«وما نيلُ المطالبِ بالتَمنّى، ولكن تُؤخذُ الدنيا غِلابا.. وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ، إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا».. هكذا صدح شوقى، أمير الشعراء، مُلخّصًا جوهر الكفاح والعمل، ذاك الكفاح الذى يجسّده عمّال مصر الشرفاء، الواقفون على خطوط الإنتاج، يشيّدون المستقبل مصنعًا بعد مصنع.. فى يوم عيدهم، يحتفى الوطن بصُنّاع الحياة الحقيقيين، أولئك الذين لا يحملون السلاح، بل يحملون أدوات العمل، ويُحولون الحديد إلى منتجات، والصحراء إلى مناطق صناعية مزدهرة. عيد العمال هذا العام يأتى مُحمّلاً ببشائر الخير، حيث تتسارع وتيرة التنمية الصناعية فى مختلف المحافظات، تأكيدًا على أن مصر تمضى فى طريق الاكتفاء والإنتاج، بسواعد أبنائها وجهد عمالها.. ففى خضم التحديات الاقتصادية التى يشهدها العالم، تواصل مصر السير بخُطى واثقة نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا، واضعةً الصناعة الوطنية فى صدارة أولوياتها. فقد باتت المصانع الجديدة التى تُفتتح تباعًا، خاصة فى القطاع الخاص، شاهدًا حيًّا على إرادة التقدُّم والتنمية، ومحركًا رئيسيًا لعجلة الاقتصاد المصرى. وتمثّل هذه المنشآت الصناعية الجديدة بارقة أمل حقيقية، ليس فقط على مستوى دعم الاقتصاد المحلى وتقليل الاعتماد على الواردات، بل أيضًا لما توفّره من آلاف فرص العمل التى تُنعش المجتمع وتمنح الشباب طاقة جديدة لبناء مستقبلهم داخل وطنهم. إنها ليست مجرد مبانٍ من الحديد والأسمنت، بل هى مصانع تُنتج الأمل، وتُصدّر الطموح، وتصنع الغد.. كان للأخبار جولتين فى مدينة العاشر من رمضان، وكذلك منطقة عتاقة الصناعية فى السويس. اقرأ أيضًا | السيسي يوجه برفع كفاءة محطة «الزهراء» لإنتاج سلالات مميزة من الخيول العربية مصنع يوتوبيا وخلال جولتنا بمدينة العاشر من رمضان، بدأنا بشركة «يوتوبيا» للأدوية، حيث قال الدكتور السعيد كامل، رئيس مجلس إدارة شركة «يوتوبيا» للأدوية، إن التكلفة الاستثمارية لمصنع الشركة تبلغ نحو 1.35 مليار جنيه، ويتضمن المصنع 6 خطوط إنتاج تشمل إنتاج الأقراص والكبسولات الصلبة والشراب، بالإضافة إلى تعبئة الأكياس والبودرات. المصنع مقام على مساحة 18 ألف م2، والمرحلة الأولى منه مقامة على مساحة 8 آلاف م2، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمصنع نحو مليار و350 مليون جنيه، كما أنه يتضمن 6 خطوط إنتاج، تشمل إنتاج أقراص وكبسولات صلبة وأشربة، إلى جانب تعبئة أكياس وتعبئة بودرات. وأوضح د. السعيد أن الشركة لديها مصنعاً تحت الإنشاء بالمملكة العربية السعودية على مساحة 16 ألفًا و800 متر لتغطية منطقة الخليج، كما أن لديها منطقة تغليف تحت الإنشاء فى مدينة دار السلام فى دولة تنزانيا لتغطية منطقة جنوب وشرق أفريقيا، فضلاً عن وجود مكاتب فى دول رواندا والكنغو الديمقراطية والإمارات العربية المتحدة. وتعد شركة يوتوبيا للصناعات الدوائية من كبرى الشركات العاملة فى مجال الدواء بالسوق المصرية، ومصنعها هذا كان من بين المصانع التى تم التفتيش المفاجئ عليها من قبل منظمة الصحة العالمية كشرط للحصول شهادة الجودة «مستوى النضج الثالث»، والتى تم الاحتفال بالحصول عليها. وتعتمد استراتيجية مصنع يوتوبيا على تقليل استيراد الأدوية تامة الصنع من الخارج، والسعى لزيادة الصادرات من المنتج التام من خلال تسجيل وتسويق المنتجات التى يتم استيرادها من الخارج، وتوفير الإمكانات والتكنولوجيا اللازمة لإنتاجها محلياً، وذلك بما يسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى منها وتصدير الفائض، مع