إيمان البلطى على الود تعاهدا، وعلى الإخوة تقاسما اللقمة سويًا، ومثل ما يقال بين الأصدقاء، كان لبعضهما البعض «كتف بكتف»، عونًا وسندًا ومحبة، لكن في الأخير، ذهب هذا كله أدراج الرياح، وما بقي بينهما غير الدم، عندما قتل أحدهما الآخر، والغريب أن سبب الخلاف من البداية لم يكن كبيرًا، سبب الخلاف في حقيقته كان حول مبلغ 8 جنيهات، هذه الجنيهات الثمانية، كانت نتيجتها طعنة غائرة في القلب، تفاصيل أكثر عن مقتل «زياد»، ابن شبين الكوم بمحافظة المنوفية، على يد صديقه في السطور التالية. اليوم هو يوم الجمعة، وتحديدًا قبل الصلاة مباشرة، اتصال هاتفي من هشام، يعمل سائقًا، لصديقه «زياد»، البالغ من العمر 21 عامًا، يخبره فيه أنه بعد عصر هذا اليوم، سيذهب ليشتري بعض الطلبات التي سوف يحتاجها لخطوبته، المقرر لها نفس اليوم. قام زياد من نومه، وبعد أن تناول إفطاره، وصلى الجمعة، ذهب مباشرة إلى صديقه، وظل معه طوال اليوم عونًا له، يشد من أزره، ويساعده في كل ما يطلب، وبالفعل مر اليوم على خير، وكل شيء تم، والفرحة تمت. لكن هذه الفرحة لم تستمر طويلا، لأنه أعقبها جريمة قتل بشعة، فرقت الصديقين للأبد، أحدهما توفى، والآخرسجن، والسبب 8 جنيهات. بداية الواقعة زياد، هو الابن الثالث والأصغر لوالده، لديه شقيقان أكبر منه سنًا، الأكبر، يدعى عبده، وهو صاحب هذه الواقعة من بدايتها، عبده، يعمل سائق سيرفيس، لخط 3 بشبين الكوم، ومعه، هشام، القاتل، هو الآخر يعمل سائق سيرفيس. في هذا اليوم المشئوم، وتحديدًا في الساعة ال11 مساءً، قام «عبده» بتحميل الركاب، وحتى يتحرك بسيارته، كان عليه أن ينتظر راكبين آخرين، حتى يكتمل عدد الركاب ويتحرك بالسيارة، وبالفعل أخذ الراكبين من سيارة «هشام»، ومن هنا بدأت المشكلة. هذا الأمر متعارف عليه في «المواقف»، سائق حان دوره، وينتظر الركاب، وإن توقف الأمر على راكب أو اثنين، يأخذهما من السيارة التي تليه في الدور، لكن هذه المرة لم يكن الأمر مقبولا، ولم يرض «هشام» أن ينزل الركاب من سيارته، ويكملون عدد ركاب سيارة «عبده»، حتى يتحرك، وحينها حدث الخلاف. «هشام» رفض الأمر، وأعقبه ألفاظ بذيئة وشتائم بالجملة، كان يكيلها إلى عبده، وإلى كل من يتدخل لحل هذا الخلاف، واستمر الأمر على هذا النحو حتى انتهت المشاجرة بين الاثنين، لكن لم تنته من القلوب، الغريب أن الأجرة التي سوف يدفعها الراكبان، محل الخلاف، كانت 8 جنيهات، كل راكب أجرته 4 جنيهات. لم تنته الواقعة عند هذا الحد، بعد انتهاء وردية العمل، أخذ عبده شقيقه الأصغر، زياد، وذهبا إلى بيت هشام، الكائن في نفس الشارع الذي يسكناه، وهو ما يعني أنهما جيران، وعندما ذهبا إلى بيت هشام، كان الغرض أن يشكي «عبده» لوالد هشام ما ارتكبه ابنه، وكيف أنه تطاول عليه وهو أكبر منه سنًا، وكيف أنه لم يراع «العيش والملح» وصداقته لشقيق عبده الأصغر، زياد. الأمر إلى هنا لم يخرج عن كونه عتابًا، شاب وأخطأ فيه شخص فذهب