احذروا يا عرب الخطر الداهم القادم، ايقظوا كل حواسكم، فما يحدث فى سوريا بروفة جديدة لمخطط متجدد متجذر فى استراتيجية التآمر الصهيونى على العرب، كل العرب بلا استثناء. فما تشهده سوريا على مدى الأشهر القليلة الماضية، مرحلة جديدة لمؤامرة، لا تتهدد فقط قلب العروبة الذى كان يومًا نابضًا، وإنما رهان على فعل الدومينو الذى ما أن تتساقط بعض أوراقه، إلا ويعقبها ما يشابهها، هكذا هى قوانين اللعبة! العلويون، الدروز، الشيعة، الطوائف المسيحية، الكتلة السنية، الجميع مستهدفون بدأ المسلسل بالطائفة العلوية، ثم امتد إلى الدروز، وبمنتهى التبجح ينتدب زعيم العصابة الصهيونية المتطرفة آلته العدوانية، مجترأ على أرض سوريا وسيادتها، متذرعًا بحماية الطائفة الدرزية! أصوات طالبت بالحل الفيدرالى، بينما الشمال السورى تتجاذبه العرقية الكردية والساحل لم تخمد النيران المندلعة فيه بفعل ضحايا من الطائفة العلوية، ثم إن ما يحدث يجد أصداءً له فى لبنان اليوم، وربما فى العراق غدًا بحكم تشابه التركيبة الديموجرافية الفيسفسائية ولا ينفصل ذلك عن اللعب بأوراق التشرذم الفلسطينى/ الفلسطينى بعد كل ما حدث فى غزة، ولم يكن رادعًا يدعو لمراجعة حاسمة للنفس لكل الفصائل، وكفى تفتتًا وغير بعيد عن ذلك ما تشهده اليمن، وما تعانيه الصومال، وأصابع الصهاينة غير بعيدة كذلك عن القرن الأفريقى، والتداعيات الكارثية للمشهد السودانى الدامى أيضًا لا ينفصل عن مخططات التفتيت بعد التقسيم بين شمال وجنوب، فما زال هناك من يرى السودان أكبر من اللازم! ليبيا تعانى هى الأخرى من تجليات غاية فى الخطورة تحت ذات العنوان. تحدى التفتيت، والرهان على أن تنتقل العدوى إلى الجناح الغربى للوطن العربى مع إيقاظ قضية الصحراء الغربية، وتداعياتها شديدة الخطورة على العلاقة بين المغرب والجزائر. الكيان الصهيونى ومن يدعمونه لم يهدأ رهانهم على إضعاف العرب بورقة التفتيت على أسس عرقية ودينية وطائفية وضرب فكرة الدولة الوطنية فى الصميم، واستهداف الهوية القومية الجامعة للعرب دون هوادة الجسد العربى يعانى تحديات هائلة، وخطر التفتيت يطل برأسه بقوة سافرة غاشمة ولا بديل سوى حصاره ومقاومته ورفضه من منطلقات وطنية وعروبية تعى أن ما يحدث يمثل لحظة مصيرية، فى مواجهة تحدٍ وجودى خطير.