زيادة نسبة المكون المحلى فى مختلف عمليات التصنيع. وقال د. وائل عبدالفتاح، مدير المصنع، إنه يتم خلال المرحلة الحالية إنتاج 120 مليون عبوة سنوياً، وإن المصنع جاهز لمضاعفة الطاقة الإنتاجية، واصطحبنا فى جولة بخطوط تحضير الأقراص والكبسولات، وخطوط تغليفها، إلى جانب مشاهدة الخطوط الخاصة بتعبئة الأشربة والسوائل من الأدوية. وأشار إلى أن المرحلة الثانية تشمل 6 خطوط إنتاج أخرى، وجاهزة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 240 مليون عبوة سنوياً. وأضاف د. عبدالفتاح، أن عدد المنتجات الإجمالية التى ينتجها المصنع حاليًا تصل إلى 185 منتجًا منها 73 منتجًا تم تسجيله وتسويقه، وجارٍ استكمال باقى الإجراءات الخاصة بتسجيل 112 منتجًا المتبقية، مشيرًا إلى أن حجم مبيعات الشركة فى عام 2024 تجاوز 2 مليار جنيه، وبلغت الصادرات 320 مليون جنيه، موضحًا أن نسبة المكون المحلى فى مختلف المنتجات تصل إلى 90٪. وحول المنتجات الأساسية التى يتم إنتاجها فى مصنع الشركة، أكد مدير المصنع أن منها ما يتعلق بعلاج أمراض القلب والضغط والجهاز الهضمى والأطفال والمخ والأعصاب، وغيرها. وأضاف عبدالفتاح أن المصنع استطاع إنتاج 19 منتجا كان يتم استيرادها بالكامل بقيمة سنوية تصل إلى 840 مليون جنيه، وتوفير البديل المحلى بأقل من نصف السعر للجمهور وبنفس الجودة. مصانع بيكو المجمع الصناعى الأول لشركة «بيكوBeko»، التركية المتخصصة فى تصنيع الأجهزة المنزلية، الذى يمتد على مساحة 14 ألف متر مربع بالمنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان. معرض يضم العديد من نماذج المنتجات الرئيسية التى تقوم الشركة بتصنيعها، ومنها أجهزة الثلاجات، والبوتاجازات، وغسالات الأطباق، وكذا نماذج المنتجات المُوفرة للطاقة، والشاشات الذكية، وتلا ذلك مشاهدته لعرض توضيحى تضمن أهم ماركات الأجهزة المنزلية التى ينتجها مصنع «بيكو»، وعقب ذلك بدأت جولة تفقدية لخطوط الإنتاج بالمصنع. وأكد مسئولو شركة أنهم تسلموا الأرض المقام عليها المصنع فى يوليو 2022، وبدأوا العمل بالفعل فى عام 2023 بفضل الحصول على الرخصة الذهبية، التى كان لها دور كبير فى بدء تنفيذ المشروع والتشغيل فى أسرع وقت، أى أن التنفيذ استغرق نحو عام. وخلال الجولة تفقدنا خط إنتاج البوتاجاز، الذى يعمل وفق التقنيات الحديثة المُستخدمة فى تصنيع البوتاجاز، وكذلك خط إنتاج الثلاجات والتقنيات الحديثة المُستخدمة فى تصنيعها، ودور هذه التقنيات فى توفير الطاقة بمعدلات كبيرة، كما أشار مسئولو الشركة إلى أنه يتم عمل اختبار للأجهزة تحت ظروف قاسية للغاية، من أجل ضمان استمرار عملها لأطول فترة ممكنة، بما يتماشى مع المواصفات العالمية، والتى يتم اعتمادها من أكبر المنظمات العالمية المتخصصة فى هذا المجال. «مجمع بيكو» الصناعى يُمثل إضافة قوية للاقتصاد المصرى بشكل عام، والقطاع الصناعى بشكل خاص، حيث سيعتمد المجمع على استخدام مكون محلى بنسبة تبلغ 50٪، وهو ما سيدفع الموردين المحليين إلى العمل الدؤوب على تحسين أدائهم ويضعهم على خريطة المنافسة العالمية، فضلًا عن أن المصنع سيُسهم فى توفير نحو ألفى فرصة عمل. وأضاف جميل عنان، المدير التنفيذى لبيكو مصر، أن المُجمع الصناعى لن يقتصر فقط على تصنيع منتجات العلامة التجارية «بيكو»، بل سيُصنّع أيضًا أجهزة خاصة بعلامات تجارية أخرى مثل منتجات شركات ويرلبول -التى استحوذت عليها مؤخرًا شركة «بيكو العالمية»- وكذا منتجات: «أريستون»، و«إنديست»، و«هيتاشى»، وهو ما أشاد به رئيس مجلس الوزراء، مؤكدًا أن هذه العلامات التجارية تمتلك بالفعل حصة سوقية بيعية فى مصر، إلا أن تصنيع منتجاتها هنا يعد فرصة جيدة، لما تتمتع به من حصة كبيرة. 