تحت شعار «حوار.. تضامن.. تنمية»، تتجه الأنظار صوب العاصمة العراقيةبغداد، حيث انعقاد أعمال مؤتمر القمة العربية فى دورتها العادية الرابعة والثلاثين، ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بدورتها الخامسة المقرر عقدها الأسبوع القادم تحديدًا فى 17 مايو، خاصةً فى ظل الظروف التى تتعرض لها المنطقة العربية، والتى تستدعى التكاتف الكامل بين الدول العربية الشقيقة. ومن المقرر أن يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أكد حرص مصر على نجاح القمة العربية، ودعم مصر الكامل للرئاسة العراقية المقبلة للقمة العربية. اقرأ أيضًا | عرض مهيب فى الساحة الحمراء بموسكو :القوات المسلحة المصرية تشارك فى احتفالات عيد النصر وصرّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوى، بأن وزير الخارجية العراقى قام بتسليم الرئيس السيسى، دعوة الرئيس العراقى لحضور القمة. وأوضح المتحدث الرسمى، أن اللقاء شهد تبادلًا للرؤى بشأن الأوضاع فى فلسطينوسوريا، وسُبل استعادة الاستقرار الإقليمى، حيث تم التأكيد على محورية القضية الفلسطينية للأمة العربية، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. فى الوقت ذاته، تبذل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، جهودًا مكثفة فى إطار الاستعدادات للقمة، حيث التقى السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، فى مقر الأمانة العامة، د. قحطان طه خلف، سفير جمهورية العراق لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. وجرى خلال اللقاء، بحث سُبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين العراق والجامعة العربية، واستعدادات العراق لاستضافة القمة العربية المقبلة فى بغداد، حيث أكد السفير جاهزية بلاده وحرصها على توفير كافة الإمكانات اللازمة لإنجاحها، بما يعكس مكانة العراق والتزامه بدوره القومى الفاعل ضمن المنظومة العربية. وثَمَّن السفير حسام زكى، جهود العراق فى دعم العمل العربى المشترك، واستعداده لاستضافة القمة العربية، مؤكدًا أهمية تكاتف الجهود العربية فى هذه المرحلة الحرجة، خاصة فيما يتعلق بدعم الشعب الفلسطينى وتعزيز وحدة الموقف العربى فى المحافل الإقليمية والدولية. فى سياق متصل قال سفير العراق خلال لقائه مع الصحفيين الدبلوماسيين بمقر السفارة العراقية بالقاهرة: نتطلع لقمة عربية ناجحة خاصة أنها تأتى فى ظل ظروف وتحديات صعبة تشهدها المنطقة، موضحًا أن العراق أتمَّ كافة التجهيزات لاستضافة القمتين. وكشف السفير الجنابى، أن القمة العربية ستشهد مشاركة واسعة من قبل القادة والزعماء العرب إلى جانب الضيوف الأجانب ومن بينهم رئيس وزراء إسبانيا والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقى والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى والأمين العام لمجلس التعاون الخليجى. كما أكد أن العراق داعم للقضايا العربية وفى صدارتها القضية الفلسطينية وإعادة الإعمار فى غزة، وأن بلاده لن تألو جهدًا فى دعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة. كما عَبَّر فى رده على سؤال آخر، عن أمله بأن تشهد القمة مصالحات عربية ومبادرات لتحقيق التوافق العربى المنشود، موضحًا أنه تم توجيه كافة الدعوات للدول العربية ومن بينها سوريا، مُبينًا الحرص العراقى على حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى للقمة العربية، مشيدًا بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ووجود الشركات المصرية على أرض العراق وكذلك نقل تجربة مصر