في السنوات الأخيرة، انتشرت تطبيقات وبرامج تعد المستخدمين بكسب المال أو المكافآت مقابل مشاهدة الفيديوهات، مما جذب ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة من الفئات التي تبحث عن دخل إضافي أو مكاسب سهلة عبر الإنترنت، ورغم أن هذه التطبيقات تبدو مغرية في البداية، فإنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر والكوارث التي تؤثر بشكل سلبي على الفرد والمجتمع ككل، فللأسف هناك كوارث وخطورة من تطبيقات الربح من مشاهدة الفيديوهات على الضحايا والمجتمع ، تفاصيل أكثر خلال السطور التالية. خلال الفترة الأخيرة ظهرت العديد من التطبيقات التي تروج لفكرة تحقيق أرباح سهلة بمجرد مشاهدة بعض الفيديوهات، لكن الواقع مختلف تمامًا، فمعظم هذه التطبيقات تعتمد على أنظمة نقاط أو عملات رقمية تتطلب وقتًا طويلًا جدًا لجمع مبالغ صغيرة بالكاد تساوي بضعة دولارات، وفي كثير من الأحيان، يكتشف المستخدمون أن الحد الأدنى للسحب مرتفع جدًا، أو أن التطبيق يضع قيودًا معقدة تجعل الحصول على الأرباح أمر شبه مستحيل، رغم أنه في بعض الأحيان تكون سهلة، لكن تلك التطبيقات هي استغلال للوقت وللطاقة بدون مقابل حقيقي، فبدلًا من استثمار الوقت في عمل أو مهارة مفيدة، يجد المستخدم نفسه يقضي ساعات طويلة يوميًا في مشاهدة إعلانات متكررة ومحتوى غير هادف، دون تحقيق فائدة حقيقية، هذه الساعات الضائعة قد تُستثمر في التعلم أو تطوير المهارات أو حتى في العمل بوظيفة ذات عائد حقيقي، فبعض تلك التطبيقات تدفع للمستخدمين في البداية لجذبهم، ثم تبدأ تدريجيًا في تقليل الأرباح أو زيادة صعوبة تحقيق الحد الأدنى للسحب، كما إن هناك أيضًا تطبيقات تحتال على المستخدمين، حيث تختفي فجأة بعد أن يقضي المستخدمون شهورًا في جمع الأرباح دون أن يتمكنوا من سحب أموالهم، وهناك أيضًا تطبيقات تكون سهله للغاية فربحك منها تستطيع أن تشتري قوت يومك أو ربما دفع بعض التزاماتك الشهرية، لكن في النهاية هي كارثة حقيقة تهدد الجميع. ساعتان فقط بالتواصل مع محسن، بدأ حديثة معانا قائلاً: أنا مسجل في تطبيق تابع لشركة مختصة في العقارات، والسيارات، والتحويل، وفكرة التطبيق هي عداد يعمل طوال ال24 ساعة، وأحصل على نقاط بشكل مجاني يمكن سحبها أموال كاش، أو استبدالها برصيد للهاتف المحمول، أو استبدلها بدفع فواتير شهرية، وفي الحقيقة يسهل عليا فكرة أن ابحث عن وظيفة كوني أفتحه لمدة ساعتين أو ثلاثة يوميًا. ليضيف هنا د.محمد مهدي، أستاذ الطب النفسي: ان هذه التطبيقات صُممت بطريقة تجعل المستخدم يدمن على استخدامها، حيث يتم تحفيزه باستمرار بمكافآت صغيرة جدًا تجعله يواصل المشاهدة على أمل تحقيق أرباح أكبر ومع الوقت، يصبح الشخص مدمنًا على التصفح المستمر دون وعي، مما يؤثر على تركيزه وانتباهه ويقلل من إنتاجيته في الحياة اليومية، لكن بعد قضاء أشهر في مشاهدة الفيديوهات، يكتشف المستخدمون أنهم لم يحققوا شيئًا يذكر، مما يسبب الإحباط والتوتر فهذا الشعور قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والإحساس بالفشل، خاصة بين الشباب الذين يبحثون عن فرص دخل حقيقية، كما ان الانشغال المستمر بمشاهدة الفيديوهات بحثًا عن الأرباح يجعل