لا شك أن التطور التكنولوجي الرهيب قدم لنا أساليب وأشكالا جديدة للطرق التي نتواصل بها مع بعضنا البعض، حتى أصبح التواصل أسهل، لكن من ناحية أخرى كان للتطور التكنولوجي تأثيرًا سلبيًا، فأصبحنا نرى من حين لآخر يخرج علينا البعض سواء من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي أو بمن يرغبون بالبحث عن الشهرة والترند، بحالات وأفكار خارجة عن الحكمة والعقل، والهدف والدافع وراءها هو البحث عن الشهرة والترند وكسب الأموال، بأي وسيلة لدرجة أن البعض اتجه إلى الكذب واختلاق قصص وطلاق وهمي قد لا يحدث من الأساس من أجل الوصول إلى الترند على السوشيال ميديا وانتظار من يقدم الهدايا، فصارت الوسيلة أهم من الغاية؛ فخلال الأيام الماضية رأينا حالات طلاق شهدتها منصات التواصل الاجتماعي أثارت حالة من القلق والجدل بين رواد السوشيال ميديا، خاصةً بعد أن تصدرت حالة طلاق بلوجر إحدى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بعدما طلق زوجته لرفضها إكمال البث المباشر، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية. انتشر خلال الأيام الماضية فيديو بث مباشر غريب من نوعه على موقع تيك توك حمل عنوان زوج يطلق زوجته في بث مباشر لتنفيذ حكم على التيك توك، سرعان ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ذلك الفيديو، وظهر الفيديو لزوج يطلق زوجته على الهواء أثناء بث مباشر على تطبيق التيك توك، وأثار الفيديو الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بل وانتشر سريعًا حتى أصبح الفيديو المتداول تريند، حيث نال غضب واستغراب المتابعين، من رد فعل الزوج البلوجر أو التيك توكر؛ أما سبب طلاق الزوجة فكان صادما للجميع حيث بداية القصة عندما رفضت الزوجة استكمال لايف مع زوجها على تطبيق تيك توك، بهدف زيادة المتابعين والحصول على الدعم من خلال الهدايا التي يرسلها الداعمون، لأن وجودها بجانبه في البث المباشر يسهم في زيادة المشاهدات والدعم بشكل كبير؛ فظهرت الزوجة طوال البث المباشر وهي تطلب من زوجها السماح لها بمغادرة اللايف، لأنها تتأذى من التعليقات السلبية والسباب التي تتعرض له خلال البث المباشر قائلة: «افتح التعليقات ورد على الناس وسيبني أنا أقوم.. أنا نفسيتي تعبت من الشتائم أنت مش بيجي شتائم في عرضك وشرفك عشان أنت راجل»!، فكان رد الزوج وقتها «متشغليش دماغك بحد دول شوية ناس مريضة، لتستمر الزوجة في الإلحاح وتكرار طلبها بالخروج من البث المباشر، ثواني وتفاجأ من يتابعون اللايف بغضب الزوج كونه يشك فيها لأنها سمعت كلام أحد المتابعين فارتاب في سلوكها، فطلقها على الفور على الهواء مباشرة، كونها سمعت كلام احد المتابعين ولم تسمع كلام زوجها، وهنا قال الزوج للمتابع؛ «مراتي مشت كلامك يا فلفل مبسوط كدا أنك خربت بيتنا والله ما هتقعدي معايا تاني بعد ما مشيتي كلمة فلفل»! تعليقات سلبية في الوقت ذاته هاجم رواد السوشيال ميديا تصرف الزوج، وأكدوا أنه فعل ذلك فقط من أجل الشهرة وزيادة نسبة عدد المشاهدين خلال البث المباشر، وزيادة نسبة أرباحه من تطبيق التيك توك، وجاءت التعليقات سلبية على الزوج حيث قال أحد المتابعين: «الأخلاق تدنت خاصة الأشخاص الذي يخرجون في بث مباشر عبر حساباتهم على تطبيق تيك توك، بينما علق آخر قائلاً: يسلطون الضوء على بعض الخصوصيات التي لا ينبغي مشاركتها عبر الانترنت». المفاجأة أنه بعد مرور أيام قليلة خرج الزوجان مرة أخرى في بث مباشر آخر بعنوان اعرفوا الحقيقة، وبدأ الزوج يعتذر للجمهور ويتغزل في زوجته قائلاً: «لم أطلقها فهي