بعيدًا عن نتيجة مباراة منتخب مصر للشباب مع تنزانيا أمس فى بطولة إفريقيا للشباب تحت 20 عامًا والتى تستضيفها مصر وتُعد هذه النسخة هى الثالثة التى تستضيفها مصر فى تاريخ البطولة، والثانية على التوالي، بعد تنظيم نسخة 2023، ما يعكس ثقة الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) فى قدرة مصر التنظيمية والبنية التحتية المتطورة، لكنه فى الوقت ذاته يُحمّل المنتخب الوطنى مسئولية كبيرة فى تحقيق نتائج إيجابية تعكس قوة الكرة المصرية على صعيد الفئات السنية. لكن يبقى السؤال الذى يتردد فى أذهان المتابعين.. هل تُشكّل الأرض ميزة لمصر فى هذه البطولة؟ للإجابة، يجب العودة إلى النسختين السابقتين اللتين أُقيمتا فى القاهرة؛ الأولى عام 1991 والثانية فى 2023. اقرأ أيضًا | أمم أفريقيا تحت 20 عامًا| منتخب مصر يسعى لمصالحة الجماهير أمام زامبيا فى نسخة 1991، كان المنتخب المصرى بقيادة فنية وطنية قوية، نجح فى تخطى دور المجموعات بعدما حصد نقطتين من تعادلين، ثم تألق فى نصف النهائى أمام غانا وفاز بركلات الترجيح، قبل أن يحسم النهائى لصالحه على حساب كوت ديفوار، ويتوج باللقب للمرة الثانية فى تاريخه حينها، بعد لقب 1981. أما نسخة 2023، فكانت مخيبة للآمال على كل المستويات. فقد افتتح المنتخب مبارياته بتعادل سلبى أمام موزمبيق، ثم خسر أمام نيجيريا بهدف نظيف، قبل أن يتعرض لهزيمة قاسية أمام السنغال برباعية نظيفة، ليودع البطولة من الدور الأول مكتفيًا بنقطة يتيمة، وسط انتقادات كبيرة للأداء الفنى وضعف الإعداد. النسخة الحالية تأتى وسط طموحات بمحو آثار النسخة السابقة، خاصة أن منتخب مصر للشباب يُعد من كبار القارة، إذ سبق له التتويج باللقب أربع مرات، وتأهل فى 7 نسخ سابقة إلى الأدوار الإقصائية، بينما خرج من مرحلة المجموعات فى خمس مناسبات فقط. المهمة ليست سهلة، إذ يقع المنتخب فى مجموعة قوية وتبقى الحسابات مفتوحة بعد فوز المباراة الأولى وخسارة الثانية بالإضافة إلى نتيجة مباراة أمس التى ما زالت تعلق على كل الاحتمالات، ويأمل المدرب الوطنى أسامة نبيه فى استعادة شخصية البطل، والظهور بمستوى يليق باسم مصر، ويعكس الاستعداد الجيد وإنقاذ ما يمُكن إنقاذه. وبالحديث عن السيناريوهات الممكنة لتأهل مصر كان يكفيه الفوز فى مباراة أمس بالإضافة إلى المباراة القادمة وسيكون ذلك كافيًا لضمان التأهل فى المركز الأول أو الثاني، دون الحاجة للنظر لنتائج المنافسين. بينما كان الاحتمال الثانى قبل مباراة أمس هو تحقيق الفوز وتعادل أى 4 نقاط سيرفع رصيد المنتخب إلى 7 نقاط، ويضعه فى موقف مريح جدًا للتأهل المباشر. بينما الاحتمال الثالث فوز وخسارة 3 نقاط ويمنح المنتخب 6 نقاط، وقد تؤهله كوصيف أو كأحد أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث. أما إذا كان تعادل وخسارة أى نقطة واحدة سيصل المنتخب إلى 4 نقاط، والتأهل حينها مرهون بحسابات معقدة، لا سيما إذا كانت الخسارة أمام زامبيا. والسيناريو الأخير خسارتان وحينها يتجمد رصيد مصر عند 3 نقاط فقط، وهو سيناريو أقرب للإقصاء المبكر، إلا إذا ساعدته نتائج المجموعات الأخرى.