قبل سنوات كنت أؤدى الحج ، وسألت أحد المشايخ عن بعض أمور الفريضة خاصة الرجم ، فأجابنى بوجوب الرجم وقت الزوال فقط ، وأخبرته أن الأزهر ودار الإفتاء أجازوا الرجم طوال اليوم تجنبا للتزاحم وحفظا لأرواح المسلمين ، ثار الرجل وكال الاتهامات لأزهرنا الشريف وصلت لاتهامه بالتفريط فى الدين ، غادرته متعجبا من رأيه وهجومه على الأزهر وغير مقتنع مطلقا بفتواه وأخذت برأى الأزهر ، وهى الفتوى التى تجنب ملايين الحجاج ماقد ينتج عن التزاحم والتدافع . واذكر أيضا صديق مقرب أقسم على زوجته ألا تتابع فضائيات التشدد ورموزها من مدعى التدين وغير المختصين ، سألته عن السبب فأقسم أن حياته تحولت لجحيم ، وأصيبت زوجته بالإرتباك النفسى والتخبط بمعظم أمور حياتها بسبب فتاوى مشايخ تلك الشاشات ! تذكرت هاتين الواقعتين وأنا أتابع إقرار قانون تنظيم الفتاوى بمجلس النواب ،ولكم كتبت وغيرى عن فوضى الفتاوى وخطورتها على المجتمع بل واعتبرتها خطرا يهدد الأمن القومى المصرى ، قانون طال انتظاره كثيرا ، وأتعجب من بعض المعترضين عليه خاصة المحسوبين على التيار العلمانى وكنت أظنهم فى مقدمة السعداء والمرحبين به ، والبعض ذهب بعيدا باعتبار الحبس لمن يفتى بالمخالفة لهذا القانون تقييدا للحريات ، لكنى أرى أن فترة الحبس ضعيفة وأخشى ألا تكون رادعة لمن يتصدرون أمور الفتوى من غير المتخصصين يا سادة إن عشوائية الفتوى وبحق خطر على أمننا القومى وتصيب فئات عديدة بالمجتمع بدوار نفسى شديد بل وتهدد الانتماء الوطنى وتصّعب حياة المسلمين ، وهل يعقل أن يكون الله قد حبى مصر بالأزهر الشريف قلعة الدين الوسطى ونسلم راية الإفتاء لأحد دونه ، من يصفون الأزهر بالتشدد والرجعية لا يدركون عمق وسطية علمائه وفهمهم لصحيح الدين ولينه ، أعلم أن رجال الأزهر بشر تصيب وتخطئ وبعض مناهجه بحاجة لإعادة نظر ، لكن هذا ليس مدعاة لتعريض السلم الاجتماعى للخطر بعشوائية الفتوى خير الكلام وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتى مِن ناقِصٍ ،فَهِيَ الشَهادَةُ لى بِأَنِّيَ كامِلُ