حياتي واغلى ما لدي، كما بدأت هي بالدفاع عنه وذكرت أنها تجلس مع زوجها في اللايف دون إجبار منه، واعترف الزوجان أن الفيديو الأول تعدى حوالي 500 ألف مشاهد في خلال دقائق»! اقرأ أيضا: الشهرة والترند تقود فتاة للادعاء في فيديو اعتداء 5 سودانيين عليها بفيصل مفاجأة بدأنا في «أخبار الحوادث» بالبحث وراء الزوجين لنكتشف؛ أنه قبل ظهور ذلك الفيديو كان الزوجان لديهما حسابا على تطبيق تيك توك منذ فترة يتعدى عدد متابعيه 10 آلاف متابع إلا أن الحساب تم إيقافه، فخرج الزوجان بتلك الفيديو لإثارة الجدل واستقطاب متابعين جدد أكثر، وبالبحث داخل الحساب وجدنا أن الزوج لم يستغل زوجته فقط، بل يستغل والدته المريضة في إحدى الفيديوهات ويجعلها تتحدث للمتابعين بل ويطلب من متابعيه الدعاء لها، بل وعرض أشعاتها وتحاليلها الطبية في فيديو آخر، بل واستغل ابنته الصغيرة التي لم تكمل العامين من عمرها لجلب المزيد من المتابعين. للأسف لم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة؛ فقد حدثت واقعة أخرى منذ شهور قليلة؛حيث طلق زوج زوجته عبر بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قدمت الزوجة شكوى تفيد بتعرضها للإزعاج والمضايقة من قبل زوجها، الذي قام بنشر مقطع فيديو بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مستغلًا إياها في زيادة نسبة المشاهدات، وإهانة الزوج في الفيديو زوجته أمام الجميع بعبارات مهينة، وإلقاء يمين الطلاق عليها، فتقدمت بعدة مقاطع فيديو مصحوبة بشكواها في محضر رسمي، ووثقت الجهات المعنية شكوى الزوجة وتم التحقيق معه، وأحيلت القضية إلى المحكمة الاقتصادية، وقضت الدائرة الابتدائية الأولى بالمحكمة الاقتصادية لاستئناف قنا، حضوريًا بتغريم الزوج 50 ألف جنيه. طلاق البلوجرز الدكتور أحمد فايز استشارى العلاقات الأسرية والاجتماعية يعلق قائلا؛ إن طلاق البلوجرز يكون قد وقع بالفعل، لكن الجنون بمواقع السوشيال ميديا والاهتمام بالترند والبحث عن المكسب المادي،يجعلهم يتغاضون عن مشاعرهم وأسرارهم في حياتهم الأسرية الخاصة والتي من المفترض أن تكون في إطار الكتمان أو بين الشخص وأسرته، لا أن يعرضوا مثل هذه الأمور على الملأ، لزيادة عدد المشاهدات والمتابعين، كما أن ما يحدث سيؤثر سلبًا على المتزوجين من الشباب، كونهم سيرون أن الطلاق سهل، بل ومنتشر بين الناس وموجود بالفعل أمامهم في شكل فيديوهات، للأسف ذلك سيجعل ظاهرة الطلاق أسهل وأكثر انتشارًا في المجتمع، فطلاق البلوجرز ستكون له آثار سلبية على معدلات الطلاق في المجتمع وليس على الارتباط أو عدمه، كما أنه للأسف مشاهدة لقطات معينة تؤثر على العقل الباطن، فيبدأ العقل بالتعامل معه على أنه أمر وشئ طبيعي، مما يجعل الشخص يعتبر الأمر طبيعيًا، بالتالي يستدعى العقل الباطن مثل هذا التصرف، وقت المشاجرة بين الزوجين، كما أن الارتباط السريع يؤدى إلى مثل هذه الأمور، ايضًا مشاركة الأزواج الصور ومقاطع الفيديو والبحث عن الترند والشهرة يؤدى أيضًا إلى خراب البيوت الذي اصبح سببه مواقع التواصل الاجتماعي. لتستكمل الدكتورة منى عبدالمجيد خبيرة العلاقات الأسرية قائلة؛ إن هذه الفيديوهات والصفحات هدفها هو خراب البيوت، للأسف المشكلات الزوجية تحولت إلى فضيحة كبيرة على السوشيال ميديا بسبب الترند، كما أنه هناك الكثير من المشكلات الزوجية يجب أن لا يعلم أحد عنها شيئا، لان الزواج عبارة عن شراكة بين اثنين لا يجب أن يكون هناك طرف ثالث لأي سبب من الأسباب، للأسف هناك بعض الأزواج يتباهون بفضائحهم على مواقع السوشيال ميديا المختلفة.