ريم أحمد : « كارمن» حققت حلمى و الأمومة غيرتنى l حوار

دائما ما تبهرنا الفنانة الشابة ريم أحمد بطلتها وروحها الاستثنائية، فهي تضيف بهجة خاصة على أعمالها الفنية التى تقدمها.. ريم تقدم حاليا عمل مسرحى خاص جدا، وهو عرض «كارمن» الذى يعرض يوميا على خشبة مسرح الطليعة والمأخوذ عن رواية الكاتب الفرنسي «بروسبير ميريميه»، ومن إخراج ناصر عبد المنعم.
«أخبار النجوم» إلتقت ريم لتحدثنا عن تجربتها الجديدة على المسرح بشخصية «كارمن» والكثير من الأمور في السطور التالية.
كيف جاء ترشيحك للعرض المسرحى «كارمن»؟
جاء ترشيحى من خلال المخرج الكبير ناصر عبد المنعم، فقد أخبرنى أنه يستعد لتقديم العرض المسرحى «كارمن» ورشحنى لدور البطولة، شعرت حينها بفرحة كبيرة و وافقت على تقديم الدور فورا.
وكيف كانت استعداداتك لتقديم شخصية البطلة ؟
«كارمن» هى شخصية مختلفة تماما عن جميع الشخصيات التى قدمتها طوال مشوارى على خشبة المسرح، لذلك كنت أركز على أدق التفاصيل، وقمت بمشاهدة عدد كبير من الأعمال الوثائقية التى تناولت حياة «الغجر» كى أستطيع التعرف على سلوكياتهم والحياة الخاصة بهم، كذلك شاهدت عدد من الأعمال التى قدمتها دار الاوبرا المصرية لباليه «كارمن»، بالإضافة إلى عروض من فرق مختلفة، هذا بالإضافة إلى أننى خريجة المعهد العالى للبالية ولدى الكثير من المعلومات عن الرقص «الغجرى» والإسبانى، وهذا ما ساعدنى كثيرا فى التحضير للشخصية.
ماذا عن تعاونك مع المخرج ناصر عبد المنعم؟
كنت قد تعاونت من قبل مع المخرج ناصر عبد المنعم من خلال العرض المسرحى «كوكب ميكى» وسافرنا للعرض فى المملكة الأردنية، وحصلت حينها على جائزة أفضل ممثلة فئة «الأطفال»، و بعدها تعاونا فى عرضي «لص بغداد» و»صانع البهجة»، لذلك أحب العمل معه بشكل كبير وأكن له كل الاحترام والتقدير، فهو مخرج كبير على المستويين الإنساني والمهنى وله بصمته الخاصة التي تميزه عن باقى المخرجين.
حدثينا عن كواليس العرض مع فريق العمل وأبطاله؟
كواليس العرض كانت ممتعة للغاية ولم أشعر بالتعب نهائيا بل على العكس تماما كانت الكواليس «مسلية» بالنسبة لى، وكنت سعيدة أثناء ذهابى للبروفات بشكل يومى، على الرغم من عدم معرفتى مسبقا بباقى فريق العمل، ولكن نشأت بيننا صداقة وتعاونا بشكل كبير على خروج العمل بشكل لائق، و فعلا أصبحنا أسرة واحدة.
ما هى التحديات التى واجهتك أثناء التحضيرات؟
أصعب ما واجهنى بشكل شخصى هو الشكل التى ستخرج به شخصية «كارمن»، الموضوع كان يشغل تفكيرى وسبب لى توتر لأن هناك فخ كبير كان من الممكن الإيقاع فيه، وهو تكرار ما قدم من قبل، لذلك كنت أريد أن تظهر كارمن بشكل مختلف وغير تقليدى، بالإضافة إلى أن تكون حقيقية من «لحم و دم»، و كذلك النقلات التى تقوم بها فى المشاهد ورقصاتها وكل التفاصيل الخاصة بها، خاصة أنها تتعامل مع كل شخصية فى العرض بشكل مختلف عن الأخرى وهنا كانت تكمن الصعوبة، ولكن من خلال الجلسات التحضيرية مع كل من مخرج العمل ناصر عبد المنعم و مؤلفه محمد على إبراهيم والفنان ميدو عبد القادر و باقى فريق العمل، استطعنا أن نرسم صورة رأيتها مثالية لشخصية «كارمن» و لشكل العرض بأكمله، و المخرج كان يفتح باب المناقشات مع كل منا طوال الوقت فترة التحضيرات.
«كارمن» من وجهة نظرى شخصية صعبة على الرغم من حبى الشديد لها، و كنت قلقة طوال الوقت من تقديم شخصية قدمت من قبل، ولكن والحمد لله زال كل ها الشعور بعدما رأيت إعجاب الجمهور بالشخصية وردود الأفعال الإيجابية حتى الآن.
