أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإحرام يمثل لحظة فارقة في حياة المسلم، تُحَوّل فيها المباحات إلى محرمات ابتغاء مرضاة الله، موضحًا أن هذا المفهوم ليس مقتصرًا على الحج أو العمرة فحسب، بل هو حاضر في كل أركان العبادات. وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: "(وحُرِّم عليكم صيدُ البَرِّ ما دمتم حُرُماً).. الصيد حلال، لكن لما تدخل في نية الإحرام، يتحول الحلال إلى حرام، فالإحرام هو الذي يحوّل طبيعة الأمور، وهذا هو جوهر العبادة". اقرأ أيضاً .. خالد الجندي: هذا هو الحد الأدنى للوضوء الذي تصح به الصلاة وأضاف: "في الصلاة مثلاً، نبدأ ب(تكبيرة الإحرام)، وهي لحظة نمنع فيها عن أنفسنا أشياءً كانت مباحة: الكلام، الأكل، الشرب، الالتفات. فبمجرد ما تقول (الله أكبر)، تبدأ مرحلة جديدة من الانضباط والامتناع". وأوضح أن الزكاة كذلك تحتوي على جانب من الإحرام، قائلاً: "2.5% من مالك ده مش بتاعك.. ده ملك معلوم للسائل والمحروم، ولو صرفته على نفسك أو أولادك، فأنت بتصرف مالاً محرماً، لأنه ليس من حقك". كما أشار الشيخ الجندي إلى أن الصيام يُعد من أوضح صور الإحرام، "لأن الامتناع فيه يكون عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر حتى المغرب، امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى". وأكد الشيخ الجندي، أن "الإحرام اختبار حقيقي، يثبت فيه الإنسان ولاءه وعبوديته لله. مش بس مجرد لبس ولا نية لفظية، لكن فلسفة عميقة بتقول فيها (لبيك اللهم لبيك).. أنا ممتنع عن المباحات حبًا فيك وطلبًا لرضاك". وأردف: "الإحرام مش مناسبة موسمية، ده أسلوب حياة.. وتربية ربانية على طاعة الله، والتنازل عن المباحات إذا أراد الله، وهذه أعلى درجات العبودية".