1.5 مليون جهاز سنويًا وأوضح عنان، أن الطاقة الإنتاجية لمجمع «بيكو» الصناعى تبلغ 1.5 مليون جهاز تشمل الثلاجات والفريزر، والأفران، وغسالات الأطباق محلية، لافتًا إلى أن المجمع الصناعى يُلبى احتياجات السوق المحلية بكفاءة عالية، فيما تخطط «بيكو» لتصدير 60٪ من الإنتاج إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأوروبا، بقيمة تصدير سنوية تصل إلى 250 مليون دولار. كما أوضح أن مجمع «بيكو» الصناعى سيحتوى أيضًا على مركز أبحاث وتطوير يمتد على مساحة 1500 متر مربع، مجهز بأحدث التقنيات لمواكبة التطورات فى مجال الأجهزة المنزلية، مضيفًا: يضم المركز مختبرات بمعايير عالمية، إلى جانب مركز متخصص لتجارب الطهى، بهدف تطوير تقنيات جديدة. وفى الوقت نفسه، أوضح أن مركز الأبحاث والتطوير سيركز على ابتكار حلول تلبى احتياجات المستهلكين المحليين، مع تعزيز عنصر الاستدامة فى تصميم المنتجات، مدعومًا بعقد اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات المحلية لتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بكفاءة الطاقة وجودة المنتجات، مما يسهم فى تطوير مهارات المهندسين ودعم الاقتصاد المحلى. شركة السويس للصلب وفى ظل وجود قيادة ترى فى الصناعة مستقبلًا، لا رفاهية، تنطلق مصر صوب الاكتفاء، لا التبعية، ولذا كان لزامًا أن يُعاد الاعتبار لصناعة استراتيجية مثل الحديد والصلب، تلك التى لطالما كانت مرآةً لقوة الأمم، وتأتى شركة السويس للصلب، التى تأسست عام 1997، كعلامة فارقة فى هذه المسيرة، تطورت عبر العقود حتى أصبحت مجمع صناعى عملاق يُنتج ملايين الأطنان سنويًا من مختلف أنواع الصلب، ويُشغّل آلاف العقول والسواعد المصرية، فى سلسلة إنتاج متكاملة تبدأ من خام الأرض وتنتهى بمنتجٍ وطنى ينافس عالميًا. مصانع جديدة تُعد شركة السويس للصلب، التابعة لمجموعة صلب مصر، نموذجًا بارزًا لهذا التوجه الاستراتيجى، حيث مرت الشركة بمراحل تطوير متعددة، حتى أصبحت مجمعًا متكاملًا لإنتاج الصلب من المواد الخام، وتضم الشركة مصنعًا للاختزال المباشر بطاقة إنتاجية تبلغ 2.1 مليون طن سنويًا، ومصنعين لصهر الحديد بنفس الطاقة الإنتاجية، وثلاثة مصانع للدرفلة بطاقة إجمالية 2.2 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى مصنع لتشكيل الحديد بطاقة 300 ألف طن سنويًا، ومجموعة من المصانع المساعدة لإتمام العملية الإنتاجية.. وتعمل مصانع الشركة بنسبة مكون محلى تتخطى 60 ٪، وتوفر أكثر من 12 ألف فرصة عمل، مما يعكس دورها الحيوى فى دعم الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص العمل للشباب المصرى، وتقف الشركة على أعتاب لحظة تاريخية، بافتتاح مصنعين جديدين الأول لإنتاج مكورات الحديد -المادة الخام الأساسية التى تُشعل أفران المصانع وتغذيها بالحياة- والثانى لصناعة قضبان السكك الحديدية، التى ستعيد رسم خرائط الحركة فى مصر، لا فقط كمعدن يسير عليه القطار، بل كرمز للتقدم الذى لا يتوقف، ليس ذلك مجرد توسّع صناعى، بل إعلان صريح بأن مصر تصنع مستقبلها بيديها، أن تمتلك مكورات الحديد يعنى أن تتحرر من الخارج وتوفر ملايين الدولارات، أن تصنع قضبان السكك الحديدية يعنى أن تتحكم فى مسارات النمو، وبين الأولى والثانية، تمتد سبيكة من الطموح لا تصدأ. يأتى افتتاح هذين المصنعين فى عيد العمال، لا ليكون مناسبة احتفالية فحسب، بل شهادة تقدير لمن يصيغون الوطن بالنار والإرادة، إنّه عيد لمن أذابوا الفولاذ، ولمن صهروا التعب، ولمن يؤمنون بأن عجلة الإنتاج لا تدور إلا إذا شُحنت بالكرامة، هكذا تُبنى الأمم، بمصانعٍ تُضىء ليل الصحراء، بخطوط إنتاج تُحوِّل الحُلم إلى معدن، وبقيادة تُدرك أن التنمية تبدأ من الحديد، وتمضى على قضبانه. تقدم تكنولوجى وعلى هامش افتتاح المصنعين الجديدين لشركة السويس للصلب، قامت جريدة «الأخبار» بجولة ميدانية داخل المجمع الصناعى، حيث اطلعت على أحدث التقنيات المستخدمة فى إنتاج مكورات الحديد وقضبان السكك الحديدية، ومدى التقدم التكنولوجى فى خطوط الإنتاج، حيث تم دمج أحدث النظم الرقمية لمراقبة الجودة وضمان الكفاءة، ويُعد مصنع مكورات الحديد خطوة استراتيجية نحو تعميق التصنيع المحلى، بينما يمثل مصنع قضبان السكك الحديدية نقلة نوعية فى دعم البنية التحتية لمشروعات النقل القومية. وتستهدف الشركة خلال الفترة المقبلة إنتاج مكورات الحديد والحديد الإسفنجى والبيلت وقضبان حديدية ولفائف الصلب المسطح المخصوص وثانى أكسيد التيتانيوم والحديد الزهر السائل، وتأتى هذه الإنجازات فى ظل اهتمام الدولة بتعزيز صناعة الحديد والصلب، حيث تصدرت مصر الدول العربية فى إنتاج الصلب الخام خلال عام 2024 بحجم إنتاج 10.7 مليون طن بنسبة زيادة 3.6٪، مما يجعلها أكبر منتج للصلب فى إفريقيا. الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وخلال الجولة التقينا الدكتور مهندس محمود فكرى محمود، رئيس مجلس إدارة شركة السويس للصلب، حيث أكد أن مصنع قضبان السكك الحديدية والستائر المعدنية هو الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وإفريقيا، ويستخدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية فى هذا المجال، مشيرًا إلى أن مصر كانت تستورد جميع قضبان السكك الحديدية، ومع دخول المصنع الجديد حيز التشغيل، ستوفر الدولة فاتورة استيراد سنوية تتجاوز 600 مليون دولار، مما يُعد خطوة مهمة نحو توطين الصناعات الاستراتيجية. وأضاف أن المصنع يُنتج 740 منتجًا مختلفًا، كانت مصر تستورد أغلبها، ومع إنشاء المصنع العملاق لن تحتاج البلاد إلى استيراد هذه المنتجات مرة أخرى، موضحًا أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تتجاوز 800 ألف طن من القضبان سنويًا، مما يُلبى احتياجات السوق المحلى ويفتح آفاقًا للتصدير إلى الأسواق العربية والفريقية. توفير مليار دولار سنويًا وفيما يتعلق بمصنع «مكورات الحديد»، أوضح أن المصنع يُنتج مكورات الحديد، والحديد الإسفنجى، والبيلت، ولفائف الصلب المسطح المخصوص، بالإضافة إلى ثانى أكسيد التيتانيوم والحديد الزهر السائل، وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل إلى 5 ملايين طن سنويًا، مما يساهم فى تقليل عملية الاستيراد بنحو 400 مليون دولار سنويًا، أى أن المصنعين معًا يوفران مليار دولار سنويًا. الطاقة النظيفة من جانبه أكد رفيق ضو، العضو المنتدب لشركة السويس للصلب ونائب رئيس مجلس الإدارة، أن صناعة الحديد والصلب تُعد من الصناعات الاستراتيجية التى تُقاس بها قوة وتطور الدول، مشيرًا إلى أن هناك توجيهات رئاسية واضحة من الرئيس السيسى بإعادة إحياء هذه الصناعة باستخدام أحدث التقنيات التى تضمن الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن الشركة كانت من أوائل الشركات التى اعتمدت على الغاز الطبيعى بدلاً من الفحم فى عمليات الإنتاج، وذلك فى إطار التوجه نحو تقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخى، وأشار إلى أن هذا التوجه سبق العديد من الدول الأوروبية التى بدأت مؤخرًا فى التحول إلى الغاز الطبيعى بعد سنوات من استخدام الفحم. وفيما يتعلق بالتوسع فى الأسواق الخارجية، كشف «ضو» عن