يختار الصحفيون نقيبهم اليوم فى مناخ سياسى يتحرك إلى الأمام باتجاه التغيير للأفضل والصحافة، على كل الأحوال جزء من هذا التغيير وإحدى أدواته تؤثر وتتأثر به، لذلك فإن أوضاع البيت الصحفى تسير فى هذا الاتجاه لأنها تهم كل المهتمين بالشأن العام فى مصر، وعندما نلمح فى الكتابة عنها فإننا لا نكتب عن شأن خاص بفئة خاصة لكنه يهم كل فئات المجتمع. ولا يخفى عن أحد أوضاع الصحف من حيث الأداء المهنى والوضع الاقتصادي للصحف والصحفيين، من هنا كانت أهمية انتخابات النقيب والتجديد النصفى لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين. على المستوى المهنى لا يمكن لمن يتأمل الصحف والمواقع المعروضة على القارئ أن يتصور أن هذه الصحف والمواقع تصدر فى بلد واحد، ليس المطلوب أن يتكلم الجميع نفس اللغة ولكن من غير المعقول أن نجد فئة من الصحف والمواقع ترى أن الأوضاع مظلمة بلا نقطة نور واحدة، وأخرى ترى الحياة بمبى بلا خطأ واحد، وهناك فئة ثالثة من الصحف والمواقع الصفراء التى تعيش على الشائعات فى انفلات كامل من كل مسئولية. الوضع المالى للمؤسسات رغم الجهود التى تقوم بها الهيئة الوطنية للصحافة والتى أسهمت كثيرًا فى استمرار المؤسسات القومية على تحسين الأداء والقيام برسالتها فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، لأنه ليس من الصالح العام أن تنهار هذه المؤسسات بكل ما تمثله من أهمية للأمن القومى والأمن الاجتماعى بتقاليدها المهنية الراسخة، كما تقوم الهيئة بتصويب الاستثمارات وتنشيطها لتعود إلى ممارسة نشاطها الطبيعى فى مجال الإعلام والصحافة والثقافة حتى لو أضيفت إليه نشاطات أخرى من نفس طبيعة رسالتها فالقنوات والمواقع الإخبارية يمكنها أن تستغل فائض الطاقة البشرية لديها. كل تلك التحديات لابد أن تجد لها مكانًا للمناقشة والوصول إلى مقترحات تقدمها نقابة الصحفيين فى مجلسها الجديد الذى نتمنى له كل التوفيق.