كشف التقرير العالمي حول أزمات الغذاء في أحدث إصداراته عن معلومات صادمة تتعلق بتفاقم أزمة الجوع العالمية، إذ يواجه نحو 300 مليون شخص حول العالم خطر الموت بسبب المجاعة، ويمثل هذا العام السادس على التوالي الذي يرتفع فيه عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية كارثية. تفاقم أزمة الجوع العالمي بأرقام مفزعة أظهرت بيانات التقرير العالمي لأزمات الغذاء (GRFC)، الذي نقلت تفاصيله صحيفة الجارديان البريطانية، انضمام 13.7 مليون شخص إضافي إلى قائمة الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المزمن خلال العام الماضي، ليصل العدد الإجمالي إلى 295.3 مليون شخص، وتمثل هذه الأرقام المقلقة ما يقرب من ربع سكان الدول الثلاث والخمسين التي شملها التحليل، حيث بلغت النسبة 22.6% من إجمالي سكان هذه الدول. وأوضح التقرير أن "تصاعد النزاعات، وزيادة التوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، وخفض التمويل الحاد، كلها عوامل أدت إلى تعميق انعدام الأمن الغذائي الحاد" في العديد من مناطق العالم. ورصد خبراء التقرير تدهور الأمن الغذائي في 19 دولة، مدفوعاً في المقام الأول بالصراعات المسلحة في دول مثل ميانمار ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. اقرأ أيضًا| «غزة» تحارب من أجل لقمة العيش.. الجوع يتسلل والكوارث تتراكم أسباب مترابطة وراء تفاقم الأزمة الإنسانية تتضافر مجموعة من العوامل المتداخلة لتعميق أزمة الغذاء العالمية، فإلى جانب النزاعات المسلحة، يأتي التغير المناخي كعامل رئيسي في تفاقم الأزمة، كما يشير التقرير إلى تدهور ظروف الجفاف المتوقعة في أجزاء من إثيوبيا وكينيا والصومال، فضلاً عن أفغانستان وباكستان، مما يهدد بتعطيل إنتاج الغذاء وتوزيعه في هذه المناطق الهشة أصلاً. كما يسلط التقرير الضوء على مشكلة خطيرة تتمثل في التوقف المفاجئ للتمويل، وخاصة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، الذي أدى إلى تفكيك خدمات التغذية لأكثر من 14 مليون طفل في دول مثل السودان واليمن وهايتي، مما يجعلهم عرضة لسوء التغذية الحاد والموت. ويؤكد التقرير أنه حتى قبل خفض التمويل، تم الكشف عن أزمات تغذية في ما يقرب من نصف الدول ال 53 التي شملها التحليل. نماذج صارخة للمأساة الإنسانية يكشف التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة أن عدد الأشخاص الذين يواجهون نقصاً مزمناً حاداً في الغذاء قد تضاعف العام الماضي. ويعيش أكثر من 95% منهم في قطاع غزة أو السودان، وفق ما أشارت إليه صحيفة الجارديان، على الرغم من أن هايتي ومالي وجنوب السودان شهدت أيضاً ارتفاعاً كبيراً في نسبة السكان الذين يعانون من نقص مماثل في الغذاء. وفي السودان، أدت الحرب إلى إعلان المجاعة رسمياً، مع مواجهة أكثر من 24 مليون شخص لانعدام الأمن الغذائي الحاد، وتصنف هذه الحالة بأنها "كارثة" وفقاً للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وتتميز بالمجاعة والموت والفقر ومعدلات عالية من سوء التغذية الحاد. اقرأ أيضًا| الجارديان: الاتحاد الأوروبي سيواجه صعوبة في سد فجوة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أزمة غزة الإنسانية تتفاقم مع استمرار الحصار وفي غزة تدهورت الأوضاع بشكل حاد داخل القطاع المنكوب، إذ أفاد خبراء الأمن الغذائي العام الماضي بأن نصف السكان كانوا يعانون من سيناريو "الكارثة" وفقاً لتصنيف IPC. وأوضح التقرير العالمي لأزمات الغذاء أن "إغلاق جميع المعابر إلى قطاع غزة في أوائل مارس، وانهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة شهرين، أدى إلى تقييد الوصول إلى الغذاء بشكل حاد". وتم تأكيد هذه التحذيرات في أحدث تقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي أكد أن سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون فلسطيني معرضون "لخطر حرج" من المجاعة مع استمرار الحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية، حسبما نقلت صحيفة الجارديان. الضحايا الأكثر هشاشة في أزمة الغذاء العالمية يسلط التقرير الضوء على الوضع المأساوي للأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر تضرراً من أزمة الغذاء العالمية، فمع توقف التمويل وتقليص المساعدات، فقد أكثر من 14 مليون طفل في دول مثل السودان واليمن وهايتي خدمات التغذية الأساسية، مما يعرضهم لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد والذي قد يؤدي إلى الوفاة. وتشير بيانات التقرير العالمي لأزمات الغذاء إلى أن أزمات التغذية قد تم رصدها في نحو نصف الدول ال 53 التي شملها التحليل، حتى قبل خفض التمويل الأخير، مما يعكس حجم التحدي الإنساني الذي يواجه المجتمع الدولي. اقرأ أيضًا| برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني في غزة كارثي