أن العديد من المصانع الكبرى فى أوروبا أغلقت أبوابها، مما يُعد فرصة كبيرة للصناعة المصرية لسد هذا العجز، موضحًا أن الشركة تجرى حاليًا مفاوضات لتصدير منتجاتها من الحديد والصلب إلى عدة دول أوروبية كبرى. مراحل التصنيع وفى سياق متصل أوضح المهندس عبدالله أحمد، أحد المسئولين داخل المصنع، أن مراحل صناعة مكورات الحديد تبدأ بتحضير المواد الخام، حيث يتم طحنها ومزجها مع مواد رابطة، ثم يُشكّل الخليط فى كرات صغيرة تُعرف بالمكورات، باستخدام آلات خاصة تضمن تجانس الحجم والشكل، ثم تُجفف المكورات وتُسخن فى أفران عند درجات حرارة عالية لتكتسب الصلابة المطلوبة، وعقب التلبيد، تُبرد المكورات وتُخزن لاستخدامها فى مراحل لاحقة من صناعة الحديد والصلب، مشيرًا إلى أن مكورات الحديد تستخدم كمدخل أساسى فى إنتاج الحديد الإسفنجى، الذى يُعد بدوره خطوة وسيطة فى إنتاج الصلب.. وأضاف أن مراحل صناعة قضبان السكك الحديدية، تبدأ بصهر الحديد، حيث يُصهر الحديد الخام فى أفران كهربائية أو أفران القوس الكهربائى للوصول إلى الحالة السائلة، ثم يُصب الحديد المصهور فى قوالب لإنتاج كتل تُعرف بالبليت، يعقبها مرحلة الدرفلة، حيث تُسخن كتل البليت وتُمرر عبر مجموعة من الدرافيل لتشكيلها إلى قضبان طويلة، ثم المعالجة الحرارية حيث تُعالج القضبان حراريًا لتحسين خصائصها الميكانيكية وضمان تحملها للأحمال المختلفة، ثم تُقطع القضبان إلى الأطوال المطلوبة وتُخضع لعمليات تشطيب لضمان الجودة والدقة. وأشار إلى أن إنشاء مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية فى مصر يعتبر خطوة استراتيجية نحو توطين هذه الصناعة الحيوية، مما يسهم فى تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، وتُظهر هذه التطورات التزام مصر بتعزيز قدراتها الصناعية وتطوير بنيتها التحتية، مما يضعها على الطريق الصحيح نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الصناعات الاستراتيجية. مصنع فيفو للموبايلات وخلال جولتنا ذهبنا لمصنع «فيفو» للهواتف المحمولة، واستمعنا لشرح تفصيلى من جيفن وانج، العضو المنتدب لشركة «فيفو»، عن مراحل الإنتاج بالمصنع، والتقنيات المتطورة لخطوط التصنيع، بدءًا من خط تصنيع اللوحة الأم للهواتف الذكية، والذى يعد أحدث خط إنتاج فى العالم، ثم خط تجميع المنتج وأجهزة التركيب السطحى، ومراحل المعايرة والاختبار، حيث يتم استخدام أحدث تقنيات عمليات الاختبار لضمان تلبية احتياجات السوقين المحلية والعالمية بشكل فعّال، وتقديم منتجات ذات جودة عالية، وصولاً إلى مراحل التعبئة والتغليف، والتعرف على نماذج من المنتج النهائى الجاهز للأسواق. وأضاف مسئول الشركة، أن مصنع «فيفو» فى مصر بدأ بالفعل عمليات تصدير اللوحة الأم للهاتف الذكى إلى مصنع الشركة بتركيا، كما يُحقق المصنع قيمة مضافة محلية بنسبة 42٪ ويعمل على زيادة هذه النسبة، وكذا زيادة المكون المحلى. وأوضح جيفن وانج، أنه تم إنشاء مصنع «فيفو» بمصر عام 2022 على مساحة 11 ألف م2، بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ألف وحدة شهريًا، واستثمارات تقدر بنحو 20 مليون دولار، لافتًا إلى أن هذا المصنع يُعدُ هو الأول للشركة فى إفريقيا، ويوفر الآن نحو 1200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. جدير بالذكر، أن شركة «فيفو» تعدُ إحدى الشركات الصينية الرائدة عالميًا فى صناعة الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، وتعمل فى أكثر من 60 دولة حول العالم، ولها 7 مصانع فى: الهند، والصين، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا، ومصر.