رؤية الدولة المصرية فى بناء الإنسان تتجلَّى قيمتها فى أنها تمنح هذا الإنسان القدرة على التعامل مع العصر بفهمٍ واسعٍ ورؤية واعية، لا تُعميها النظرة الأيديولوجية الضيِّقة الدولة المصرية تخوض منذ 2013 معركة إنقاذ الدين من التوظيف السياسى دولة الاحتلال أكبر المستفيدين من «التأسلم السياسى» الذى يوجه رصاصه لصدور الشعوب العربية مشهدان متناقضان تمامًا هيمنا على الأسبوع الماضى، ووقفتُ أمامهما متأملًا عمق المفارقة، ودلالة الاختلاف البيِّن: المشهد الأول تمثَّل فى تخريج مئات الأئمة والدعاة الجدد التابعين لوزارة الأوقاف بعد إتمامهم لبرنامج تأهيلى علمى وتوعوى مكثَّف فى الأكاديمية العسكرية المصرية. بينما كان المشهد الثانى يتمثَّل فى قرار السلطات فى المملكة الأردنية الشقيقة بحل جماعة «الإخوان» واعتبارها تنظيمًا محظورًا، وإغلاق جميع مكاتب الجماعة فى المملكة، ومصادرة أملاكها، وذلك كنتيجة مباشرة للكشف عن خلية تخريبية تابعة لجماعة «الإخوان» عملت على زعزعة استقرار المملكة عبر تصنيع أسلحة ومسيَّرات لاستخدامها فى أعمالٍ إرهابية تستهدف أمن واستقرار الأردن الشقيق. المشهدان أثارا الكثيرَ من الشجون المتعلقة بالمشهدين السياسى والدينى فى منطقتنا العربية، وحالة الإفساد المُتعمَّد الذى مَارسه مشروع «التأسلم السياسى» الذى ابتُلينا به على مدى تسعة عقود، ولا تزال بعض حلقاته متواصلة رغم ما تلقَّاه هذا المشروع المُراوغ من ضربات قاصمة، وسقوط مدوٍ فى العديد من بلدان المنطقة. القراءة المتعمِّقة للمشهدين تُؤكد أننا أمام رؤيتين مختلفتين تمام الاختلاف للدين وتوظيفه فى الحياة العامة؛ الأولى تنتصر لفكرة أن الدين ينبغى أن يكون أداةً لبناء الإنسان، وقوة دفع لإنتاج الحضارة الإنسانية القادرة على مواكبة مُتغيرات العصر، وتعزيز قيم التسامح والتفاعل الإيجابى مع واقع الوطن والإقليم والعالم من حولنا، عبر تبنى خطاب عصرى مُتجدِّد لا مُتجمِّد، يستند إلى جذورٍ عميقة، لكنه قادر على رؤية الواقع والتطلع إلى المستقبل بمرونة وانفتاح. وفى مقابل ذلك، تتجسَّد رؤية مشروع «التأسلم السياسى» الذى تُمثِّله جماعة «الإخوان» وتوابعها مهما اختلفت المسميات، وهذه الرؤية تعتمد على توظيف الدين وسيلةً للهيمنة والسيطرة السياسية، ووسيلة لإذكاء الصراعات والتفرقة بين الناس، ليس على أساس الانتماء الدينى فحسب، بل على أساس الانتماء لجماعة بعينها، فضلًا عمَّا يُمثِّله ذلك النموذج من أساسٍ لبناء شخصية متطرفة، مُنغلقة العقل، لا تقبل سوى رؤية أُحادية جامدة تعتمد على «السمع والطاعة»، دون قدرة على فهم متغيرات العالم، فضلًا عن التفاعل معها. ■■■ مشهد الاحتفال بانتهاء إعداد وتأهيل المئات من الدعاة الجُدد بوزارة الأوقاف لم يكن مجرد احتفاء بنخبة علمية وفكرية جديدة تُضاف إلى رصيد مصر الكبير من الدعاة الذين يُمثِّلون ثروة روحية ومعرفية فى عصر تتعاظم فيه التحديات وتتكاثف فيه الفتن، بل كان - فى ظنى- أكبر من ذلك بكثير، فقد كان تجسيدًا لرؤية عميقة حول إعداد وبناء الإنسان القادر على امتلاك أدوات التفاعل مع الواقع وتغييره إلى الأفضل. إعداد هؤلاء الدعاة كان خطوة على طريق طويل لبناء نخبة مصرية قادرة على مواكبة التحولات الكبرى من حولنا، سواء على المستوى الفكرى أو الاجتماعى أو النفسى، فضلًا عن التحولات السياسية والاقتصادية التى يموج بها العالم والمحيط الإقليمى من حولنا، والدعاة فى قلب تلك النخبة بل فى المقدمة، فالإمام الواعى المؤثر لا ينفصل عن واقعه ليغرق فى متون الكتب وتكرار مقولات الأقدمين، بل هو الإنسان القادر على الغوص بعمق فى واقعه، ليجمع بين رؤية الدين الصحيح، ويُقدِّم للناس خطابًا قادرًا على إقناع عقولهم قبل ملامسة قلوبهم، كى يتبيَّنوا الطريق القويم فى هذه الحياة، وكل طريق قويم يقود فى النهاية إلى الله. والحقيقة أن ردود الفعل التى أعقبت حفل تخريج الدفعة الجديدة من دعاة وزارة الأوقاف، والذى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المشاركة فيه، وتهنئة الدعاة الجُدد بنفسه، جعلتنى أكثر اقتناعًا بأهمية وجوهرية هذه الرؤية والمنهج الجديد، فحالة الابتهاج من جانب المحبين لوطنهم المتمسكين بحلم البناء والعمران، قابلتها حملة مُستعرة من الهجوم والتحريض والتشويش على منصات جماعة «الإخوان» الإرهابية وممن يدورون فى فلكها، وهو الأمر الذى يُؤكِّد أن ذلك التوجُّه لإعداد الدعاة الجدد قد أصاب عصبًا عاريًا فى رؤوس هؤلاء الكارهين لتقدم وطنهم، الحاقدين على كل تطورٍ نُنجزه فى سبيل البناء، ليس فقط لأن إعداد الدعاة يسد ثغرة كبيرة كانوا يُراهنون على استغلالها لاختراق العقل المصرى والعربى، عبر الخطاب الدينى، لكن لأن كل خطوة يخطوها الوطن إلى الأمام تدفع بهؤلاء الحاقدين عشرات الخطوات إلى الوراء. ■■■ رؤية الدولة المصرية فى بناء الإنسان تتجلَّى قيمتها فى أنها تمنح هذا الإنسان القدرة على التعامل مع العصر بفهمٍ واسعٍ ورؤية واعية، لا تُعميها النظرة الأيديولوجية الضيِّقة، ولا تحدها الانتماءات الطائفية، بل ينطلق فيها الإنسان لفهم واقعه بمختلف أبعاده وفى رحابة الانتماء الوطنى الذى يمكنه من أن يكون عنصرًا فاعلًا فى مجتمعه وخادمًا لوطنه وأمته ودينه بطريقة أفضل، لا مجرد تابع مُنغلق العقل، محدود الفكر، مجرد صدى لصوت جماعة أو «مرشد»! إن المعركة التى تخوضها الدولة المصرية ومنذ 2013 وحتى اليوم، وأعتقد أنها ستُواصل القتال فى هذا المسار، ليست «ضد الدين»، كما يزعم أنصار تيار «التأسلم السياسى» زورًا وبهتانًا، بل إن تلك المعركة هدفها استعادة الدين وتنقيته من شوائب التوظيف السياسى، وتحويله من معول هدمٍ فى يد جماعات الظلام والتطرُّف، إلى أداة بناء وعمران للأوطان وسلام وتسامح بين الأديان والعالم. كلمات الرئيس السيسى فى حفل التخريج تُجسِّد الهدف الذى من أجله قرَّرت الدولة المصرية أن تخوض تلك التجربة فى بناء جيل جديد من الدعاة «فى زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب دينى مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة»، ويُضيف: «أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الدينى لا يكون إلا على أيدى دعاة مستنيرين، أغنياء بالعِلم، واسعى الأفق، مُدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلولٍ عمليةٍ للناس، تُداوى مشكلاتهم، وتتصدَّى لتحدياتهم، بما يُحقِّق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.. واليوم وأنتم تتخرَّجون، وتخطون أولى خطواتكم فى هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نُعوِّل عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم؛ بأن تكونوا دُعاةً إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلامٍ للعالم بأسره». تأمَّلوا هذه الرسالة وذلك الهدف «دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره»، وقارنوها بالخطاب الذى يبثه دُعاة «التأسلم السياسى» ويعتمد على نشر الكراهية والعداء بين الأديان والطوائف، بل يعتبر مَنْ لا ينتمى إلى جماعته كافرًا أو «منقوص الدين» فى أحسن الأحوال. انظروا إلى الفارق بين مَنْ يُريد أن يُحوِّل الدين إلى جسر تواصل إنسانى، وبين مَنْ يُريد أن يجعله أداةً للتمييز بين الناس ومدعاةً للصراع والقتال بل