كنت أتمنى دراسة جيدة تسبق قرار وزير الثقافة بغلق «قصور الثقافة الجماهيرية» على مستوى الجمهورية . وأن يقوم بالدراسة متخصصون فى الفكر والفن والأدب والثقافة والاعلام والتوعية وعلم النفس والمجتمع ، أى مجموعة من حرافيش عمنا أديب نوبل نجيب محفوظ . أعتقد أن وزير الثقافة استعجل فى اتخاذ قرار الغلق ، وكان عليه ان يتخذ قرارا بتطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة الجماهيرية . صحيح أن الهيئة أصبحت عبئا على ميزانية الوزارة ، لكن من قال إن العلم والثقافة تٌكيل بالمال ، لأنها تٌكيل بالفهم والوعى والتوعية. واعتقد ان مبررات الوزير لاتخاذ القرار لم تستوعب الفكرة العبقرية التى نشأت فى ذهن وزير الثقافة المحترم وأحد الضباط الأحرار ثروت عكاشة . لا يعيب بيت الثقافة أن يكون مساحته «9 متر مربع» أو أقل أو أكثر . تاريخنا التنويرى يشهد بأن مصطبة دار 2 متر كانت منارة تنويرية لأهل بلدى فى القرية !. بيوت الثقافة والمكتبات التى أنشأتها والمسارح والندوات التى أقامتها شاهدة على تنوير الأطفال والشباب فى قرى ومدن مصر . وأرى أن تطويرها أفضل من غلقها . كنت أتمنى أن يقوم الوزير بزيارة تفقدية لقصور الثقافة ، ويبحث مشاكلها وبالتالى جدواها ، ويتخذ قراره بناء على مايراه ممكنا لاصلاحها من عدمه ، وللأسف نحن فى عصر يحكم المال كل شىء . وأعتقد أنه لا يخفى عن ذهن الوزير أن قصور الثقافة تحتضن فرق الفنون الشعبية بالمحافظات ، مثل سمسمية بورسعيد والإسماعيلية والسويس وتحطيب الصعيد و حنة وجه بحرى ، والموالد ، وغيرها . وهل يتم غلقها ايضا !؟ لو حدث هذا اعتقد انها جريمة فى حق الوطن وتقاليده وحضارته وثقافاته . لكل هذا فإن إعادة النظر فى القرار واجبة ، وتسمح للوزارة بدراسة شاملة لقصور الثقافة على مستوى الجمهورية ، والتى من السهل تطويرها من خلال أغنياء القرى ورجال الأعمال على مستوى الجمهورية ، ولو من خلال فكرة العودة للجذور لرعاية الموهوبين والمبدعين وايضا مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف . دعاء : اللهم أهد قومى فإنهم لا يعلمون