود الحياة مرة أخرى. إذن نحن أمام معضلة أن المنظمات والمحاكمات الدولية لا تستطيع أن تأخذ للمظلوم حقه وتأديب المعتدى، بما فيها منظمات حقوق الإنسان والإغاثة، فإسرائيل لا يهمها هذه الكيانات الدولية ما دامت الإمبريالية فى ظهرها وتمدها بالمال والسلاح وتغض الطرف عن مجازرهم الشنيعة فى حق الشعب الفلسطينى. علينا أن نتجاوب مع المشاعر الإنسانية الرافضة للتعذيب الصهيونى لأهلنا فى فلسطين، وتحويل هذه الدعوات العالمية إلى إنشاء منظمات دولية أخرى قادرة على حماية الأمن والسلم الدوليين، تملك من الحق والقوة ما يجعلها قادرة على القيام بدورها ما دامت المنظمات التى قامت فى حضن الإمبريالية مازالت غائبة عن الوعى ولا تتحرك قواتها إلا وفق أجندتها، وليذهب الجميع إلى الجحيم. إننا نملك إنشاء منظمات دولية تتسم بالحق والقدرة والإنسانية، تحل محل هذه المنظمات البائدة التى ترى وتتكلم فى الهواء الطلق، دون أية إيجابيات لنصرة الحق والشعوب المقهورة تحت وطأة الصهيونية، ولنتشارك معاً لعزل هذه الفئة الضالة بالمقاطعة وتكشير وجوهنا أمامهم بإثبات وجودنا وأننا بعون الله قادرون على سحقهم رغم قدرتهم، فالحق دائما هو الذى ينتصر.. وخروجنا من الباطل إلى الحق هو نداء للشعوب التى تعرف الإنسانية وتكره الظلم.