انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    ترامب يعلن موعد اللقاء المرتقب مع زهران ممداني في البيت الأبيض    إسلام الكتاتني يكتب: المتحف العظيم.. ونظريات الإخوان المنحرفة    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أسامة العرابي: رواية شغف تبني ذاكرة نسائية وتستحضر إدراك الذات تاريخيًا    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    أول تعليق من الأمم المتحدة على زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة في جنوب سوريا    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    الجبهة الوطنية: محمد سليم ليس مرشحًا للحزب في دائرة كوم أمبو ولا أمينًا لأسوان    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    حجز الإعلامية ميرفت سلامة بالعناية المركزة بعد تدهور حالتها الصحية    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    بينهم 5 أطفال.. حبس 9 متهمين بالتبول أمام شقة طليقة أحدهم 3 أيام وغرامة 5 آلاف جنيه في الإسكندرية    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    معتذرًا عن خوض الانتخابات.. محمد سليم يلحق ب كمال الدالي ويستقيل من الجبهة الوطنية في أسوان    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    الذكاء الاصطناعي يمنح أفريقيا فرصة تاريخية لبناء سيادة تكنولوجية واقتصاد قائم على الابتكار    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا بالبورصة المصرية قبل ختام تعاملات الأسبوع    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدي ال «لايف» على السوشيال ميديا.. ذٌل وإهانة وتحريض لكسب المال


محمد ‬عطية ‬
على طريقة «هجرس» فى مسلسل الكبير اوى، يظهر أحد الشباب عبر بث مباشر فى احد منصات السوشيال ميديا الشهيرة، ويعلن عن تحديه بشكل مهين بتنفيذ طلبات المتابعين من أجل الحصول على الهدايا والمال، ثم يبدأ فى الإستجابة وتنفيذ التحديات المطلوبه، بأن يسكب مثلا اكواب القهوة والشاى داخل ملابسه، او شرب زجاجات الخل، او حلق شعره على «الزيرو» او ارتداء ملابس غير مناسبه، او وصف نفسه بأشياء لا تليق..
وفى هذه الأيام تطور الأمر الى ابعد من ذلك بكثير؛ حيث يظهر الشاب برفقة زوجته واطفاله واحياناً والدية المسنين، ويبدأون فى تنفيذ طلبات المتابعين سوياً او كلاً على انفراد، وبشكل أكثر اثارة من هذا يحدث غالباً مع المراهقات؛ حيث يطلب منهم المتابعون خلع ملابسهن بشكل مثير، والتحدث ووصف نفسها بأشياء مشينة عبر البث المباشر..
«أخبار الحوادث» تفتح عالم البث المباشر، أو «لايفات السوشيال ميديا»، وتكشف عن تفاصيله وخطورته لكل من يهمه الأمر.
حذرت «اخبار الحوادث» كثيرًا من تطبيقات السوشيال ميديا، والمحتويات الكارثية التي تعرض على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، بل نشرنا أيضًا عن تحديات الموت المختلفة على السوشيال ميديا، لكن في حقيقة الأمر الوضع يزداد سوءاً، الى أن ظهرت علينا «لايفات» السوشيال ميديا والتى تعد كارثة جديدة من الكوارث التى تهدد قيم واخلاق مجتمعنا، لما فيها من ذل واهانه لصاحبها وذلك من أجل كسب المال.
«كبسوا كبسوا»
موضة ذميمة جديدة ظهرت أمامنا اثناء تواجدنا على تطبيق «التيك توك» حيث ظهر شخص وزوجته وبرفقته أولاده يجلسون ببث مباشر أمام الكاميرا ينادون «كبسوا كبسوا»، ويغنون بأسماء الاشخاص الذين يرسلون لهم هدايا، ثواني لنجد نموذج أخر لشاب في أواخر العقد الثالث يجلس بجواره زوجته وامام أطفاله، وكانت الصدمة يجلس خلفه والده المسن.
