فى ذكرى تحرير سيناء وعودتها لحضن الوطن الأم، يجب علينا أن نتذكر بكل الفخر والاعتزاز والتقدير أبطال مصر الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة عن طيب خاطر فداء لكل حبة رمل من أرضها الغالية. وفى تلك الذكرى نقول للشباب من أبنائنا الذين لم يعاصروا هذه اللحظات الخالدة فى تاريخ الوطن، إن عودة سيناء الحبيبة بعد اغتراب دام سنوات عجاف، قضتها فى أغلال الأسر تحت نير الاحتلال لم تكن بالشيء السهل أو اليسير على الإطلاق. لهم نقول إن عودة سيناء المحررة إلى حضن الوطن لم تكن أبدا هدية مجانية قدمت لمصر على مائدة المفاوضات، ولكنها عادت بعد تضحيات جسام وجهد متواصل وعمل دءوب، وإصرار عظيم من جانب شعب مصر وجيشها البطل، على عدم التنازل عن شبر واحد من أرضه أو التفريط فى حبة رمل واحدة من ترابه الوطنى. وما يجب أن يعلمه الشباب أبناء هذا الوطن وبناة حاضره ومستقبله علم اليقين، هو أن ملحمة البطولة التى سطر خطوطها بحروف من نور وعرق ودم أبطال قواتنا المسلحة أبناء هذا الشعب العظيم، هى الأداء الطبيعى والتلقائى لكل المصريين المستعدين دائما لتقديم أرواحهم فداء للوطن. وعلى الشباب أن يدرك بكل الوعي، أن هؤلاء الأبطال خاضوا معركة الكرامة والتحرير بكل الجسارة والإقدام، وحققوا النصر بعد أن عبروا الهزيمة وأزالوا آثارها وعارها من ثوب مصر الطاهر، وثأروا لكل شهداء مصر. وفى هذه الذكرى الخالدة الغالية علينا جميعا، يجب أن نتذكر بكل الإجلال والإكبار والتقدير الأبطال من شهدائنا الأبرار الذين تصدوا للعدوان وصنعوا النصر وأعادوا سيناء الحبيبة إلى حضن الوطن. وعلينا أن ندرك بكل الوعى أن الحفاظ على الوطن وأرضه ووحدة ترابه الوطنى يتحقق بالتضحية والفداء.. وأن السلام لا يأتى من فراغ ولا يستمر دون أن تحميه قوة الجيش ووحدة الشعب ووقوفه سندا لقواته المسلحة.