استيقظت من نومها على صوت جرس الباب، وجدت المحضر أمامها يسألها «حضرتك فلانه»؟، فردت عليه قائلة: «أيوه أنا خير»؟، فناولها المحضر ورقة في يدها وطلب منها أن توقع في دفتر يحمله في يده، وقبل أن ينصرف من امامها قال لها: «دي ورقة طلاقك غيابي يا مدام»!، الصدمة جعلتها تتسمر فى مكانها دون حركة وكأنها تجمدت غير مستوعبة ما تراه في يدها وما سمعته من المحضر، كيف حدث ذلك وكيف وصلت الامور إلى هذا الحد؟!، التفاصيل في السطور التالية. كل شىء بدأ بفضول بسيط، «لايف متابعين، كام تعليق، شير هنا ولايك هناك»، الاسد مش مجرد هدية سعرها غالي بتتحول لحسابها فى البنك، وفى كل مرة يرسل أحد الاشخاص هدية الاسد، كان الشعور بالشهرة والاهتمام يزداد أكثر فأكثر، وهو ما تسبب لها فى سلسلة من الكوارث.. جلس شعبان على كرسي الصالون فى بيته وهو يسترجع ذكريات حياته الزوجية، وكيف تحول البيت الهادئ الى دمار، وتبدل الامان بالخوف والقلق من المجهول فى لحظة واحدة، وبعد تفكير عميق قرر أن يطلق زوجته غيابيًا ويختار البعد عنها خاصة بعد أن قالت له «أسد التيك توك افيد لي منك»! تواصلنا مع الزوج الذى يبلغ من العمر 45 عامًا ويعمل موظفًا فى إحدى الشركات الخاصة وبكل مرارة وأسى قال: تزوجت منها قبل ثلاث سنوات بعد قصة حب جمعتنا، وكانت حياتنا تسير بشكل هادئ وطبيعي، انجبت خلال هذه الفترة طفلتنا الوحيدة التي نشرت البهجة والسعادة فى البيت، وجددت الطاقة بيننا خاصة بعد أن سيطر عليها الروتين الإجباري بحكم طبع الحياة وزيادة المسئوليات والمتطلبات اليومية خاصة فى ظل الغلاء. مفاجأة صادمة يستكمل شعبان حديثه قائلا: لاحظت تغيرًا فى تصرفات زوجتي واهتمامها المتزايد بهاتفها المحمول، لم أشغل بالي كثيرًا فى بادئ الأمر بسبب انشغالي بعملي، حيث أنني اعمل بنظام الشيفتات صباحًا ومساءً، ولكن مع مرور الوقت بدأ يزداد الامر سوءًا، خاصة بعد تعمدها تجاهل واجباتها الزوجية وإهمالها بشكل ملحوظ للغاية، وحفاظا على استقرار البيت خاصة أن لدي طفلة منها قررت أن اتجاهل الامر بعض الشىء حتى توضح الصورة أمامي اكثر. ويتابع الزوج قائلا: وذات يوم كانت المفاجأة التي قامت بدورها وصعقتني عندما ذهبت للعمل كالمعتاد ووجدت زملائي ينتظرونني ويخبرونني بأن زوجتى لها حساب على «تيك توك» تنشر من خلاله مقاطع مصورة تظهر فيها بملابس اعتبروها غير لائقة، وتسعى لتحقيق شهرة وجمع الهدايا المالية عبر البث المباشر، فى هذه اللحظة فقط شعرت وكأن مشاعر الغضب تمكنت مني، تركت عملي وتوجهت مسرعًا الى البيت وبالفعل واجهتها بالأمر فلم تنكر، بل وبررت تصرفها برغبتها فى تحسين الوضع المادي للأسرة، ودون تفكير لحظة واحدة طلبت منها حذف الحساب والتوقف عن الظهور لكنها رفضت وتمسكت بالاستمرار فى نشاطها على التيك توك، فلم أجد امامى إلا أن انسحب من حياتها حفاظًا على كرامتى وشكل الأسرة التي انا مسئولا عنها. فى المقابل تقدمت زوجتى الى محكمة أسرة مدينة نصر لتطالب بعدة نفقات وهي: العدة والمؤخر والمتعة بالاضافة إلى حقها فى حضانة ابنتها الصغيرة، وعلى هذا الاساس قدمت كل الادلة اللازمة التي توثق نشاط زوجتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضحت أن ما قامت به زوجتى أضر بسمعتى ومكانتي الاجتماعية، مما لايمكن معه استمرار الحياة الزوجية بيننا، وخلال الفترة المقبلة ستفصل المحكمة فى قضايا النفقات بعد الاطلاع على كافة