تبرز العلاقات المصرية الروسية كنموذج فريد لتحالفٍ يقوم على المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة، فبين القاهرةوموسكو، هناك ما هو أعمق من التعاون الثنائي، تتمثل في شراكة متعددة الأبعاد.. تمتد من السياسة والاقتصاد إلى الدفاع والطاقة، وترتكز على مبادئ الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية. وبينما تتغير قواعد اللعبة الدولية، تواصل مصر وروسيا بناء جسور راسخة من التعاون، ترسم ملامح مستقبلٍ جديد على ضفاف النيل ونهر الفولجا. لتستعرض «بوابة أخبار اليوم»، في السطور التالية تاريخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. العلاقات السياسية.. تقارب في الرؤى شهدت العلاقات السياسية بين مصر وروسيا تطورًا ملحوظًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تبادل الزيارات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أكثر من مرة، ما عزز من التفاهم بين الجانبين على الملفات الإقليمية والدولية. فيما أوضح هذا التقارب السياسي توافقًا واضحًا لحماية الأمن القومي، والدفع بعجلة التنمية. دبلوماسية عمرها 80 عامًا.. من الاتحاد السوفيتي إلى الشراكة الحديثة تُعد مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. وعلى مدار العقود، تطورت هذه العلاقات لتشمل أبعادًا مُتعددة، وأصبحت أكثر نضجًا وقوة في ظل التحديات العالمية. وفي عام 2023، احتفل الجانبان بمرور 80 عامًا على انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، وهي شهادة تاريخية على ثبات واستمرارية الشراكة بين القاهرةوموسكو. تحالف عسكري تاريخي منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لعبت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) دورًا محوريًا في دعم وتحديث الجيش المصري، وخاصة بعد نكسة 1967، وهذا التعاون لم ينقطع، بل تعزز بعد ثورة 30 يونيو 2013، لتظل موسكو شريكًا رئيسيًا في تحديث منظومات الدفاع الجوي والبحرية والجوية. ومن أبرز صفقات التعاون بين مصر وروسيا: منظومة "تور إم 2" للدفاع الجوي قصير المدى، ومنظومة "بوك إم 2" للدفاع المتوسط، ومنظومة "إس-300" الشهيرة، وهي من أقوى المنظومات للدفاع الجوي بعيد المدى، ما شكل نقلة نوعية لقدرات مصر الدفاعية. الاقتصاد والتجارة.. نمو مطّرد واستثمارات واعدة شهدت العلاقات المصرية الروسية الاقتصادية تطورًا لافتًا منذ عام 2015، حيث نجحت مصر وروسيا في تخطي العديد من العقبات التجارية. ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغت صادرات مصر إلى روسيا بين 2015 و2025 نحو 4.495 مليار دولار، فيما وصلت صادرات يناير 2025 وحدها إلى 71.22 مليون دولار، وهو ما يعكس حيوية التجارة الثنائية وتزايد فرص الاستثمار. الاستثمارات الروسية في مصر تُسهم أكثر من 467 شركة روسية في قطاعات متنوعة داخل مصر، تشمل البترول والغاز والصناعات الهندسية، وتكنولوجيا المعلومات. أبرز تلك المبادرات مشروع المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والتي يُتوقع أن تضخ 7 مليارات دولار وتوفر 35 ألف فرصة عمل، وهذه المنطقة ستضم مشروعات استراتيجية مثل: صناعة السيارات والمعدات الزراعية، وصناعات دوائية، وبناء السفن، والصناعات التكنولوجية، ومشروعات إعادة التدوير والخدمات المالية. الضبعة النووية.. مشروع القرن على أرض مصرية في 2015، وقّعت مصر وروسيا اتفاقًا لإنشاء أول محطة نووية مصرية في الضبعة، تضم أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات. وهذا المشروع الضخم تنفذه شركة "روساتوم" الروسية، بتمويل من قرض روسي يغطي نحو 80% من التكلفة، بينما تتحمل مصر الباقي، مع تسهيلات مالية مميزة. وقد شهد الرئيسان السيسي وبوتين التوقيع الرسمي على المشروع عام 2017، وشاركا افتراضيًا في يناير 2024 في تدشين قاعدة وحدة الكهرباء الرابعة بالمشروع، في خطوة تعكس أهمية المشروع للطرفين. وفي يوم أمس، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين لحضور احتفالات عيد النصر في الذكرى ال80. وصول الرئيس المصري للمشاركة في احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين لعيد النصر#القاهرة_الإخبارية#مصر #روسيا pic.twitter.com/O1MSGRqVsF — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 9, 2025 وبدأ صباح اليوم، العرض العسكري بالساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى ال80 للنصر على ألمانيا النازية وحلفائها بحضور قدامى المحاربين، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وحشد من قادة وزعماء العالم. حيث بدأ العرض العسكري باستعراض حرس الشرف حاملين العلم الوطني لروسيا الاتحادية وراية النصر في الحرب الوطنية العظمى على النازية، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخباري. وفي كلمته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة 9 مايو، في احتفالية عيد النصر في الذكرى ال 80 بموسكو، "ننحني أمام الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل النصر ومنحونا الحرية والسلام وأنقذوا الوطن وعلمونا كيفية حماية الوطن والدفاع عن مصالحنا الوطنية". وأضاف بوتين، "واجبنا الدفاع عن تاريخ مقاتلي الجيش السوفيتي وعن النصر والمأثرة العظيمة التي شارك فيها مواطنون من قوميات مختلفة، وسنقف أمام كل من يحاول تحريف التاريخ"، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخباري. اقرأ أيضًا| بث مباشر| احتفالات عيد النصر في موسكو بمشاركة الرئيس السيسي وتابع الرئيس الروسي، "لقد أخذ الاتحاد السوفيتي على عاتقه الضربة الكبيرة، وأخذ الملايين ممن كانوا يعيشون حياة سلمية السلاح في أيديهم، وشاركوا في معارك ضخمة في موسكو وستالينجراد وكورسك". الرئيس الروسي في الذكرى الثمانين لعيد النصر فلاديمير #بوتين: #روسيا كانت ولا تزال حاجزا يصعب تدميره #القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/CSlQI4URiT — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 9, 2025