محمد رياض يستبعد المحللون والمراقبون أن يؤدى اتفاق وقف إطلاق النار بين الولاياتالمتحدة وجماعة الحوثيين فى اليمن إلى وقف هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل، بسبب حربها فى قطاع غزة. ويقول المحلل السياسى أشرف العشرى، إن التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل سيستمر لفترة طويلة، لأن ما حدث هو اتفاق ثنائى بين واشنطن والحوثيين بوساطة عمانية، لكن لم يتم حسم مسألة إطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية على إسرائيل لأن الجانب الحوثى ربط حضوره فى الإقليم وفى المنطقة فيما يتعلق باستمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل من أجل أن يضمن بإيعاذ إيرانى بقاءه فيما يتعلق بأى جولات تفاوض لمستقبله السياسى داخل اليمن فى المرحلة القادمة بغطاء إيرانى مع الأمريكيين، إذا ظهرت رغبة حقيقية فى حل الأزمة اليمنية سلميا فى مرحلة لاحقة. اقرأ أيضًا | إيرانوالولاياتالمتحدة تعقدان جولة جديدة من المباحثات الأحد وأعتقد استمرار إطلاق الصواريخ الحوثية على إسرائيل مرتبط بوقف إطلاق النار فى المقام الأول فى قطاع غزة.. وأرى أن الجانب الإيرانى سيُبقى على هذه الورقة لاستخدامها لتحقيق أهداف سياسية للضغط على الجانب الأمريكى خلال المفاوضات الإيرانيةالأمريكية بشأن مصير البرنامج النووى الإيرانى.. لكن طالما أن هناك مفاوضات جارية وهناك احتلال إسرائيلى لقطاع غزة ستبقى ورقة الحوثيين قائمة لتعزيز تفاوض إيران مع الأمريكان.. وفيما يتعلق بعودة الملاحة فى البحر الأحمر يتوقع العشرى عودتها خلال الفترة المقبلة بعد الاتفاق لأن الحوثيين لن يلجأوا إلى أى عمليات فى البحر الأحمر فى المرحلة المقبلة، حيث تم الاتفاق على هذا. ومن جانبه، يقول د. أيمن سمير استاذ العلاقات الدولية، إن الأزمة بين إسرائيل والحوثيين ستستمر، لان الحوثيين دخلوا هذه الحرب مع الفلسطينيين كجبهة إسناد للمقاومة والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وقالوا بشكل واضح وصريح أن هجماتهم على إسرائيل سوف تتوقف فى التو واللحظة التى توقف فيها هجماتها على الفلسطينيين فى غزة، وبالتالى الكرة الآن فى ملعب الطرف الإسرائيلى وليس الحوثيين.. هذه هى النقطة الأولى.. وفيما يتعلق بالاتفاق مع الحوثى، فى تقديرى لا تستطيع الطائرات الاسرائيلية ولا رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو أن يتخذ قرارا بالهجوم على الحوثيين على مسافة تزيد على ألفى كيلو متر من حدود إسرائيل الجنوبية دون الحصول على دعم لوجيستى وتنسيق حقيقى مع واشنطن وبالتالى هذا الاتفاق بين الحوثى والولاياتالمتحدة سوف ينعكس على درجة التوتر بين الحوثيين وإسرائيل.. ومن ناحية أخرى ضرورة حصول إسرائيل لضوء أخضر أمريكى لأى هجوم على اليمن، فهذا أيضا يجعل الأمور ليست بالسهولة التى كان يمكن أن يكون عليها الأمر قبل توقيع الاتفاق مع الولاياتالمتحدة.. وأعتقد أنه إذا واصل الحوثيون ضرباتهم على إسرائيل قد لا تعود الولاياتالمتحدة للقتال المباشر ضد الحوثيين، لكنها ستعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة الحوثيين عبر دعم لوجيستى وتوجيه ملاحى من خلال الأقمار الصناعية. ولكن أرى أنه بعد شهر ونصف من الهجمات ضد الحوثيين وعدم تحقيق هذه الهجمات النتيجة التى كان يتوقعها حتى الجمهوريين فى لجنة القوات المسلحة الأمريكية، هذا قد يمنع ترامب من الانخراط مرة أخرى فى الهجوم على الحوثيين. وأرى أن التوترات فى البحر الأحمر سوف تستمر مادامت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. لأنه طالما استمرّت هذه الحرب سوف يستمر الحوثيون بين الحين والآخر فى إطلاق الصواريخ على إسرائيل أو على السفن التى يعتقدون أنها ترتبط بإسرائيل، وكذلك شعور الشركات الملاحية بأن الحرب مازالت مستمرة قد لا يجعلهم يعودوا بسرعة إلى البحر الأحمر مرة اخرى. وفى رأيى الوصول إلى هدنة أو حتى تهدئة بين إسرائيل وحماس ودخول المساعدات بكميات كبيرة وانخراط حماس وإسرائيل فى مفاوضات غير مباشرة بين الوسيطين المصرى والقطرى قد يدل على عودة كاملة للملاحة فى البحر الأحمر وباب المندب وبالطبع لقناة السويس.