علق الشاعر الكبير أحمد الشهاوي على قرار إغلاق بيوت الثقافة في مصر، مؤكدًا أن الحلّ لا يكمن في الإغلاق بل في البناء والتطوير، قائلًا: "بدلاً من أن نغلق بيتًا من بيوت الثقافة، علينا أن نؤسس بيوتًا جديدة، فمصر في هذه المرحلة التاريخية تحتاج إلى عشرات الآلاف من بيوت ومكتبات الثقافة، لا المئات فقط." وأوضح الشهاوي أن بيوت الثقافة ليست مجرد مبانٍ، بل هي منابر للمعرفة ومنارات للإبداع في القرى والمراكز، تهدف إلى رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في مختلف المجالات الفنية والأدبية، كما جاء في الموقع الرسمي لوزارة الثقافة. وأضاف: "إذا كان هناك مقر غير فاعل أو غير نشط، فلا يكون الحل في إغلاق بيوت الثقافة، بل التحديث والتطوير، مع الاهتمام بتزويده بالكتب الحديثة وأدوات التكنولوجيا التي تواكب العصر." وأشار إلى أهمية إعادة تأهيل العاملين، بمنحهم دورات تدريبية مكثفة ليكونوا عناصر فاعلة في تشغيل هذه البيوت، لافتًا إلى أن بيوت الثقافة تقع في القرى والمراكز، بينما القصور تكون في عواصمالمحافظات، ولا يمكن للقصور أن تحل محلها. وأكد الشهاوي أن مصر تمر بمرحلة حرجة تتطلب زيادة الوعي وتنوير العقول، وحث الشباب على القراءة والاعتدال الديني، مشددًا على أن إغلاق بيوت الثقافة سيؤثر سلبًا على مستقبل ملايين الشباب، خاصة في القرى والمناطق النائية. وشدد على ضرورة تطوير الخدمة الثقافية، مشيرًا إلى نجاح تجربة تطوير مراكز الشباب في القرى، داعيًا إلى اعتماد نفس النهج مع بيوت الثقافة، وأضاف: "مصر يجب أن تتقدم ثقافيًا لا أن تتراجع، وأنا مع المراجعة والمساءلة وإعادة التشغيل بما يتوافق مع متطلبات العصر الجديد." وختم بأن رسالة الدولة هي خلق جيل واعٍ بثقافته وفكره وتاريخه، وأن الإغلاق يعني تخليها عن دورها الأساسي في تقديم الثقافة، مؤكداً أن بيوت الثقافة كانت ولا تزال حاضنة للكثير من الأدباء والفنانين والمبدعين، مضيفًا: "مصر تميزت عبر تاريخها بحضارة وثقافة فريدة، ولا ينبغي أن نمارس سياسة الإغلاق، خصوصًا مع وجود بدائل للإصلاح والتطوير تتماشى مع طموحات الأجيال الجديدة التي هي الأحق بالوعي الفكري والثقافي." وجدير بالذكر أن قرارات إغلاق بيوت الثقافة لم تكن مجرد إجراء إداري عابر، بل فجرت عاصفة من التساؤلات والقلق حول مصير الثقافة الجماهيرية، ودور الهيئة العامة لقصور الثقافة في الحفاظ على حق المواطن في المعرفة والفن. ففي الوقت الذي أوضح اللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة، في حواره مع جريدة "الأخبار"، أسباب إغلاق بيوت الثقافة، ومعربًا عن التزامه بخطة استراتيجية جديدة، لم تهدأ ساحة الجدل، بل زادت اشتعالًا. فقد اعتبر مثقفون أن الأزمة أعمق من ذلك، وأنها تمس جوهر دورهم في حماية الوعي ومواجهة التهميش الثقافي، خاصة في المناطق الطرفية والقرى، وتعددت الأصوات ما بين من يرى تصريحات اللبان بداية لإصلاح منتظر، ومن يحذر من كونها غطاءً لتقليص الدور التنويري لتلك البيوت.