الاوراق والمستندات التي تثبت حيثيات الطلاق وأسبابه. ضرر معنوى تحدثنا مع نهى الجندي، المحامية المتخصصة فى شئون الاسرة والموكلة بالدفاع عن الزوج فى قضايا النفقات المقامة ضده لنتعرف على رأيها القانوني بشأن هذه الدعوى حيث قالت: للأسف الشديد أصبح التيك توك واحدا من الاسباب الحديثة للطلاق لكنه ليس سببا قانونيا مباشرا لطلب الطلاق إلا فى حالة ارتبط بسلوك يخل بالشرف أو الآداب العامة، بمعنى أن القانون لايحكم على استخدام التيك توك فى حد ذاته لكن ينظر لتصرفات الشخص عليه هل فيها إساءة؟ اساءة لسمعة الزوج كما فى هذه القضية التي نتحدث عنها؟، أو تعريض الاطفال للخطر وهناك دعاوى كثيرة سب وقذف مثلًا أو تشهير إذا استغل احد الطرفين مشكلات أو صراعات زوجية بنشر فيديوهات تمس بكرامة أو سمعة الآخر، وتحكم المحكمة بالطلاق بالفعل لانها تعتبر ذلك ضررًا معنويًا ونفسيا جسيما يتسبب فى إفساد الحياة الزوجية، وفى هذه القضية تحديدًا الزوج لم يكن على دراية بهذه التصرفات التي تقوم بها زوجته بسبب طبيعة عمله التي تجعله يغيب عن المنزل لفترات طويلة من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، لكنه عرف عن طريق الصدفة من أحد زملائه فى العمل حيث عرض عليه مقاطع فيديو تثبت الامر فبدأت الخلافات تتصاعد. ومن الناحية القانونية فهناك مواد قانونية مثل المادة 6 من قانون مكافحة الجرائم الالكترونية تجرم نشر محتوى مخل أو يحرض على الفسق أو يخدش الحياء وأيضا المادة 25 و 26 من نفس القانون بتعاقب على التعدي على القيم الاسرية أو الخصوصيةعبر الانترنت. إنتشار مرعب وتشهد ساحات محاكم الاسرة مؤخرًا تزايدًا فى القضايا المرتبطة بتأثير «السوشيال ميديا» وسط تحذيرات مجتمعية من خطورة التعلق بالشهرة الرقمية على حساب استقرار الاسرة، ومن هذا المنطلق تحدثنا مع الدكتورة جيهان جمال، أستشاري العلاقات الاسرية عن هذه الظاهرة الغريبة حيث قالت: للأسف هذه الظاهرة الآن منتشرة بشكل مرعب فى مجتمعنا ووصل الامر إلى خراب البيوت بسببها حيث أصبحت الحدود بين الحياة الخاصة والعامة غير واضحة، كما أن غياب التفاهم المشترك حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى صراعات زوجية تصل للطلاق، وبالطبع نسبة الطلاق فى مجتمعنا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا غالبا تجاوزت 340 حالة سنويًا، وهذه فى حد ذاتها كارثة مجتمعية حيث يسعى البعض لتحقيق مكاسب مالية أو حتى شهرة مما يدفعهم لتصرفات غير مقبولة اجتماعيًا أو أسريًا، وبالمناسبة «اللي بيطلع يرقص ويهزر قدام الكاميرا هو شخص كان عنده أستعداد يعمل كده من غير تيك توك، ولكن المنصه وفرت له المساحة». وتابعت الدكتورة جيهان جمال قائلا: الزوجة التى تختار التيك توك والبث المباشر على حساب بيتها وحياتها الزوجية غالبًا يكون لديها احساس بالهروب ورفض للواقع الذى تعيشه» أو احساس بالإهمال خاصة من الزوج، الحياة الزوجية لو افتقدت التجديد والاهتمام تكون بالطبع مملة ويكون هناك دافع يجعل الناس تبحث عن الإثارة فى العالم التشويقي، لذلك يجب أن يحترم كل طرف خصوصية الآخر وألا يقوم يلجأ إلى نشر محتوى قد يسبب له الإحراج أو الاذى بجانب التوعية خاصة المجتمعية من خلال تنظيم حملات توعية حول الاستخدام الآمن والمسئول لوسائل التواصل الاجتماعي. اقرأ أيضا: بسبب التيك توك.. المشدد 15 سنة للمتهم بقتل نجلة شقيقته بسوهاج