■ كتب: محمد بركات الفنان عزت زين ابن محافظة الفيوم، عشق المسرح من خلال والده، بدأ أولى تجاربه المسرحية وهو في السابعة من عمره، واستمر حبه للمسرح خلال جميع المراحل التعليمية المختلفة،عمل بالمسرح في الأندية، ومراكز الشباب ثم في الثقافة الجماهيرية، والتي تم اعتماده فيها كمخرج بداية من عام 1984، حيث أخرج بها قرابة الأربعين مسرحية، ومن أبرزها "اثنين في قفة، مقتل القمر الجنوبي، كما قدم "القبض على طريف الحادي" لممدوح عدوان، و"عائلة توت" و "قضية ظل الحمار"، "رابعة العدوية" وغيرها، فقد تنوعت أعماله ما بين المسرح المصري والعربي والعالمي، وهو مؤسس فرقة مسرح جامعة الفيوم، وشارك من خلالها في معظم المهرجانات التي نظمتها الجامعة، واختير زين ليكون أحد المكرمين في الدورة ال17 من المهرجان القومى للمسرح التى ستنطلق فعالياتها نهاية الشهر الجارى، واعتبر زين هذا التكريم بمثابه أفضل تكريم حصل عليه، وتكريم للثقافة الجماهيرية كلها. ◄ في البداية.. كيف تصف تكريمك من المهرجان القومي للمسرح؟ على مدار السنوات السابقة كنت في حالة استياء شديد من فكرة تجاهل الثقافة الجماهيرية، وتحدثت في هذا الشأن بشكل كبير، وعندما تحدثت مع المخرج ناصر عبد المنعم رئيس المهرجان، وقلت له وقتها: "لا يمكن تجاهل اسم محمد الشربيني وهو أحد الفنانين المهمين جداً في مسيرة الثقافة الجماهيرية وفى توثيق أعمالها، واستجاب وقتها عبد المنعم وتم تكريم اسم محمد الشربينى رحمه الله، في الحقيقة طول الوقت أشعر بالغُبن وأن هذا الجهاز يتم إهماله وهو الأكثر إنتاجاً وتنوعاً وإمتداداً، بداية من أسوان حتى مرسى مطروح يقدم أعمال جيدة تغيب عنها التغطية النقدية والتوثيق والاحتفاء، يتم بذل مجهود كبير من فنانين الثقافة الجماهيرية ولا يقابله تقدير مادى أو معنوى، وهذا واقع حالة الثقافة الجماهيرية، وعندما تلقيت خبر تكريمى من المهرجان شعرت بسعادة كبيرة. ◄ ولماذا يتم تهميش الثقافة الجماهيرية؟ لأنه ترسخ لدينا أفكار أن الثقافة والفن موجودين داخل القاهرة فقط دون الاعتراف بما يجري خارج حدود العاصمة، وهذا المفهوم ليس في مصلحة الوطن، فيجب الاهتمام بأقاليم مصر، والكشف عن المواهب الموجودة بها، وتكريس الإنتاج الفني في كل قرى ونجوع مصر،هذا مهم جداً وأكثر أهميه من الاهتمام بالعاصمة، التى لديها منافذ كثيرة جداً، يجب النظر للثقافة الجماهيرية ووضعها على الخريطة بشكل يناسب قدراتها، لا يمكن الكلام حول العدالة الثقافية دون الاهتمام بهذا البعد،لانه الوجه الحقيقى للعدالة التى لا تتحقق في الأقاليم في ظل الاستحواذ الفني داخل القاهرة فقط. ◄ اقرأ أيضًا | عزت زين: لقائي مع «مش رميو وجوليت» مثير على خشبة المسرح ◄ هل اختلف شعورك بعد إستقبالك خبر التكريم؟ سعادتى ليست شخصية، ولا أعتبر أن هذا التكريم لشخصى وأعتبره لكل فنان مثلى، ولكل فلاح شاهدته يجلب القطن من الحقل ويصنع منه ذُقون وشوارب ويجلس في المساء مع أصحاب يمثل تحت ضوء القمر،وشاهدت هذا بعينى، وهو لا ينتظر تكريم او تقدير لكنه يفعل ذلك بحب شديد جداً، لذلك أعتبرت هذا التكريم شكل من أشكال الانصاف وبداية الالتفات إلى فنانين الأقاليم والاهتمام بإبداعاتهم، وهذا مكسب كبير للثقافة الجماهيرية وأعتقد أن اللجان العليا للمهرجان القومى في الدورات القادمة لن تتجاهل هذا الجهاز وأهميته. ◄ تم تكريمك من قبل في مهرجان "همسه" وهذا العام يتم تكريمك من المهرجان القومى للمسرح..هل يمثل ذلك دلالة بالنسبة لك؟ أي تكريم يشعر الانسان بفرحة شديدة وبقيمة الأعمال التي قدمها، فآخر التكريمات التى حصلت عليها خاص بالمشاركين في مسلسل" بطلوع الروح" في مهرجان همسه وكنت سعيد جداً وقتها لأنه كان مسلسل مهم وحقق نجاح كبير، أشعر أن الأعمال التى قدمتها أعمال جيدة محترمة قدمت شئ جيد لذلك يتم تكريمى، التكريم شيء أعتز وأفتخر به، لأنه ناتج من نجاح، والنجاح لا يأتي إلا بمحبة الجمهور، فالفن شيء راقٍ وجميل جداً، وإذا كان الفن صادقاً وحقيقياً يمكن أن يصل إلى جميع الشعوب، ويعيش عصوراً متتالية من دون أن يفقد بريقه، وكل تكريم أحصل عليه هو بمثابة تشجيع وفي الوقت نفسه تحدي في أن تكون الخطوات المقبلة أكثر نجاحاً مما سبق، وأعتبر أن تكريم المهرجان القومى هو تكريم لمسيره مسرحية وأعلى درجة تكريم يحصل عليها أي مسرحى. ◄ في رأيك، ما الذي نحتاجه من المهرجان في الدورات القادمة؟ أتابع المهرجان بشكل جيد بداية من دورته الأولى حتى الآن، وجدت أن المهرجان يعمل بآليات تكاد تكون واحدة كل عام، لم تكن هناك ورش مصاحبة لليالى المهرجان، ثم تم إقامة ورش والتوسع فيها، فبعد أن كانت ورشة تمثيل فقط، أصبح هناك ورشة سينوغرافيا، و ورشة للإلقاء وهكذا، وهذا شيء ممتع ولطيف، لكن هذا المهرجان اسمه المهرجان القومى للمسرح ويجب أن يكون لحظة افتتاح المهرجان إيذاناً بكل فعاليات مسرحية متعددة في كل أقاليم مصر، لا يقتصر أو ينحصر داخل العاصمة من خلال مسرح الأوبرا ومسارح البيت الفني المجلس الأعلى للثقافة، لابد أن يمتد من أسوان إلى مرسى مطروح، لأنه يوجد فرق مسرحية في كل أقاليم مصر ومسرح جامعي في كل جامعات مصر ومسرح في مراكز الشباب، كل هذا المفروض أن يعمل، خاصة أن هذه الجهات ممثلة داخل اللجنة العليا للمهرجان، رئيس هيئة قصور الثقافة هو عضو اللجنة العليا بحكم وظيفته، وبالتالي ما الذى يمنع أن يكون هناك احتفاء بالعروض الفائزة وعمل تجوال لها في الأقاليم، إقامة ندوات في الأقاليم تخص المسرح، أتمنى أن يشعر كل فنان وممثل في الأقاليم أن لديه مهرجان قومى للمسرح.