وللقتل. ■■■ احتفال مصر بهذا النهج الجديد لإعداد «المؤمن القوى» الذى هو «أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» وفق حديث الرسول الكريم، والقوة هنا تشمل الجسد والعقل والروح، وكل ما يجعل الإنسان أفضل وقادرًا على القيام بواجباته على أكمل وجهٍ تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وأمته ودينه، تزامن مع قرارات مهمة اتخذتها مملكة الأردن الشقيقة لحفظ أمنها واستقرارها، تضمَّنت حل جماعة «الإخوان» وإغلاق كل فروعها ومكاتبها ومصادرة ممتلكاتها. هذه القرارات جاءت عقب إعلان السلطات الأردنية مؤخرًا تفكيك خلية إرهابية وُصفت بأنها «خطيرة» وعلى صِلةٍ بجماعة «الإخوان»، تتكوَّن من 16 شخصًا، ضالعين فى تصنيع صواريخ وطائرات مسيَّرة، وتجنيد عناصر داخل المملكة وخارجها، بهدف استهداف منشآت حيوية، وكشفت أن العقلية الإخوانية واحدة فى كل مكان، وأن تلك العقلية الجامدة لا تعرف سوى أساليب التآمر والعمل السرى، حتى ولو أُتيح لها الفرصة لعمل سياسى علنى. ورغم محاولات «الإخوان» الدائمة التنصُّل من أية أعمال عنف أو إرهاب، فإن تاريخهم الأسود يُقدِّم أدلةً دامغةً على أن العنف كان ولا يزال أحد أهم أدواتهم المُعتمدة للتغلغل فى المجتمعات وتحقيق «فقه التمكين» الذى يُمثِّل أحد أهم ثوابتهم الفكرية، فضلًا عن كونه مُخططًا سياسيًا يعملون على تنفيذه منذ وُجدت الجماعة قبل تسعة عقودٍ، وبأدواتٍ متنوعة وفق طبيعة المكان والزمان الذى يعملون فيه. ماضى الجماعة أسود فى استخدام العنف والاغتيالات التى مارستها تجاه خصومها منذ اغتيال النقراشى باشا والقاضى أحمد الخازندار، وقضية السيارة الجيب التى كانت محملة بالأسلحة والقنابل واكتشفت بالصدفة عام 1948 وكانت أحد أسباب حل الجماعة، ثم محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، وهى القضية التى ظلَّ «الإخوان» يُنكرونها إلى أن ظهرت اعترافات مُوثَّقة لعناصر التنظيم السرى بها بعد 2011، وكذلك تنظيم «سيد قطب» للانقلاب على الدولة، وأوراق قضية «سلسبيل» فى تسعينيات القرن الماضى، وغيرها الكثير من الوقائع التى تكشف الوجه الإرهابى للجماعة، والتى كانت سببًا لحل الجماعة وحظرها فى مصر عدَّة مرات وفى عصور سياسية مختلفة، فضلًا عن قرارات حل أخرى فى العديد من البلدان الأخرى التى اكتشفت حقيقة الجماعة الإرهابية والحاضنة الأبرز لصناعة التطرف الدينى والسياسى. ورغم أهمية قراءة هذا الماضى واستحضاره، لكننى أود التوقُّف عند بعض الأفكار المُتعلِّقة بالسلوك الإخوانى وفى التوقيت الراهن لإضعاف مملكة الأردن الشقيقة، فى وقتٍ تُمثِّل فيه القاهرة وعمّان ملاذًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية وصخرةً تتصدَّى لمحاولات تمرير مشروع تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أراضيهم، وأتساءل: لمصلحة مَنْ يتحرَّك «الإخوان» فى هذا التوقيت؟! ولماذا تتصاعد حملاتهم المُحرِّضة ضد مصر، ويسعون لإضعاف الأردن فى هذا التوقيت الدقيق من عُمر المنطقة والقضية الفلسطينية على وجه التحديد؟! ■■■ وأعترف هنا أن تلك الأسئلة «استنكارية» أكثر منها «استفهامية»، فمَنْ يُجيد قراءة تاريخ «الإخوان» سيُدرك حقيقة الأهداف التى تسعى إليها تلك الجماعة بإضعاف الدولة والروح الوطنية، فتلك الجماعة لا تجد سبيلًا للعمل فى ظل دولة قوية ومتماسكة، بل تزدهر وتتمدَّد فى فترات ضعف الدول وتراجعها، أو فى لحظات الفوضى والصراع، وإذا لم تجد الجماعة تلك الأجواء المُتأزِّمة، تَعمد إلى أن تصنعها!! وإننى لا أُبالغ إذا قلت إن ثمة تشابهًا مثيرًا للدهشة والتفكير بين منطق وأساليب الحركة «الإخوانية» والحركة «الصهيونية» على ما بينهما من عداءٍ مزعوم، فكلا الحركتين «جماعات وظيفية» تسعى لتحقيق فكرة «الهيمنة» بشتَّى السُّبل، وباستخدام أدوات توظيف الدين وتحويله لأداة لتجنيد العناصر وتوسيع نطاق الأتباع. كما أن الحركتين تتشاركان نهجًا واحدًا فى استخدام الدعاية المُكثَّفة والأكاذيب سلاحًا للهجوم على الخصوم، وتشتيت الانتباه عن جرائمهم؛ عبر حملات من الكذب المُمنهج، والإلحاح على ترويج تلك الأكاذيب حتى تجد طريقًا إلى العقول بفعل التكرار. أضف إلى ذلك هيمنة أفكار «أستاذية العالم» و«الاستعلاء» على غير المنتمين، على المرجعية الفكرية للحركتين، فكلاهما «يحتكر الصواب»، ويُنكر على مَنْ لا ينتمى إليهما القدرة على رؤية الأمور بشكلٍ صحيح، فضلًا عن اتباع تكتيكات العمل السرى والتخريب المُتعمَّد، و«شرعنة» القتل والإرهاب طالما كان يُحقِّق أهداف «الحركة» أو «الجماعة». كما تتشارك «الإخوانية» و«الصهيونية» فى الحرص على الارتهان لقوة عالمية مُؤثِّرة، وكان لافتًا أن ثمة تشابهًا بين الدول التى راهنت كلا «الحركتين» عليهما منذ بداية تأسيسهما وهما بريطانيا والولايات المتحدة، لكن الفارق أن «الصهيونية» كانت أنجح من «الإخوانية» فى تحقيق الهدف، فالأولى استطاعت أن تمتلك دولة، بينما الثانية لا تزال تسعى لتحقيق الهدف ذاته، ولا تُثنيها مرات الفشل عن محاولات التكرار!! ■■■ ومَنْ يتأمَّل مسار مشروع «التأسلم السياسى» عبر تاريخه سيُدرك حقيقةً مؤلمةً تتجسَّد فى مدى ما ألحقه ذلك المشروع بمختلف تنويعاته السياسية والحركية من أضرارٍ بالعديد من الدول العربية وبخاصة الدول التى كانت تُعرف ب« دول الطوق» مصر وسوريا والأردن ولبنان، فضلًا عمَّا أحدثه من انقسامٍ عميق فى الصف الفلسطينى لم يكن أقل خطرًا وضررًا على القضية من كل ما مارسته دولة الاحتلال!! لقد سعى مشروع «التأسلم السياسى» إلى إضعاف الدولة الوطنية، ومحاولة النيل من الروح الوطنية عبر اختلاق صراع زائف بين الانتماء الدينى وبين الانتماء الوطنى، وكأن أحد الانتماءين بديل عن الآخر، فضلًا عن مساعى التشويه المُتعمَّد والحملات المسعورة للنيل من الجيوش الوطنية، واستهدافها سواء بالأكاذيب والافتراءات مرة، أو بعمليات الإرهاب المباشرة فى مرات أخرى. كما كان وجود «التأسلم السياسى» وسيلةً فعَّالةً استخدمتها دولة الاحتلال بشدَّة كفزاعة تبتز بها حلفاءها، وتُقنعهم بأنها تُحارب الإرهاب، رغم أن الواقع يُؤكِّد أنها المُستفيد الأول من وجود هذا المشروع، الذى أضر بالدول العربية والإسلامية ماديًا ومعنويًا وأدخلها فى دوامات الصراعات والأزمات الداخلية، ووجَّه فوهات بنادقه لصدور الشعوب العربية، بينما كانت تهديداته لدولة الاحتلال دائمًا تهديدات جوفاء لا تتجاوز الخطابات المُلتهبة!! ■■■ إن ما تمر به منطقتنا والعالم من تحولات كبرى يدفعنا إلى إعادة التفكير بشكلٍ مختلف فى كثيرٍ من القضايا التى تتطلَّب تفكيرًا نقديًا، ورؤيةً مُتعمِّقةً للحقائق، فضلًا عن تحرُّكٍ جاد لمواجهة فكرية لسد الثغرات التى يتسلَّل منها أفاعى التطرُّف الدينى والسياسى. وبناء الإنسان هو الخطوة الأهم والأكثر استدامةً فى هذا الطريق الطويل، فالإنسان الواعى القادر على فهم عالمه وقراءة مُتغيِّراته بشكلٍ صحيح هو الضمانة الحقيقية فى مواجهة حملات التضليل والتشويه، والداعية المستنير المُتحلِّى بالعِلم والفكر والضمير حصنٌ بالغ الأهمية فى مواجهة تنظيمات التطرُّف وصناعة الكراهية. نعم الطريق طويل وليس مفروشًا بالورود.. لكننا بدأنا بالفعل طريق الألف ميل، وقطعنا شوطًا يجعلنا نُوقن بأننا نسير فى الطريق الصحيح.