محمد بركات قدم الفنان عزت زين على مدار سنوات طويلة مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية، حيث أخرج في الثقافة الجماهيرية قرابة الأربعين مسرحية، ومن أبرزها « اثنين في قفة، «مقتل القمر الجنوبي» من إعداده عن الأعمال الكاملة للشاعر أمل دنقل، كما قدم «القبض على طريف الحادي» لممدوح عدوان، بالإضافة إلى «عائلة توت» و»قضية ظل الحمار» و»رابعة العدوية» وغيرها، فقد تنوعت أعماله ما بين المسرح المصري والعربي والعالمي، وهو مؤسس فرقة مسرح جامعة الفيوم، وشارك من خلالها في معظم المهرجانات التي نظمتها الجامعة، واختير زين ليكون أحد المكرمين في الدورة التاسعة من مهرجان مسرح الجنوب، التى اختتمت فعالياتها الأسبوع الجارى، وعبر زين عن سعادته بهذا التكريم الذى اعتبره جاء من بيته، نظرا لنشأته في الفيوم وجذوره التي تعود إلى محافظة المنيا، ولنشاطه الفني الكبير فى محافظات الجنوب. كيف تلقيت خبر تكريمك من مهرجان مسرح الجنوب؟ أنا سعيد جدا، تكريمى في المهرجان ليس غريباً وهو أمر طبيعى لأنى من محافظة الفيوم، وقدمت لسنوات طويلة تجاربى المسرحية في الفيوم وبنى سويف والمنيا، وبالتالي أنا ابن محافظات الصعيد، كما أن أصولى ونشأتى تنتمى لمحافظة المنيا، لذلك أعتبر المهرجان هو قريب لى بشكل شخصى، وسعيد جداً بتكريمى فيه، لأن هذا سيضاف لتاريخى ورصيدى الفني، لكل تكريم حصلت عليه في حياتى له مكانة خاصة في قلبى، وأى تكريم جديد يشعرنى بمشوارى الفني الذى بذلت فيه مجهوداً كبيراً كى أصنع تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالأعمال الفنية التى كانت سبباً في محبة الجمهور. تم تكريمك قبل ذلك في المهرجان القومى للمسرح، وهذا العام يتم تكريمك من مهرجان مسرح الجنوب..هل يمثل ذلك دلالة بالنسبة لك؟ أي تكريم يشعر الإنسان بفرحة شديدة وبقيمة الأعمال التي قدمها، آخر تكريم حصلت عليه على سبيل المثال عندما حصلت على تكريم من المهرجان القومى للمسرح في دورته الماضية، كنت سعيد جداً وقتها، واعتبرته أفضل تكريم حصلت عليه في حياتى، خاصة أنه جاء بعد شعورى بحالة استياء شديد من فكرة تجاهل وتهميش الثقافة الجماهيرية، فكنت أشعر بالغُبن وأن هذا الجهاز يتم إهماله وهو الأكثر إنتاجاً كماً ونوعاً وإمتداداً، بداية من أسوان حتى مرسى مطروح، يقدم أعمال جيدة تغيب عنها التغطية النقدية والتوثيق والاحتفاء، يتم بذل مجهود كبير من فنانين الثقافة الجماهيرية ولا يقابله تقدير مادى أو معنوى وهذا واقع حالة الثقافة الجماهيرية، لذلك للمرة الثانية أشعر بسعادة كبيرة بسبب تكريمى في مهرجانات مسرحية، والحمد لله مازلت أجنى ثمار تعب سنوات طويلة في الثقافة الجماهيرية. هل تعتبر هذه التكريمات هو تصحيح وجهه النظر للثقافة الجماهيرية؟ بالتأكيد، مهرجانات المسرح أعادت لفت النظر للثقافة الجماهيرية، هذا القطاع المهم الممتد في جميع محافظات مصر، وفنان الثقافة الجماهيرية لا يجب أن يكون أقل حظا من المحترفين، وفى نفس الوقت أعتبر هذه التكريمات شكل من أشكال الإنصاف وبداية الالتفات إلى فنانين الأقاليم والاهتمام بإبداعاتهم، لأنه دائما كان يتم اختيار المكرمين من المشاهير والأسماء المعروفة، لأنه ترسخت لدينا أفكار أن الثقافة والفن داخل حدود القاهرة فقط، ولا يوجد اعتراف بشىء خارج حدود العاصمة، وهذا مفهوم خاطئ. على مدار 9 دورات لمهرجان مسرح الجنوب، ما الجديد في هذه الدورة من وجهه نظرك؟ ما يحدث في المهرجان له خصوصية شديدة جداً، وذلك مقارنة بأى مهرجان مسرحى، أثناء متابعتى لهذه الدورة فوجئت بوجود «كرنفال» مقام في أحد الشوارع لكل الفرق المشاركة في المهرجان، أيضا الفرق العربية المشاركة في المهرجان سعيدة بتواجدها في المهرجان وفى محافظات الصعيد، في الحقيقة محافظة قنا تدعم المهرجان بقوة وهذا وضح جداً فى فعالياته التى خرجت عن الشكل المألوف، كما يوجد تنوع كبير في الفعاليات، مثل مسابقة مسرح الشارع في أماكن مفتوحة، بالإضافة لوجود فعاليات في معهد الأورام، وفى بعض الأماكن التى لها طبيعة خاصة، هذا شيء جميل جداً وأشكر القائمين على المهرجان على وصول الفن المسرحى إلى المناطق النائية والأقل حظا من الخدمات الثقافية، وأيضا على هذا التنظيم الجيد. وأريد أن أشير إلى أن جمهور الصعيد متعطش جداً لفن المسرح بشكل خاص، وللفن بشكل عام، وأتذكر أنه أثناء عرض مسرحية «حلم جميل» منذ عامين، كان هناك إقبال كبير جداً للجمهور بشكل كبير على المسرحية، لذلك على المهرجان أن يلبى احتياجات أهل الجنوب في أغلب المحافظات. ما الذى نحتاجه من المهرجان في الدورات القادمة؟ أتمنى في الدورة القادمة أن تنتقل فعاليات المهرجان لكل محافظات الجنوب، ولا تقتصر فقط على المحافظة التى يقام فيها، لا أريد فعاليات خاصة بكل محافظة ولكن انتقال نفس الفعاليات، وأن ما يقدم في محافظاتقنا يقدم في الأقصر وسوهاج، سيكون لذلك أثر كبير على مكانته ودوره، لأن أهم ما يميز المهرجان، طبيعة عروضه التى تناقش الأفكار والمعتقدات القبلية الخاطئة والسيئة، والأفكار التعصبية، وبعض الأفكار الموجودة والراسخة عند العرب، فهو يقضى على فكرة التميز، وأن البشر متساويين، هذه الأفكار لا يمكن مناقشتها إلا من خلال محافظات الجنوب لأنها موجوده بشكل كبير عندهم، هذه العروض تؤكد خصوصية المهرجان، لأنه لا يطرح أفكار عامة من الممكن مشاهدتها في أى مكان، ولكن يطرح قضايا أهل الصعيد التى تعبر عن هويتهم. كيف ترى حال المسرح حاليا؟ أنا بشكل شخصى حزين جداً على غياب المسرح العائم، بعد أن أصبح غير موجود على خريطة المسارح، هو مسرح مهم جداً ويحمل ذكريات مسرحية للكثير من الفنانين، حتى الآن لا أشعر بوجود عوض أو بديل لفقدانه، نحتاج إضافة أماكن أخرى للعروض، أنا حاليا من سكان حدائق أكتوبر وتوجد قطاعات كثيرة في أكتوبر، كلها مدن جديدة، ورغم ذلك لا يوجد دار عرض واحدة، مازلنا نشعر بتجاهل الثقافة وأنها خارج حسابات المسئولين، لماذا لا يتم منح مستثمرين قطع أراضى كحق انتفاع لمدة 25 سنة، مثلما يحدث في بعض القطاعات، لبناء مسارح على نفقتهم، لأنه بمجرد منح الأرض المتوفرة فعلا، سيقوم المستثمر ببناء دور عرض، كما نريد وضع خطة ثابتة و واضحة للبيت الفني للمسرح، لك أن تتخيل أثناء عرضنا لمسرحية «مش روميو وجوليت» على المسرح القومى، فجأة تم الإعلان عن مسرحية «الملك لير» لعرضها للمرة الثالثة، دون علمنا بها مسبقا، أتمنى وضع خطة ثابتة ومحددة لكى نعلم ماذا سيتم إنتاجه، فليس من المعقول عمل بروفات لمدة عام كى تخرج المسرحية للنور، ويكون إنتاج المسرح القومى مسرحية واحدة في السنة، بعد أن كان يقدم 8 مسرحيات في الستينيات في عام واحد، بخلاف تقديم عروض ريبرتوار، يجب النظر في كل هذه الأمور الإدارية حتى يكون مسرحنا في أفضل حال. ماذا عن أعمالك القادمة؟ أستكمل تصوير دورى في مسلسل «220 يوم» بعد أن توقف لانشغال ابطال العمل بموسم الدراما الرمضانى الماضى، المسلسل بطولة كريم فهمى، صبا مبارك، على الطيب، حنان سليمان، عايدة رياض، وغيرهم من الوجوه الشابة، المسلسل مكون من15 حلقة من تأليف محمود زهران وسيناريو وحوار ايمن بهجت قمر ونادين نادر، اخراج كريم العدل، تدور أحداثه في إطار تشويقى اجتماعى عن اختفاء «شريف» زوج البطلة وتتصاعد الاحداث من أجل البحث عنه. اقرأ أيضا: تكريم الفنان عزت زين بمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي