الشواهد تؤكد أن «التسخين» بين الهندوباكستان لن يتحول إلى حرب حقيقية، حتى لا يكون «يوم القيامة»، وموت مئات الملايين وتدمير مدن بالكامل، والتلوث الإشعاعى والشتاء النووي، والمرجح أن تظل «زغزغة بالدبابات». شكل الحرب إذا حدثت سيكون خطيرا جدًا وسريع التصعيد من استخدام الأسلحة التقليدية بآلاف الدبابات والطائرات والمدفعية، خصوصًا على الحدود فى كشمير، وأى هزيمة كبيرة أو تهديد قد يدفع إحدى الدولتين لاستخدام الأسلحة النووية، خاصة باكستان لأنها أقل قوة من الهند. ورغم المخاوف هناك عوامل تحول دون الانزلاق إلى حرب شاملة، وتدرك الدولتان العواقب الوخيمة لاستخدام الأسلحة النووية، ولديهما ترسانات أكثر من 400 رأس نووية، تجعل من الصعب على أى منهما تجاوز خط «الردع النووي». لن يكون مسموحا تطور النزاع إلى حد استخدام الأسلحة النووية، حتى لا يؤدى إلى تدمير المناطق المتنازع عليها، بل سيطال الجميع، والعالم بأسره يدرك أن أى تصعيد نووى بين البلدين سيكون له تأثيرات كارثية على البيئة، أخطرها التلوث الإشعاعى وتدهور البيئات الحية فى المنطقة والعالم، والشتاء النووي، وهو انخفاض حاد فى درجات الحرارة نتيجة للانفجارات النووية، قد يتسبب فى تهديد الزراعة فى مناطق واسعة من العالم، مما يؤدى إلى مجاعة تهدد حياة الملايين. الذكريات المأساوية للحرب بين الهندوباكستان لا تزال آثارها التدميرية حتى الآن، من انتهاء آخر مواجهة عام 1971، وكانت واحدة من أكثر الحروب دموية فى التاريخ الحديث، وأسفرت عن انفصال بنجلاديش عن باكستان، بعد عملية إبادة جماعية ارتكبتها ضد المدنيين ومقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وتقسيم باكستان إلى دولتين، والدمار الاقتصادى والاجتماعى ومعاناة الشعب البنغلاديشي. الصراع لا يزال حيًا فى ذاكرة الشعب البنغالي، ويعتبره البعض جرحًا عميقًا فى تاريخهم. ومن جانب آخر، ظل هذا الحدث يشكل جزءًا من التوترات بين باكستان وبنجلاديش فى العقود التى تلت الحرب، وبعد تقسيم بنجلاديش بين الهندوباكستان والصين. والصراع يلقى بظلاله السوداء على الواقع الثقافى والفنى بين البلدين، وعشرات الأفلام والروايات والأعمال الأدبية والأغانى التى تعمق القطيعة وتتهم الطرف الآخر، والقليل منها يستحضر الموروثات الإنسانية والحضارية بين البلدين. فيلم «الحدود»-مثلا- إنتاج هندى 1997، ويصور بطولة مجموعة صغيرة من الجنود الهنود الذين صمدوا طوال الليل وتتصدى لهجوم ضخم للجيش الباكستانى حتى جاء الطيران الهندى واستطاع تدميره، ويدين الفيلم الجيش الباكستانى ويتهمه بخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار. أما فيلم «الحرب» باكستانى إنتاج 2013، يتحدث عن ضابط مخابرات باكستانى اسمه «شهباز خان» يتصدى لمقاومة الإرهاب فى باكستان، المدبرة بمعرفة جهاز المخابرات الهندية RAW وإثارة الفوضى قرب مناطق مثل كشمير، وينتصر الضابط الباكستانى فى المعركة .