إذا كنا نحتفل كل عام فى الخامس والعشرين من أبريل بعيد تحرير سيناء،...، فإن احتفالنا هذا العام له معنى خاص أكثر دلالة وأعظم أثراً من احتفالاتنا المعتادة فى كل عام. احتفالنا هذا العام يأتى وقد خطونا بالفعل خطوات واسعة وأكثر عمقاً على طريق تعمير سيناء، وتنفيذ الخطة الشاملة للتنمية والتعمير بها على جميع المستويات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية. هذه الخطة التى شهدت وتشهد تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة فى كل المجالات، فى البنية الأساسية والمشروعات الإنتاجية والخدمية. والمعنى الكبير لما جرى ويجرى تحقيقه الآن على أرض الواقع فى سيناء، من مشروعات قومية ضخمة فى المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية على شمولها وتنوعها، فى إطار خطة واضحة ومحددة، ليس مجرد إنجاز ضخم، بل هو فى الحقيقة إنجاز هائل يتعدى حدود التعمير والتنمية البسيطة والأولية إلى ما هو أوسع وأشمل وأكثر عمقا. ما جرى ويجرى فى سيناء هو فى حقيقته وجوهره إنجاز هائل ومتغير جسيم وشامل، يفرض واقعا جديدا يتعدى حدود الرؤية المحدودة لتيسير وتحسين سبل الحياة الضرورية لأهلنا فى سيناء، ليصل فى أهدافه ومقاصده إلى الآفاق الرحبة للتنمية الشاملة، التى تنتقل بمصر كلها وسيناء فى القلب منها إلى المستقبل الأفضل، فى ظل الدولة المدنية الحديثة والقوية بإذن الله. وفى هذا الإطار ودون أدنى مبالغة نقول، إن ما قامت به الدولة من تنفيذ العديد من المشروعات التنموية الضخمة بطول وعرض سيناء خلال السنوات القليلة الماضية، والتى تجاوزت تكاليفها المليارات من الجنيهات، هى تجسيد حى للوعى الوطنى والقومى الكبير بضرورة وأهمية حماية الأمن القومى المصرى فى عمومه، وعلى كل الاتجاهات الجغرافية وفى مقدمتها بالطبع ناحية البوابة الشرقية لمصر، التى كانت وستظل موضع الاهتمام والترقب من عيون كثيرة حولنا، بعضها طامع والبعض الآخر متربص. «وللحديث بقية»