الجميع يجلسون أمام الكاميرا اثناء بث اللايف يغنون، لا تتوقع أنها اغاني لمشاهير الفن ولكن ذكر اسماء اصحاب الهدايا ودولهم والشحاته منهم والذل أمامهم مثل «سيدي سيدي ابو جاسم من دولة ...» «تاج راسنا «ام فريدة» من دولة.. « بل يطلبون بالاغاني «الاسد الاسد من دولة ...» أنواع هدايا معينه ك «الاسد، الحوت، النسر» وغيرها من الهدايا.
في حقيقة الأمر كل شئ لم يكون واضحا لنا حتى بدأنا نفهم القصة «كبسوا كبسوا» تعني الضغط على الشاشة عدة مرات من أجل توصيل اللايف لاشخاص كثيرة للدخول لمشاهدة هذا العبث، أما طلب الهدايا فهنا كانت المفاجأة بعد علمنا بأن عدد الهدايا حوالي 100، تبدأ أسعارها من 0.015 دولار أمريكي حتى 525 دولار أمريكي وهذا بعض اسعار الهدايا.
اسعار الهدايا
«القبلة تساوي 1.24 دولار أمريكي، الدرع الماسي يساوي 2 دولار أمريكي، الدراجة النارية 4 دولار أمريكي، حذاء الكعب 5.79 دولار أمريكي، القلعة 6 دولار أمريكي، الدامبل 8 دولار أمريكي، الكوكيز 8 دولار أمريكي، الآيس كريم 8 دولار أمريكي، الألماس 9.09 دولار أمريكي، القارب السريع 15.6 دولار أمريكي، القلب 41 دولار أمريكي، الخرزة الزرقاء 41 دولار أمريكي، الغواصة 43 دولار أمريكي، الفراشة 64 دولار أمريكي، النظارات الشمسية 64 دولار أمريكي، الفالكون 91 دولار أمريكي، الكوكب 124 دولار أمريكي، الحوت 154 دولار أمريكي، الصاروخ 266 دولار أمريكي، الأسد 400 دولار أمريكي، الوردة 0.0129 دولار امريكي» أي ان اقل سعر الوردة التي تساوي 4 جنيهات والاعلى الاسد الذي يساوي 16 ألف جنيه، ورغم ان كل هدية لها سعر مختلف عن الأخرى وقت شحنك لرصيدك، إلا أن طريقة احتسابها فيما بعد للشخص الذي حصل على هدايا يكون بشكل أخر بالاضافة لخصم تيك توك نسبة ربحه منها فيكون بإعطاء عدد نقاط معين فمثلاً «الوردة 0.0129 دولار امريكي تعني 1 نقطة، اما قيمة الاسد 270 دولار امريكي يعني حولي 29999 نقطة، بينما تعتبر هدية "TikTok Universe" هي أغلى الهدايا التي يتم ارسالها في البث المباشر في التيك توك، حيث ان قيمتها تصل الى 34999 قطعة نقدية، وهي تعادل حولي 500 دولار امريكي تقريبًا، فقد يصل سعر المليون نقطة في تيك توك الى حوالي 13000 دولار، وبعد انتهاء البث المباشر يقوم الشخص بسحب هذه الأرباح وتحويلها الى أموال وسحبها عن طريق المحافظ الالكترونية أو البنوك، لكن بعد خصم تيك توك ارباحه والتي تعادل نسبة 65% تقريبًا، والشخص المستقبل يحصل على 35% من قيمة الهدايا والنقاط.
مشاهد مهينة
لم يتوقف الأمر هنا عند هذا الحد فقط، بل وجدنا نوع أخر ونماذج أخرى أكثر اشمئزازا لأناس يخضعون أنفسهم للذل والاهانة؛ حيث ظهروا وهم يسكبون على أنفسهم ويغتسلون بمواد ضارة قد تسبب لهم مشاكل صحية خطيرة.
