للمرة الثانية على التوالى يكسر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بروتوكول الزيارة الخارجية الأولى لتكون فى اتجاه منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد السعودية، وكانت تتصدرها على مدار قرن وربع كندا والمكسيك فى دورات حكم متتالية، وتخللها بعض الزيارات الأولى بواقع زيارة واحدة إلى كل من: المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هندوراس، كوبا، بنما. وهذا الزيارة إلى السعودية تعد الثانية على التوالى فى فترات حكم ترامب حيث كانت أول زيارة فى 2017، وتم استقباله باهتمام وحفاوة كبيرة وشهدت عقد قمة الرياض بين ترامب وقادة الدول العربية والإسلامية وركزت القمة على مكافحة الإرهاب، ووضع استراتيجية مكافحة التطرف، وتم إنشاء مركز عالمى لمكافحة الإرهاب فى الرياض، بالإضافة إلى التعاون الأمنى والعسكرى حيث تم التوقيع على صفقات أسلحة وتجهيزات عسكرية، بالإضافة إلى الإعلان عن استثمارات وتعاون اقتصادى لتعزيز الشراكة بين البلدين من خلال ما أعلن من اتفاقات حجمها 450 مليار دولار. اقرأ أيضًا | تفاصيل من خلف الكواليس.. ترامب يكشف خطط ولايته الثانية في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتيك» هذه المرة تضم زيارة الرئيس الأمريكى بالإضافة إلى السعودية كلاً من: قطر، والإمارات وذلك خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو الجارى. تأتى زيارة الرئيس الأمريكى للدول الثلاث بعد الاتفاق على ضخ استثمارات تريليونية فى شرايين الاقتصاد الأمريكى، حيث تم الإعلان عن ضخ تريليون دولار استثمارات سعودية فى أمريكا واستثمار الإمارات العربية المتحدة 1، 2 تريليون دولار، بالإضافة إلى قطر التى من المتوقع استثمارات تقترب من هذه الأرقام. هذه الزيارة والإعلان عن التدفق الاستثمارى الضخم ستسهم فى تبييض صورة ترامب فى الداخل الأمريكى بعد أكثر من 100 من التصريحات التى أثرت بالسلب على الولاياتالمتحدةالأمريكية فى ظل الإعلان عن حرب تجارية مع الصين من خلال مزاد رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وبعد قيام الصين بفضح كبريات الأسماء التجارية « البراندات » الأمريكية. وتستعد السعودية لاستضافة الرئيس الأمريكى باهتمام كبير، إقامة تعاون صناعى واستثمارى وبرامج نووية سلمية وقد حددت السعودية منذ وقت مبكر جانباً من البرنامج الاستثمارى كشف عنه المهندس أحمد العوهلى محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية فى فبراير 2024 أن الهيئة حددت 70 فرصة استثمارية فى سلسلة التوريد مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن قيمة الفرص الاستثمارية تتراوح من 200 إلى 240 مليار ريال، وقد أعلن وزير الطاقة الأمريكى فى أبريل الماضى عن إتفاق مع السعودية بشأن إنشاء محطة الطاقة النووية وقال: متحمسون للتعاون مع السعودية فى مجال الطاقة النووية ونعمل على بناء صناعة نووية تجارية فى السعودية، وأضاف أن التعاون السعودى الأمريكى فى الطاقة النووية سيشهد تطوراً هذا العام باتفاقيات سيتم توقيعها قريباً. وكشفت بيانات الربع الثالث من العام الماضى 2024 أن صندوق الاستثمارات العامة السعودى الذى يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته فى الأسهم الأمريكية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو 6 مليارات دولار عن الربع الثانى من العام ذاته، فيما بلغت حيازات المملكة من سندات الخزانة الأمريكية فى نوفمبر الماضى 135.6 مليار دولار، وزادت حصة سندات الخزانة الأمريكية من إجمالى الأصول الأجنبية التى يحتفظ بها البنك المركزى السعودى إلى حوالى 35٪. هذا وتصل الاستثمارات السعودية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية الحالية «مباشرة وغير مباشرة» إلى مستوى 770 مليار دولار وفق تصريحات وزير المالية محمد الجدعان أثناء مشاركته فى منتدى دافوس العالمى، وبالتالى فى حال ضخ السعودية لاستثمارات جديدة فى الاقتصاد الأمريكى بنحو 600 مليار دولار سترتفع إجمالى استثمارات المملكة فى السوق الأمريكية لنحو 1.37 تريليون دولار متقدمة على كندا التى تحتل المركز الثالث حالياً بنحو 1.1 تريليون دولار. ووفقاً لما أعلنه وزير الاستثمار السعودى، المهندس خالد الفالح، أن 25 ٪ من الاستثمارات الأجنبية فى السعودية هى من الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع عقد قمة تجمع الرئيس الأمريكى ونظيره الروسى فى المملكة، لإنهاء الصراعات وحل الأزمات وستصبح قمة تاريخيّة كونها تجمع قادة أكبر دولتين فى العالم للتوصل إلى اتفاقات تسهم فى إحداث حالة من السلم والاستقرار فى العالم، هذا تسعى الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين الولاياتالمتحدة والسعودية، وتعزيز الأمن الإقليمى ومكافحة الإرهاب، واستكشاف فرص التعاون فى مجالات الطاقة والتكنولوجيا، وتعميق التحالف الاستراتيجى والتاريخى بين السعودية والولاياتالمتحدة، وتحمل رسالة واضحة بأن السعودية ودول الخليج، شركاء أساسيين فى سياسة واشنطن الخارجية. ومن المتوقع أن تشمل المباحثات بين الرئيس الأمريكى وولى العهد السعودى توسيع التعاون العسكرى، خاصة فى ظل التحديات الأمنية فى المنطقة مثل التهديد الإيرانى والهجمات الحوثية، وكذلك تعزيز الدفاعات المشتركة.