فى بناء عاصمة إدارية جديدة تبعد 50 كم عن بغداد. وقال الجنابى، إن العراق أنهى كافة الاستعدادات لاستضافة القمة، مضيفًا: نتطلع إلى أن تأتى هذه القمم بمخرجات تلبى حاجة المرحلة وتتوافق مع التحديات التى تشهدها منطقتنا العربية، وبالذات ما يخص الصراع العربى الإسرائيلى. وأكد أن الكيان الغاصب كَشَّر عن أنيابه وبدأ إبادة جماعية للشعب الفلسطينى منذ أكتوبر 2023، مستهترًا بكافة القوانين والأعراف الدولية، وما تتعرض له شعوبنا فى غزةوسوريا، واليمن شاهد على ما يقوم به الكيان الغاصب المحتل للأراضى العربية والمقدسات الإسلامية. وعَبَّر السفير الجنابى عن اعتزاز بلاده دار السلام عاصمة الدولة العباسية على مدى قرون وبلاد الرافدين باحتضان القمة العربية، متطلعًا لمزيد من التعاون والتضامن العربى واتخاذ قرارات ومبادرات للارتقاء بدولنا العربية ومواجهة مخططات تفتيت الجهود وتفرقة الأمة وتجزئة شعوبها وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ. وأوضح أن الاجتماعات التحضيرية للقمتين، ستنطلق بدءًا من الغد على مستوى كبار المسئولين ثم المندوبين الدائمين ووزراء التجارة والاقتصاد ووزراء الخارجية للإعداد للقمتين. وحول قرارات القمة، عَبَّر الجنابى عن تطلعه لتنفيذها على أرض الواقع، وقال إن هناك رغبة فى تشكيل لجان للمتابعة والتنفيذ، متوقعًا أنها ستكون قمة استثنائية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وأضاف أنها ستكون قمة استثنائية بكل المقاييس، ونحن حريصون بكل جهودنا فى العراق على أن تكون القضية الفلسطينية فى صدارة الملفات المطروحة وستكون القمة استثنائية بالقرارات الداعمة لفلسطين. وحول موضوع صناديق لدعم غزة، قال: جاهزون لذلك، ورئيس الوزراء تبنى مقترحًا ببناء مستشفى لإنقاذ غزة، ومستعدون للإسهام فى دعم إعادة الإعمار والبناء وإعادة فلسطين للوضع الطبيعى. وهناك مؤتمر دولى لإعادة الإعمار تبنته مصر، لكن نتنياهو لديه إصرار على مواصلة الإبادة الجماعية والإبادة الممنهجة وجرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان. وحول المصالحات العربية، قال إنها تأتى فى إطار مبادرات تُطلق على هامش القمة، ومن المبكر الكشف عنها حاليًا، لكن هناك حرصًا عربيًا على إصلاح الذات، ويجب أن نتحاور ونتكاتف لتحقيق المصالح المشتركة. وحول ما يسعى إليه العراق خلال القمة، قال: نأمل أن تتبنى القمة العربية قرارات تلبى حاجة شعوبنا ودولنا، مضيفًا أن زيارة القادة والرؤساء العرب إلى بلدهم الثانى بغداد، مدعاة فخر للعراق وشعبه وإطلاع شعوبنا على ما يتم من تحقيقه من إنجازات فى المجالات المتنوعة وعودة بغداد إلى الحضن العربى. وأوضح أنه تم إنجاز مشاريع كبيرة فيما يتصل بإعادة الإعمار والبنى التحتية الحديثة، موضحًا أن كبار رجال الأعمال والشركات المصرية لهم وجود كبير بالعراق ويتواكب الآن مع استثمارات أوراسكوم بمدينة الورد ببغداد، كما يتم التفاوض لبناء عاصمة إدارية جديدة. واعتبر أن انعقاد القمة فى هذه الظروف يعطى مزيدًا من الطموح للعراقيين فى التنمية والتطور. وبرغم الجدل حول مشاركة الرئيس السورى أحمد الشرع، سَلَّم وزير الثقافة العراقى، أحمد فكاك البدرانى، دعوة إلى الرئيس السورى أحمد الشرع لحضور القمة. وقال البدرانى إنه «بناءً على تكليف من رئيس الجمهورية عبداللطيف جمال رشيد، سَلَّمنا دعوة للرئيس السورى أحمد الشرع، لحضور القمة العربية ، مؤكدًا أنها ستناقش التحديات التى تُواجه الأمة العربية». ولم تتأكد مشاركة الشرع سواء بنفسه أو من خلال وزير خارجية سوريا فى القمة.