مثلا يقوم شخصان بفتح «لايفات» كلاً من منزله، ثم يدخلان سويًا امام بعضهما في تحدي، هنا يقف الشخصان أمام الكاميرا في جوله لمده 4 دقائق يبدأ بعدها متابعي كل شخص بعرض الهدايا ولكن في مقابل أن يفوز أحدهما على الأخر، وفي الوقت ذاته يبدأ كل شخص منهما بالتطاول على الاخر من اجل اضحاك المشاهدين عليه، أو يبدأ كل شخص بتمجيد متابعيه لارسال الهدايا، بل قد يبدأ كل منهما بالتطاول على متابعين الأخر لا لشئ إلا الفوز بعدها يحكم الكسبان على الخسران بعدة احكام قاسية عليه أن ينفذها، وإلا يخسر نقاطه، فيختار منها الخسران الحكم المناسب له ويبدأ بتنفيذه أمام الجميع، فمثلاً قد يكون الحكم سكب 5 اكوب قهوة داخل ملابسه، أو أن يشرب كوب خل بالشطة، أو سكب اكواب شاي على ملابسه وعلى نفسه أو يضع قطع البصل وعليها شطة على وجهه، وقد تكون خلطة «فوزية» وهي الأشهر على تيك توك عبارة عن «مياه وبودرة وشطه وشامبو وفوم» يحضرها الشخص الخاسر أمام الكاميرا وسكبها على نفسه امام الجميع، قد يكون الحكم في بعض الاحيان الاستحمام امام الكاميرا، أو كما حدث ذات مرة عندما حكمت إحدى المتسابقات على نظيرتها وقالت: «هاتي الموس وشيلي حواجبك»، بالاضافه لظهور بعض الفتيات بملابس مثيرة، الى أنه في بعض الاحيان قد تكون الاحكام هي رقص الفتاة الخاسرة لمتابعي الكسبان أو التلفظ ببعض الالفاظ والتحدث بطرق مثيرة من أجل متابعي الكسبان وفي بعض الاحيان قد يطلب المتابعون احكام تنفذ فهم أصحاب الفضل عليه من أجل الفوز على خصمه، وكسب الهدايا والاموال التي تحصل من بعض هذه اللايفات.
مسوخ وسادية
تواصلت «أخبار الحوادث» مع الدكتور علي عبد الراضي أستاذ الطب النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية معلقاً على ما يحدث قائلاً: أدوات التواصل الاجتماعي والمنصات التي ظهرت في الاونه الاخيرة جعلت الاضطرابات الشخصية عند الأشخاص تظهر وبقوة؛ فهي جزء من شخصيته يمكن كتمانها وعدم اظهارها لانها تجعل المجتمع ينظر اليه على انه ناقص وغير واع كالشخص المسوخي الذي يستمتع بالاهانه والذل فكلما وقعت عليه أنواع من الألم والتعذيب وإعطاء الاحكام يكون مستمتع جدًا ويشعر بذاته وكيانه ففي العصر الحديث اصبح يلجأ الى مواقع التواصل الاجتماعي.
ويضيف الدكتور عبد الراضى؛ في المقابل عكس الشخص المسوخي هناك شخصية سادية فهو الذي يتلذذ بتعذيب الاخر سواء جنسيًا او غير ذلك، فيكون هو المتحكم في كل شيء والظاهر، هذه الظاهرة السيئة الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ هي فكرة مستوحاة من الخارج لان المجتمع في الخارج أي شخص لديه نزعات سادية او مازوخية يعلن عنها في المنصات بلا استحياء لكي يلتقي مع شريك له وتسمي بالتطبيقات «الموعاودة»، فكل شخص يضع الطلبات التي يراها مناسبة مع الشخص الذي يريد مواعدته فلو شخص عنده نزاعات سادية فيحتاج الي شخص لديه نزاعات مازوخية لكي يتم التوافق بينهم على منصات التواصل الاجتماعي، فمن هنا اتاحت لهم بث ثقافتهم وثقافة الشذوذ لديهم وتم عمليه تبادل الأدوار ابضا فلو شخص كان طول عمره سادي فما هو المانع من كونه مازوخي فهذا يعتبر تبديلا للادوار، فمنصات التواصل الاجتماعي الحالية ساعدت علي ظهور هذه الفئة وهذا بالنسبة للايفات التي يوجد بها تحدي فيبدأ في نشر هذه الثقافة مع تبرير هذا لذاته والهدف منها شرعنة وتمرير الاضطرابات النفسية الجنسية.
