كثير منا يواجه صعوبات في علاقاته أو في فهم ذاته دون أن يجد تفسيرا واضحا، لكن خلف هذه التعقيدات النفسية قد تختبي جذور قديمة تعود إلى الطفولة، حيث لا يكون الجرح صاخبا، بل صامتا، يتشكل بهدوء من خلال نقص الدعم العاطفي وليس من خلال العنف أو الإساءة المباشرة. والإهمال العاطفي هو شكل خفي من التجاهل، يهمل فيه الطفل نفسيا وعاطفيا رغم تلبية احتياجاته الجسدية، هذا النوع من الإهمال يترك بصمات عميقة على الطريقة التي نحب بها، نثق بها، ونعيش بها كبالغين. اقرا أيضأ|دراسة تكشف مفاجآت مذهلة عن صدمات الطفولة 8 علامات تدل على أنك قد تعرضت للإهمال العاطفي في طفولتك: 1.صعوبة في التعبير عن المشاعر حين لا يمنح الطفل فرصة لفهم مشاعره والتعبير عنها، ينشأ وهو يكبتها، معتقدا أنها غير ذات أهمية، هذا النمط يلازمه حتى البلوغ، فيجد صعوبة في بناء علاقات صحية أو التواصل العاطفي. 2.الإحساس بالفراغ أو الانفصال الداخلي غياب التجارب العاطفية الإيجابية في الطفولة يؤدي إلى شعور دائم بعدم الاكتمال أو الانفصال عن الذات والآخرين، مما يخلق شعورا مزمنًا بالوحدة الداخلية. 3.الخوف من الاعتماد على الآخرين من لم يجد استجابة لاحتياجاته في الطفولة، يكبر وهو يعتقد أن الاعتماد على الآخرين خطر لذا، يميل للاعتماد الكامل على نفسه، حتى في الأوقات التي يحتاج فيها للدعم. 4.صعوبة الثقة بالناس الثقة تبنى منذ الصغر، لكن من نشأ في بيئة مهملة عاطفيا، يصبح من الصعب عليه الوثوق في أن الآخرين سيكونون حاضرين عند الحاجة، مما يعمق شعور العزلة والاحتياط العاطفي. 5.شعور دائم بالاختلاف قد يشعر الشخص بأنه "لا ينتمي" أو "غريب"، حتى بين أقرب الناس إليه. هذا الإحساس ينبع من فقدان الأمان العاطفي في الطفولة، ويؤدي إلى عزلة داخلية يصعب كسرها. 6.النقد الذاتي المفرط من لم يتلق تقديرا كافيًا في صغره، قد يشعر دائمًا بأنه "غير كافٍ"، ويجلد ذاته بشكل مستمر. يصبح الكمال هدفا ضروريا للحصول على الحب أو القبول، مما يرهقه نفسيا. 7.تجنب طلب المساعدة الخوف من الرفض أو الشعور بالضعف يدفع من تعرض للإهمال العاطفي إلى تجنب طلب المساعدة. فيبدو قويًا من الخارج، لكنه يعاني في داخله بصمت. 8.صعوبة تكوين علاقات عاطفية عميقة الروابط العاطفية تتطلب انفتاحا وثقة، وهي أمور لم تنم في بيئة فقيرة عاطفيا، لهذا، قد يميل الشخص إلى العلاقات السطحية ويتجنب القرب الحقيقي خوفًا من الألم أو الفقد. الإهمال العاطفي ليس أمرا سهل الاكتشاف، لكنه يترك آثارا طويلة الأمد على من يتعرض له، إن فهمنا لجذور هذه السلوكيات لا يعني تبرير الألم بل هو خطوة نحو التحرر منه، الوعي هو بداية الشفاء، وهو ما يفتح الباب أمام بناء علاقات أكثر صحة، ومعرفة أعمق للذات، وإعادة اكتشاف القيمة الذاتية التي لطالما كانت موجودة ولكنها طمست في طفولة صامتة.