كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة لتصعيد تدريجى فى العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة، إذا لم يُحرز تقدم فى المفاوضات مع حركة حماس خلال الأسبوعين المقبلين. ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلى يخطط لاستدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط لتعزيز جهوزيته لبدء توسيع العمليات العسكرية الميدانية، والانتظار لأى تعليمات من السلطات الأمنية فى إسرائيل لبدء العمليات العسكرية على نطاق واسع. اقرأ أيضًا | جيش الاحتلال يفرض على الجنود مد الخدمة الاحتياطية 4 أشهر إضافية وأشارت إلى أن التجهيزات تشمل إعادة توزيع رجال الجيش فى مناطق قريبة من القطاع، لتنفيذ العمليات العسكرية عندما يحين وقتها فى مدة زمنية قصيرة. فيما أكدت صحيفة «معاريف» أن الجيش الإسرائيلى يعد خططًا لتكثيف القتال فى القطاع على مبدأ «ما لا يتم تحقيقه بالقوة، يتم تحقيقه بقوة أكبر». وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن خطط الجيش تتضمن محاصرة المزيد من المناطق فى القطاع والاستيلاء عليها واستدعاء مزيد من الجنود. جاء ذلك فى وقت نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن الوزير زئيف إلكين قوله إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال فى قطاع غزة فورا مقابل إعادة المخطوفين. وقال إلكين إن الشرط الأساسى لوقف إطلاق النار يتمثل فى تنحى حماس عن الحكم ونزع سلاحها بالكامل، معتبرا أن الحركة غير مستعدة للقبول بهذا الشرط فى المرحلة الحالية. وأكد الوزير رفض بلاده أى شروط إضافية تتعلق بالمساعدات الإنسانية فى القطاع. وعلى الصعيد الإنساني، نشرت مجلة «نيويوركر» الأمريكية رسالة مؤثرة لطبيب أمريكى تحدث فيها عن الأوضاع الكارثية فى قطاع غزة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الطبية، ونقص الموارد الحاد، وآلاف الضحايا الذين يعانون من إصابات مروعة. وقال طبيب الطوارئ «كلايتون دالتون»، الذى عمل فى غزة مؤخرا: إن المستشفيات لم تعد ملاذًا آمنًا، بل أصبحت هدفًا مباشرًا للهجمات. وقال دالتون إن شمال غزة تعرض لدمار واسع النطاق، حيث أصبحت مناطق بأكملها تشبه هيروشيما بعد القنبلة النووية، مشددا على أن استهداف المستشفيات مثل مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسى أدى إلى شلل القطاع الصحي. وأشار الطبيب فى رسالته، إلى الوضع الإنسانى للمرضى والجرحى فى المستشفيات ووصفه بأنه «كارثي»، فالأطباء يعالجون جروحًا ملوثة، ويضطرون لاستخدام حلول بديلة مثل التثبيت الخارجى للعظام، مؤكدا أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الضحايا، ويعانون من إصابات خطيرة، وغالبًا ما تُجرى العمليات بدون مسكنات أو معدات كافية. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة أن 51 شهيدا و115 إصابة وصلوا لمستشفيات غزة خلال 24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 52 ألفا و243 شهيدا و117 ألفا و639 مصابا منذ أكتوبر. واستشهد 11 فلسطينيا وأصيب العشرات فجر أمس جراء غارات إسرائيلية على عدة مناطق فى القطاع، فى وقت ينسف فيه الاحتلال عددا من المبانى السكنية فى رفح جنوب القطاع. من ناحيتها، حذر برنامج الأغذية العالمى من أن الوضع الإنسانى فى القطاع على حافة الانهيار، مطالبا بإدخال الغذاء للقطاع فورا، بينما قالت غرفة تجارة وصناعة غزة إن مستويات الفقر فى القطاع وصلت إلى أكثر من 90%، جراء غلق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن ما يشهده القطاع عقاب جماعى ممنهج يخالف كل القوانين والأعراف الدولية. وأوضحت الغرف التجارية أن الإغلاق أدى لارتفاع جنونى فى أسعار السلع الغذائية، حيث تجاوزت نسبة الزيادة أكثر من 500%. وفى الضفة الغربية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى اعتقال نحو 75 فلسطينيًا من أنحاء الضفة ومصادرة عشرات قطع السلاح بزعم «إحباط الإرهاب» خلال الأسبوع الماضي. يأتى هذا فيما يواصل جيش الاحتلال تصعيده فى مدن ومخيمات الضفة، وخاصة الشمالية، فى إطار العملية العسكرية التى يشنها والتى دخلت شهرها الرابع. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة دورا وسط إطلاق نار كثيف، وانتشرت قوات راجلة للاحتلال فى شوارع البلدة واعتلت أسطح عدد من البنايات، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها بعد أن صادرت عددا من أجهزة تسجيلات كاميرات المراقبة. وقام مستوطنون بهدم مدرسة زنوتا شرق الظاهرية فى الخليل. وفى جنين، أرغمت قوات الاحتلال عائلات فلسطينية على النزوح من حى الزهراء بالمدينة. وأشار أهالى الحى إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا المبانى السكنية وأجبروهم على إخلائها بعد أن منحوهم مهلة 5 دقائق دون السماح لهم بإخراج حاجياتهم، ثم اعتقلوا عددا من سكان الحي.