ويكمل الدكتور عبد الراضى قائلا؛ وفي المقابل الاولاد يتأثرون لانهم يرون ان الآباء يقوموا بعمل التحدي فهذا يؤثر عليهم بالتأكيد، ومن الممكن ان يتبنوا فكرة المازوخية، فاللايفات التي تحتوي علي التحدي ما هي الا اضطراب نفسي معدي كالكورونا والفيروسات فبالتالي مشاهدتك لمشاهد الذل والاهانة والخضوع يجعلك تستقبل هذا السلوك، وفي النهاية الشخص الذي يقع عليه التحدي تقوم المنصات بدفع مبلغ مالي له فالمنصات مموله من احد الأماكن والأندية والمنظمات الراعية والخارجية والمناهضه للناس، فلابد وان تكون واعي فالمال مش كل شئ ولا بد وان يأتي بالحلال بدلًا من الذل والاهانة على مواقع التواصل فالنزعات السادية الموجودة في الاسرة والمازوخية من الممكن ان تكون متأصله وليس بالضرورة ان تكون الى حد المرض، ولكن لديها السلوك الخاص بها فليس من الضرورة ان يكون المازوخي يتسلل ولكن من الممكن ان يفتح اللايف ويستقبل المراسلات ويتحدث؛ فالازمات النفسية سهلة جدًا ومتاحة ان الشخص يظهرها طالما هو غير مرئي جسديًا ولا يراه الاخر بشكل واقعي، لكنه يراه في عالم افتراضي يسبب له مشكلة خطيرة جدًا.
ويختتم الدكتور على عبد الراضى كلامه قائلاً؛ اما عن الاسر التي تفعل ذلك فلديها رغبات مكوبته ليس شرطاً ان تكون لديها سادية أو مازوخية، فقد تكون في امراض اخرى كعقد التصابي بالنسبه للجد، أو ازمة عقد منتصف العمر بالنسبه للأب، بالإضافة لرغبة الاسرة في الثراء السريع فيتم التنازل عن اي شئ.
استغلال جنسي
ومن جهته يقول الدكتور محمد عبدالسلام استاذ علم الاجتماع؛ منصات السوشيال ميديا باتت أكثر حضوراً في الواقع اليومي للناس من خلال تقنيات اللايف، خصوصًا انه بدأ يطلق على الجيل الحالي، جيل تيك توك والسوشيال ميديا، إلا أن بدأنا نتضرر منها وذلك بسبب الفيديوهات والمشاهد المريبة المنشورة على هذه المنصات المختلفة؛ فأصبحنا نرى مقاطع مصورة لشباب وبنات بملابس مثيرة وأغاني مختلفة وحركات ساخرة، وفي الغالب لا أخلاقية نهائيًا فأصبح البث المباشر سم قاتل فكل ما يحدث يؤثر على جيل كامل.
ويتابع الدكتور عبد السلام؛ للاسف هذه التقنيات الجديدة مثل اللايفات بإمكانها تدمير الأسر وتفكيك العلاقات بالاضافة لتعميق العزلة الاجتماعية لدى المراهقين سواء مؤثرين أو مجرد متابعين، عادة ما تؤدي المقاطع القصيرة إلى الهوس والإدمان عليها، أو إلى السقوط في هوة الاكتئاب في حال تراجع أو انحسار التفاعل مع المحتوى المقدم من قبل الأشخاص الذين يقومون بها، في حين أنها تمثل خطورة اجتماعية وهي اختراق خصوصية الأشخاص، وتحديداً فئة الأطفال والمراهقين، وتعريض حياتهم الشخصية والأسرية لأخطار متعددة منها الابتزاز والاستغلال الجنسي وغيرهم، واما عن الاطفال فعادة ما يكون لذلك تداعيات سلبية على الاطفال في حياتهم الدراسية وذلك لارتباطه بوسائل التواصل الاجتماعي والذي يفكر فيها كثيرًا فيؤدي الى تراجع مستواهم وتبلد قدراتهم الذهنية؛ فللاسف ما يعرض يعتبر مهزلة للطابع الإنساني والأخلاقي والسلوكي، ويعتبر خروجا من المنظومة الأخلاقية والتربوية، فما نشاهده يوضح لنا انحدار مستوى التفكير واختراق الخصوصية مقابل الحصول على أكبر عدد من المشاهدات، للاسف ما يحدث ينبئ عن سوء في التربية وتراجع لمستوى التفكير، لان تلك الفيديوهات لها انعكاسات سلبية على المجتمع بأكمله وخصوصاً فئة الشباب والأطفال والمراهقين.
عقوبة جنائية
ومن الناحية القانونية يقول اشرف فرحات المحامي؛ «المادة القانونية التي تحكم هذا الموضوع هو قانون القيم والمبادئ، لو تكلمنا عن هذا المحتوى فأين المحتوى فيه فلا يوجد بل العائد ملايين الدولارات بتدخل لهؤلاء الناس التي لا تعمل عشان تطلع طول اليوم تبث لايف وفي نهاية الأسبوع يحصلون على حولي الف دولار او 2000 دولار، هذا غير التبرعات بس الجانب الأخر هو أن تلك اللايفات تبث 3 أنواع من الجرائم؛ وهي إساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي».
ويكمل فرحات؛ «والجانب الثاني هو التعدي على قيم ومبادئ المجتمع المصري حسب المحتوى المنشور والإساءة للاسرة المصرية بشكل عام، وهذا يرسخ مبدأ عدم العمل، اما الجانب الثالث هو جمع التبرعات بدون اذن وبدون رقابة؛ فقانون وزراة التضامن الاجتماعي يقول انه حتى لو كان بقصد عمل خير، فلابد وان يكون ليك تصريح او رخصة ولو كانت مؤقته، وألفت النظر الى انه قد ترتكب من خلال هذه اللايفات أو البث المباشر جريمة غسيل أموال».
ويختتم أشرف فرحات كلامه قائلاً؛ «اما موضوع التحديات فكل واحد بشأنه وعلى حسب جريمته، بمعنى لا استطيع مواجهته بجريمة مباشرة، ولكن استطيع اواجهه بفعل عام وهو التحريض مثل دعوة فتاة الى الرقص؛ فهنا نكون أمام جريمة التحريض على الفسق والفجور، وكل هذا الجرائم تندرج تحت قانون 175 لسنة 2018، وهي إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة وليست خاصة، ومنصوص عليها في المادتين 25 و26 من مكافحة جرائم تقنية المعلومات وتكون العقوبة الحبس أو دفع غرامة مالية».
حرام شرعاً
وأخيرا يعلق الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتاوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء قائلاً؛ إن بث ونشر البلوجر أو الاشخاص عمومًا مقاطع مصورة لتفاصيل حياتهم الشخصية ولأسرهم لزيادة التفاعل والمتابعين إن كان مما لا يجوز للغير الاطلاع عليه؛ لكونه مما يعيب به المرء، فنشره عمل محرم شرعًا ومجرم قانونًا لما فيه من إشاعة الفاحشة في المجتمع، اما عن أموال هؤلاء فعلى حسب ما يقدمون هناك شيء هادف وشيء يحث على الأخلاق ويساعد على انتشار الفضيلة، سواء كان معلومة مفيدة دينية أو دنيوية، وهناك أشياء خارجة عن العادات أو التقاليد أو الآداب أو تحض على الحرام، فإذا كان المعروض من قبيل الأشياء المباحة والحلال والتي تحث على الأخلاق وتقدم معلومات مفيدة دينية أم دنيوية فما يأتي منه حلال، أما إذا كان غير ذلك فحرام، فلذلك أن يقدم شيئًا هادفًا في صورة مهذبة دون أي خدش للحياء أو أي إثارة لفتن أو محرمات أو أمور دينية لا تثير فتنًا، وكان كل هذا في إطار مهذب لا شيء فيه تمامًا، إلا أنه إذا خرج عن إطار الأدب أو كان هناك استهزاء وسخرية من الآخرين ونحو ذلك فلا يجوز وما يأتي منه فهو حرام، فالتربح من وراء رقص البنات على السوشيال ميديا أو تيك توك حرام، وكل فعل مشين حرام فبالتالي لا يجوز التربح من أمور كهذه طالما لم تكن أمور مفيدة يتربح منها الشخص.
اقرأ أيضا : «السوشيال ميديا» سلاح ذو حدين.. احذروا الشائعات.. وفلسطين فى قلوبنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.