كيف ترين حال المسرح فى الوقت الحالى؟
المسرح يواجه مشكلة كبيرة حاليا و هى أن معظم الممثلين عزفوا عنه بشكل ملحوظ، ولا أعرف ما السبب وراء ذلك، ولكن الحمد لله لم نواجه أية مشكلة مع الجمهور بالعكس جمهور المسرح حاضر وموجود بشكل كبير وأكملنا الليله الثلاثين من العرض بشكل يومى، ولكن بشكل عام ثقافة جمهور المسرح مختلفة، فمعظم الجماهير لم تكن على دراية كافية بالمسرح والعروض الخاصة به، وأحيانا كثيرة تصادف أن يكون أحد الجمهور يحضر عرض مسرحي لأول مرة فى حياته ويشعر بسعادة كبيرة، وبعد العرض يخبرنى أنها بالتأكيد لن تكون المرة الأخيرة، وكل ما اتمناه للمسرح هو أن يكون هناك دعاية مكثفة لكل العروض المسرحية التى تقدم على خشبة مسرح الدولة بشكل خاص.
وماذا يمثل المسرح لك بشكل شخصى؟
المسرح هو بيتى الثانى فأنا وقفت على خشبة المسرح لأول مرة منذ أن كان عمرى 5 سنوات، ومن وقتها وأنا أعشق المسرح وأكن له كل الاحترام، و برغم صعوبة تقديم نفس الشخصية كل يوم لفترات أحيانا تمتد لشهور والإلتزام بالوقوف على خشبة المسرح لعدد ساعات كثيرة بشكل يومى، أرى أنها قدرة ليست عند كل الفنانين ولكن بالنسبة لى هى العشق الأول، كما أننى أحب فكرة مشاهدة الجمهور لى و تفاعله مع الممثلين بشكل حى، خاصة تحية الجمهور لأنها تعتبر جزء من العرض، لهذا فهو له طابع خاص وبصمة فى قلب الممثل الحقيقي.
من هو مثلك الأعلى فى الفن بشكل عام؟
لا يوجد اسم معين، ولكن أستاذى هو الفنان الكبير محمد صبحى الذى أعدنى منذ طفولتى للوقوف على خشبة المسرح وكذلك الوقوف أمام الكاميرا، كل هذا هو صاحب فضل فيه بعد توفيق من الله سبحانه وتعالى، ولهذا أعتبر نفسى محظوظة أن بدايتى كانت معه وأن اكون واحدة من تلاميذه، فهو أستاذ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تعلمت منه قواعد المسرح والانضباط، وكيف أن أكون شغوفة بالفن بشكل عام، فوقعت فى غرام المسرح والفن بسببه، فالمسرح هو مزيج من الرهبة والتركيز والاستمتاع والشغف، وهو خليط من المشاعر والعواطف غير طبيعي، وكل الاحترام والتقدير لكل فنانات وفنانين المسرح، وأتمنى أن أسير على نفس خطاهم.
وهل استمرار تعاونك مع الفنان محمد صبحى لسنوات طويلة أفادك أم ضرك ؟
بالطبع استمرارى مع الاستاذ محمد صبحى أفادنى بشكل كبير لأننى كما ذكرت هو من علمنى حب المسرح والفن، أنا ممتنة جدا لكل عمل فنى شاركت فيه معه، والناس الآن تعرفنى بسبب «هدى بنت ونيس»، و بشكل شخصى أضاف لى على جميع المستويات الفنى والإنسانى وتعلمت على يديه احترام المهنة ككل واحترام عقل المشاهد واحترام العمل والفصل بين «الموود» والاتقان فى العمل وإعطائه حقه.
أخبرتيني قبل عدة سنوات أن حلمك هو تقديم شخصية «كارمن»، وقد حدث، ما هو حلمك الجديد والشخصية التى تحلمين بتقديمها؟
هذه حقيقة وأنا سعيدة جدا بتحقيقى لهذا الحلم الحمد لله، والحلم القادم هو تقديم عمل استعراضى مثل الفوازير على الرغم من أن الفوازير لم يعد لها وجود بشكل كبير ولكنى أريد تقديم عمل استعراضى كامل من رقص وغناء وتمثيل، والحلم الثانى هو تقديم عمل أكشن وهذا سيكون جديد جدا بالنسبة لى.
ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟
انتهيت منذ فترة كبيرة من تصوير مسلسل «حرب الجبالى» من المفترض أن يتم عرضه قريبا على قناة ام بى سى، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور عند عرضه.
وأخيرا، كيف أثرت الأمومة عليك وما الذى اختلف فى شخصيتك؟
بالتأكيد اختلفت شخصيتى وأولوياتى كثيرا، ودائما ما أفكر أين ستكون ابنتى عندما يكون لدى عمل، وشعور الأمومة هو شعور لا يوصف، وأحمد الله كثيرا على هذه النعمة الكبيرة وأدعو الله أن يحفظها من كل شر وسوء.
اقرأ أيضا: صابرين النجيلي: كنت كاتبة أغنية «قلبي دق دقة» لهيفاء وهبي