مع اقتراب انتهاء ال100 يوم الأولى من ولايته الثانية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاولاته البائسة لتحقيق أي انتصار يرفع من صورته أمام الشعب الأمريكي. فمن ضمن العادات السياسية الأمريكية أنه بعد مرور 100 يوم على الانتخابات الرئاسية يتم نشر ما يشبه كشف حساب للرئيس المنتخب، لما حققه من وعود انتخابية، أو على الأقل الخطوات التي اتخذها لتحقيقها، ونتائجها. ومنذ أن استعاد منصبه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، كان ترامب يسعى جاهدًا لإثبات قدرته على الوفاء بوعوده الانتخابية عبر مجموعة من التصريحات والمواقف المثيرة للجدل. ومع اقتراب مرور هذه فترة المائة يوم، يبدو أن محاولاته لم تحقق أية مكاسب حقيقية، بل بدت في كثير من الأحيان محاولة يائسة للبحث عن أي "انتصار" على الساحة الدولية. التصريحات المبالغة حول كندا وقناة السويس منذ بداية ولايته الثانية، حاول ترامب أن يظهر بمظهر القائد العالمي الذي لا غنى عنه. واحدة من أبرز محاولاته كانت تصريحاته المبالغة في دور الولاياتالمتحدة في القضايا العالمية، مثل قوله أن قناة السويس ما كانت لتُؤَسَّس لولا التدخل الأمريكي. هذا الادعاء، الذي لا يستند إلى أي حقيقة تاريخية. ربما كان هذا التصريح محاولة لإظهار الولاياتالمتحدة كمنقذ للعالم، لكن الحقيقة على الأرض تكشف عن خلاف ذلك. محاولة تهجير الفلسطينيين ورفض مصر التدخل من بين أبرز المحاولات المثيرة للجدل كانت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة. ولكن هذه المحاولة لاقت رفضًا قاطعًا من مصر التي رفضت أي تدخلات قد تؤدي إلى تهجير للسكان، لتستمر مصر في التصدي لمحاولات التدخل في شؤون المنطقة بشكل يتنافى مع مصالحها الوطنية والحق الفلسطيني. الحروب التجارية وفشل الأهداف من جانب آخر، شن ترامب حروبًا تجارية ضد الصين وأوروبا، في محاولة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي على حساب الشركاء التجاريين. ورغم الأهداف الكبرى التي روج لها ترامب، فإن النتائج حتى الآن كانت مخيبة للآمال، حيث لم تحقق هذه السياسات التوقعات الاقتصادية المرجوة. بل على العكس، أدت إلى زيادة التوترات الاقتصادية والسياسية، ما يجعل هذه "الحروب التجارية" تبدو كجزء من محاولاته الفاشلة لتحقيق انتصارات على حساب الواقع. البحث عن انتصار بأي ثمن في النهاية، ومع اقتراب مرور ال100 يوم الأولى من ولايته الثانية، يبدو أن ترامب قد فشل في تحقيق أي مكاسب ملموسة على الصعيدين المحلي والدولي. محاولاته لتحسين صورته من خلال قضايا مثل كندا، غزة، والحروب التجارية تبدو وكأنها مجرد محاولات يائسة للحفاظ على شعبيته. ورغم كل الجهود المبذولة، تظل الحقائق السياسية والاقتصادية تتناقض مع تطلعاته، مما يعكس فشلًا في تحقيق انتصار حقيقي على أرض الواقع.