هذا الشخص يشكي لوالده، لكن هشام، وقتها كان في البيت، ويسمع ما يقوله عبده وشقيقه زياد إلى أبيه، وفجأة أمسك سلاحًا أبيض، «سكين»، وقفز من الشباك مرة واحدة، واقترب ناحية عبده يريد أن يطعنه، لكن، زياد» تدخل في الأمر، ووقف أمام هشام، محاولا الدفاع عن أخيه، وقال له: «إنت بتعمل إيه يا هشام، إحنا إخوات، ودا أخويا»، وبدلا من أن يراعي هشام صداقته ل زياد، ويرجع عما يقدم عليه، طعن صديقه زياد طعنة غائرة في القلب، سقط على إثرها الشاب صاحب ال21 ربيعًا غارقًا في دمائه. صداقة ودم في حديثها ل «أخبار الحوادث»، قالت والدة المجني عليه: «زياد ابني كان بعيد عن الخلاف اللي حصل بين عبده، ابني الكبير، وبين هشام، الاتنين شغالين مع بعض سواقين أجره لخط 3 بشبين الكوم، وعرفت إن الخلاف بينهما كان على راكبين، وبسبب 8 جنيه، وحصلت وقتها مشادة كلامية بينهم، لكن اللي موجودين في الموقف تدخلوا وفضوا الخلاف بينهم، وبعد ساعة، كان ابني زياد، مات، بطعنة غدر». وأضافت الأم: «ابني عبده عاتب هشام بحكم العيش والملح اللي بينهم،هشام ده جارنا، ودايما كان بينادينى ب»أمى»، وبحكم العشم بينهم، عبده قال لهشام انه هيشكي لوالده، وبعد الشغل خد عبده معاه إخواته محمد و زياد، وراحوا لوالد هشام عشان يحكولوا اللي حصل، كانوا متخيلين إن هشام هيكبر لأبوه، لكن هشام مكبرش لحد، وطعن ابني زياد في قلبه». صرخات الأم تعلو، وتستكمل بنبرة حزينة، قائلة: «أنا لقيت ابني عبده بيتصل بيا وبيقول لي إنهم في قصر شبين الكوم، وقالي لي تعالى إنتي وأبويا، كان وقتها الساعة 1 بعد منتصف الليل، ولما روحنا عرفت إن زياد ابني اتصاب، وقتها قولت إنها إصابة سطحية، لكن للأسف مطلعتش كدا، ابني زياد نزف دم كتير، واحتاج لأكياس دم،وعقبال ما جبنا له الدم، كان زياد مات». وتختتم والده زيادة حديثها قائلة: ابني كان صاحب هشام، الروح بالروح، وراح معاه خطوبته، ووقف معاه وقفة راجل ومسابهوش لحظة، وفضل واقف معاه لحد ما لبس الشبكة، وكانت قبل الحادثة بأيام قليلة، وفي الآخر يحصل فيه كدا، أن عندي إعاقة في رجلي وبمشى بعكاز، ووالده عنده إعاقة بصرية بنسبة 5٪، أنا مش عايزة غير إن حق ابني يجي، ازاي استحل دم ابني، وإزاي يقدر يعمل كدا في صاحبه، دايمًا كان بيقولي هشام دا أخويا وصاحبي، وعلى الفيس بوك كان لسه من شهر زياد كان بيبارك هشام بعيد ميلاده وكاتب له كلام حلو». تلقى اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور قسم شبين الكوم يفيد بمقتل سائق على يد آخر بسلاح أبيض. وبالانتقال والفحص، تبين مقتل «زياد.ح» سائق أجرة على يد «ه.م» 28 سنة سائق أجرة، بسبب خلاف على أولوية تحميل الركاب، تحرر المحضر اللازم بالواقعة واخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، التي قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. اقرأ أيضا: عثر عليها في مجرى مائي.. انتشال جثة ثلاثيني مجهول الهوية بالمنوفية