الأفراد ينعزلون عن أسرهم وأصدقائهم، مما يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية. بعض الأشخاص قد يفضلون الجلوس لساعات أمام الهاتف بدلاً من قضاء وقت مع عائلاتهم أو التفاعل مع العالم الخارجي. انشطة احتيالية ليستكمل اسلام محمد السيد المحامي، قائلاً: أنه من الممكن أن تواجه التطبيقات التي تعد المستخدمين بالربح مقابل مشاهدة الفيديوهات عقوبات قانونية إذا ثبت تورطها في أنشطة احتيالية أو غير قانونية، بل ويُعاقَب كل من يتورط في مثل هذه الأنشطة بالحبس والغرامة، وفقًا للمادة 336 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على: يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها، بالإضافة إلى ذلك يحدد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات المصري عقوبات صارمة لجرائم النصب والاحتيال الإلكتروني، فعلى سبيل المثال يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز 300 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه، فلذا يُنصح الأفراد بتوخي الحذر عند التعامل مع مثل هذه التطبيقات، والتأكد من مصداقيتها، والابتعاد عن التطبيقات غير الموثوقة التي قد تعرضهم للمساءلة القانونية أو الاحتيال. غير حلال في الوقت ذاته، أكد د.على فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية؛ أن الاشتراك في تطبيقات على الهاتف المحمول تأخذ مبلغا كضمان وتعرض ربحًا يوميًا بناءًا على المشاهدات والتفاعلات، لا يجوز شرعًا، كما أن الربح الناتج من مثل هذه التطبيقات يعتبر غير حلال، لأن المستخدمين يدفعون أموالًا في البداية دون معرفة مصير هذه الأموال، حيث يتم جمع ملايين الجنيهات بهذه الطريقة، وتظل الأموال غير واضحة المعالم، ما يفتح الباب للغش والنصب، كما أن التفاعل على التطبيقات، مثل إعطاء لايكات بشكل وهمي على منتجات أو محتوى لا يحقق نفعًا حقيقيًا للمستخدمين أو المجتمع يعد نوعًا من الغش والمخادعة، حيث يتم إيهام الناس أن هذه المنتجات أو الخدمات تحظى بشعبية أو نجاح، وهو ما يعتبر زورًا، كما أن مثل هذه التطبيقات تؤدي إلى تدمير المجتمعات الاقتصادية والاجتماعية، فالشباب الذين يتركون أعمالهم في المصانع أو التجارة ويتجهون إلى مثل هذه التطبيقات، يساهمون في تقويض الاقتصاد المحلي، كما أنه من الناحية الشرعية، من الأفضل أن يبتعد الشباب عن هذه الأنشطة، لأن العمل الذي لا يعود بالنفع المباشر أو لا يساهم في تقدم المجتمع يعد بعيدًا عن مفهوم العمل المشروع، والمجتمع بحاجة إلى الأفراد الذين يسهمون في بنائه من خلال مهاراتهم وأعمالهم الجادة، لا الذين يركنون إلى المكاسب السريعة التي تؤدي إلى ضياع وقتهم وجهدهم. *** في النهاية .. يمكن القول إن تطبيقات الربح من مشاهدة الفيديوهات قد تبدو جذابة في البداية، لكنها تحمل مخاطر وكوارث حقيقية على الأفراد والمجتمع من الاستغلال الاقتصادي إلى الإدمان الرقمي وانتهاك الخصوصية، تتسبب هذه التطبيقات في أضرار جسيمة تتجاوز مجرد إضاعة الوقت لذا من الضروري اتخاذ خطوات حاسمة لحماية المجتمع من هذه الظاهرة، سواء من خلال التوعية أو التشريعات أو توفير بدائل حقيقية لكسب المال بطرق شرعية ومنتجة. اقرأ أيضا: