لاشك أن الإفراج عن الرهينة الأمريكي الإسرائيلي «عيدان ألكسندر» هو بادرة حسن نية مقدمة من المقاومة الفلسطينية لكن اكتمالها يكون بأن تفتح الباب لإنهاء الحرب التى وصفها الرئيس الأمريكى ترامب « لأول مرة » بأنها حرب وحشية يجب أن تتوقف، ولوضع حد نهائى للمأساة الانسانية التى يعيشها أهلنا الفلسطينيون فى ظل الإبادة والتجويع والمذابح المستمرة التى لا يرى نتنياهو وحكومته الإرهابية طريقاً غيرها لتحقيق نصر مستحيل وللهروب من سقوط حتمي !! يجد نتنياهو نفسه فى وضع لا يحسد عليه - لكنه لن يستسلم لأنه يعرف العواقب يسارع لغلق الأبواب أمام أى جهود للحل. يتلقى صدمة الإفراج عن «عيدان» بعد تفاوض سرى بين واشنطون والمقاومة الفلسطينية ويطمئن أنصاره بأنه لن يكون هناك إفراج عن أسرى فلسطينيين ولا دخول للمساعدات وأن كل دور حكومته هو تأمين ممر آمن لخروج الجندى الإسرائيلى الحامل للجنسية الأمريكية عيدان (!!) .. يعرف نتنياهو أن المشهد كله يؤكد مسئوليته الأساسية عن استمرار حرب الإبادة ونسف كل الجسور نحو إيقاف المأساة. يتذكر الإسرائيليون أن عيدان وكل الرهائن كان يفترض أن يكونوا قد أفرج عنهم جميعاً لو لم ينقلب « كعادته» على هدنة يناير ، ويرفض تنفيذ المرحلة الثانية فيها، ولو لم يتآمر للإطاحة بمبعوث الرئيس الأمريكى السابق «بوهلر» بعد الكشف عن اجتماعه بممثلى حماس، ولو لم يحشد جيشه لتوسيع الحرب فى غزة رغم معارضة أكثر من 70٪ من الإسرائيليين، ورغم تحوله عند الحليف الأمريكى التاريخى إلى خطر داهم على مصالح أمريكا ومستقبل إسرائيل. «ويتكوف» الممثل الرئيسى لترامب فى التفاوض على كل القضايا الخارجية الرئيسية كان حاسماً فى الرد على نتنياهو وهو يقول لعائلات الرهائن إن أمريكا تريد الإفراج عن كل الرهائن فوراً لكن نتنياهو يرفض إنهاء الحرب!!.. هل يعنى ذلك أن واشنطون قد أدركت مؤخراً أن استمرار الحرب لا يمكن أن يكون مصلحة أمريكية، وأن نتنياهو وتحالف زعماء عصابات الإرهاب الإسرائيلية يجعلون فواتير دعم الإرهاب الإسرائيلى فوق احتمال أى قوة عالمية ولو كانت بحجم أمريكا نفسها؟! بعيداً عن المبالغات هنا أو هناك .. نحن فى مفترق طرق صعب وخطير. الافراج عن جندى إسرائيلى يحمل الجنسية الأمريكية هو بالتأكيد بادرة لحسن النية ، والظروف التى تتم فيها تؤكد فشل نتنياهو وحلفائه من رموز الإرهاب الصهيونى ،الأهم هو ترجمة ذلك إلى تحرك إيجابى لإنهاء الحرب والإقرار بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين. الأيام القادمة حاسمة ، وأوراق القوة العربية فى موقف أفضل ضد إرهاب اسرائيل الذى لم يعد قادراً على خداع أقرب حلفائه!! ولم يعد يأمل إلا فى توفير «ممر آمن» له ولحكومته كما توفر -بالأمر الأمريكى المباشر للرهينة «عيدان» ممر آمن .. أو حرب أصبح ترامب بنفسه يراها حرباً وحشية لابد من إيقافها!!