اسمها «حياة» تنبض بجمال هادئ وخفة دم طبيعية لا تتناسب مع شخصيتها الإلكترونية بوصفها مصممة ب الذكاء الاصطناعى، تقوم بدور موظف شاطر وأمين يقدم الخدمة على أكمل وجه، بعد أن تم تغذيتها بكل المعلومات الخاصة ببرنامج تكافل وكرامة. على هامش احتفال وزارة التضامن الاجتماعى بمرور 10 سنوات على أكبر برنامج للحماية الاجتماعية «تكافل وكرامة « وقف الضيوف أمام «حياة» وبجانبها شاب أنيق يطلقون عليه «عبقري» من ذوى الهمم لم يستسلم لإعاقته، واجتهد ليصبح أحد جنود وزارة التضامن اسمه محمد الشال (32 عامًا) مسؤول متابعة التظلمات فى برنامج تكافل وكرامة والذى شرح بلباقة حكاية «حياة»، قبل أن يسرد قصته مع الحياة. اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4619316/1/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1" title="الذكاء الاصطناعي "يتفاهم" مثل البشر.. ابتكار لغة اجتماعية دون توجيه"الذكاء الاصطناعي "يتفاهم" مثل البشر.. ابتكار لغة اجتماعية دون توجيه من الذى أطلق عليها اسم «حياة» ؟ حياة فتاة من عالم الذكاء الاصطناعى صممتها شركة خاصة اختارت لها الوزيرة الدكتورة مايا مرسى هذا الاسم لتعبر عن الحياة الجديدة التى تدخل بها وزارة التضامن عصر التكنولوجيا وإنهاء معاناة المواطنين . ما هى حدود علاقتك ب «حياة»؟ قمت بتغذية حياة بكل الأسئلة والاستفسارات التى تخص برنامج تكافل وكرامة وبمجرد أن تراسلها كتابة أو بالصوت ترد عليك وتوضح لك الخطوات المطلوبة. هل هذا يعنى القضاء على شعار «فوت علينا بكرة» ؟ الدولة لا تنسى أبناءها، كانت تقدم الدعم النقدى قبل تكافل وكرامة عن طريق مساعدات نقديه للأسر الأكثر احتياجاً وتغير الأمر بعد تكافل وكرامة فى طريقة تقديمه للمواطن، كانت هناك تحديات كبيرة أمام الموظف مقدم الخدمة فكان المواطن يعانى من البيروقراطية حيث يطلب الموظف أوراقًا من جهات أخرى ليست ذات أهمية، ليستسلم إلى موظفين يقولون له «فوت علينا بكرة» و»بكرة» يمتد إلى شهور، وربما عام، لأن الموظف لا يمتلك أداة فاعلة تساعده على تقديم الخدمة، فكان لابد من التغيير. وكيف حدث التغيير فى الوزارة؟ بميكنة بيانات الأسر المتقدمة للحصول على الدعم النقدى تكافل وكرامة حتى أصبح من أكبر قواعد البيانات فى الدولة، لدينا 4.7 مليون أسرة مستفيدة من البرنامج، بواقع 17 مليون فرد فى هذه الأسر المستفيدة، و12.3 مليون أسرة تقدمت للحصول على الدعم النقدى بواقع 44.1 مليون فرد بنسبة تصل إلى 44% من عدد السكان. وما هو تأثير الميكنة على قاعدة البيانات ؟ تلقينا بالوزارة 6 ملايين شكوى خاصة ببرنامج تكافل وكرامة من خلال قنوات التواصل مع المواطن مثل الخط الساخن، وبوابة الشكاوى الموحدة، والموقع الالكترونى، مواقع التواصل الاجتماعى، وساعدت الميكنة فى الحفاط على هذه البيانات من الضياع وسط أدراج الموظفين، والربط بين الوزارة والجهات الشريكة بهدف عدم طلب مستندات تستنزف طاقة المواطن ونقوده، كما أن 6 ملايين شكوى فى برنامج تكافل وكرامه فقط ، يحتاج إلى جيش من الموظفين، ما يجعل التكنولوجيا هى الحل الأمثل. وكيف يمكن الحصول على الخدمة ؟ عن طريق «واتساب» بإدخال الرقم القومى أو بتقديم الشكوى على الصفحة الرسمية للوزارة، لمعرفة أسباب توقف الخدمة، والرد على التظلمات، ومن لا يستطيع التعامل مع الموبايل أو الكمبيوتر لأى سبب، سواء إذا كان أميًا أو فاقد البصر، فمن خلال الذكاء الاصطناعى يمكنه التعامل بالصوت، ليحصل على الخدمة بدون تكلفة مالية أو بدنية أو نفسية، وهذه هى ال (حياة) التى نوفرها لكل مستفيد خلال الأيام المقبلة. ماذا عن علاقتك برؤسائك؟ الجميع يقدم لى الدعم والاحترام والتقدير، وأشكرهم على تشجيعهم ، ورغبتهم جميعًا فى تقديم أفضل خدمة للموطن الفقير ولكل المستفيدين من برامج وخدمات الوزارة وستقوم الوزيرة قريبًا بإطلاق هذه المنصة الخدمية لتكون بداية حياة جديدة للمواطن فى الجمهورية الجديدة التى أرسى قواعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي. من هو محمد الشال وما هى نوعية الإعاقة؟ كنت معافى ولا أشكو من شئ، وأتحرك بشكل طبيعي، حتى من الله عليّ وميزنى عن غيري، وأهدانى الانتماء إلى فئة ذوى القدرات الفائقة حيث أصبح لدى ضمور بالطرفين السفليين وضمور شديد بالعضلات وسقوط كامل بالقدم اليمنى وجزئى بالقدم اليسرى نتيجه ارتفاع شديد فى درجه الحرارة. فى الخامسة من عمرى، عندما بدأت الدراسة، واجهت مشقة فى الذهاب إلى المعهد الدينى الذى أدرس به لأنه بعيد عن البيت، ما جعل البعض ينصح أبى بأن يكتفى بتعليمى القراءة والكتابة فى البيت، لكنه رفض، وحدث ما لم يتوقعه أحد، تعلمت ركوب الدراجة، ولا أعلم كيف حدث ذلك، لكنها إرادة الله ودعم والدى، الذى منحنى القدرة على الاستمرار فى التعليم ، تنقلت بالدراجة فى عزبة الفتح (قريتي) ببنى بكار مركز مطوبس محافظة كفر الشيخ، وكنت أعانى جداً مع قدوم فصل الشتاء وسقوط مياه الأمطار على الأرض التى تتحول إلى (طين) يصعب على الإنسان القوى جسدياً أن يمشى عليها. ولكن كيف كنت تستخدم الدراجة؟ أبدل بقدم وأنتظر البدال الآخر ليصل إلى القدم الثانية لأن القدم اليمنى بها سقوط كامل وسقوط جزئى بالقدم اليسرى ومع ذلك كنت أتحرك وسط ذهول بفضل الله وحده، كنت أعلم إنه حينما يكبر حلمى سوف تصبح المهام أكبر وأعظم وحدث ذلك مع بداية المرحلة الثانوية التى تكثر فيها الدروس الخصوصية وعندما كنت أذهب إلى درس مادة الأحياء الساعة 10مساء وعند العودة من الدرس الساعه 12 منتصف الليل وقعت فى (مصرف) كان أهل القرية يقولون إن الجن يسكنه وتغلبت على الخوف، وخرجت منه، تركت الدراجة، ومشيت على يدى وأنا أستند على قدمى. حصلت على الثانويه الأزهرية بمجموع 85% ، فلم أتمكن من دخول «الهندسة»، والتحقت بكلية التجارة جامعة الأزهر، وكنت أتنقل بالكرسى بمساعدة زملائي، وتخرجت بتقدير جيد جداً، الرابع على قسم الإحصاء ودرست فى معهد اللغات للقوات المسلحة حتى المستوى السادس وحاصل على دورات تنمية بشرية ودورات تحليل إحصائى من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، كما طرقت أبواب جامعة القاهرة للحصول على الماجستير بمعهد الدراسات والبحوث الإحصائية قسم الإحصاء السكانى على الرغم من وجود مشقة كبيرة فى الذهاب، وحصلت على ماجستير فى التخطيط للتنمية المستدامة بمعهد التخطيط القومى وحالياً باحث دكتوراة فى كلية الدراسات العليا والبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة. مشوار طويل جدير بالاحترام والتقدير ماذا عن حياتك الوظيفية ؟ التحقت بالعمل فى وزاره التضامن الاجتماعى وهى أعز وأغلى الأماكن على قلبى وهنا بدأت حياة أخرى بتحديات مختلفة. وماذا عن حياتك الأسرية ؟ تزوجت من صيدلانية، أفتخر دائماً بها، وأنتظر خلال أيام إن شاء الله أجمل هدية من ربنا وهى أن يرزقنى الله بمولود.