إيمان مصيلحى تتجه نظرات الملايين حول العالم اليوم لساحة القديس بطرس التى تشهد مراسم تشييع البابا فرنسيس، الذى رحل عن عالمنا بعد أكثر من عقد من القيادة الروحية المؤثرة. ومن المتوقع أن تتحول الجنازة لواحدة من أضخم الأحداث فى العقود الأخيرة، بحضور نحو 200 ألف شخص، وأكثر من 170 وفدًا رسميًا يمثلون دولًا من شتى أنحاء العالم، بما فى ذلك عشرات الرؤساء والملوك والشخصيات العامة، حيث أعلن الفاتيكان، أن 50 رئيس دولة و10 ملوك سيحضرون الجنازة وسط تدابير أمنية مشدّدة. اقرأ أيضًا | الفاتيكان: 48600 شخص قدموا واجب العزاء في وفاة البابا فرنسيس ويشمل الحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر والمستشار الألمانى أولاف شولتس. كما يشارك فى الجنازة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبى أنتونيو كوستا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وأعلن الفاتيكان رسميًا 9 أيام حدادًا تبدأ السبت وتمتد حتى 4 مايو، تُقام خلالها مراسم يومية داخل كاتدرائية القديس بطرس. ومنذ الأربعاء، تدفق عشرات الآلاف لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس، حيث حضر حوالى 20 ألف شخص فى اليوم الأول. وتم تمديد ساعات الزيارة حتى الخامسة والنصف صباحًا، وسط طوابير طويلة. فى الوقت نفسه، فرضت السلطات الإيطالية تدابير أمنية استثنائية، تضمنت نقاط تفتيش مزودة بأجهزة فحص ضوئى، لتأمين المشهد الذى وصفته بالتحدى الكبير.. كما تم نشر عدد غير مسبوق من الشرطة والجيش وفرض حظر جوى فوق الفاتيكان. ومع ختام الجنازة، تبدأ الكنيسة الكاثوليكية استعداداتها لاختيار خليفة البابا، حيث يُنتظر أن يجتمع مجمع الكرادلة فى الأيام القادمة فى «كنيسة السيستين» لبدء عملية الاقتراع السرية، والتى عادة ما تبدأ العملية خلال فترة لا تتجاوز 20 يومًا من الوفاة، وتتواصل حتى وصول الكرادلة لإجماع، يُعلَن عنه بدخان أبيض يتصاعد من مدخنة الكنيسة. ويعد اختيار البابا الجديد حدثًا بالغ الأهمية على مستوى العالم أجمع. فالبابا ليس فقط قائدًا روحيًا لما يقرب من 1.3 مليار كاثوليكى، بل يلعب أيضًا دورًا مؤثرًا فى السياسة العالمية والعلاقات بين الأديان. ومن خلال توجيه الكنيسة فى قضايا إيمانية وأخلاقية، يحدد البابا توجهات الكنيسة ويؤثر فى مواقفها تجاه قضايا مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والتغير المناخى، كما يتفاعل البابا الجديد مع قضايا العصر كالأزمات الإنسانية والتحديات السياسية ويمتد تأثير البابا إلى الأجيال المقبلة، ويعكس توجهات الكنيسة فى تعزيز السلام على مستوى العالم. ووفقًا لقواعد الكنيسة الكاثوليكية، تُعقد انتخابات البابا فى سرية تامة ويشترط حصول أى مرشح على ثلثى أصوات الكرادلة المشاركين فى التصويت وعددهم 138. ومن بين الأسماء المرشحة جان مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، الذى يعرف بميوله الإصلاحية وتوجهاته القريبة من البابا فرنسيس فى قضايا كالهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامى. أيضًا، يُعتبر بيتر إردو، الكاردينال الهنجارى، مرشحًا توافقيًا، وهو معروف بمواقفه المحافظة واهتمامه بالجذور المسيحية لأوروبا. ماريو جريش، الأمين العام لسينودس الأساقفة من مالطا، يُعتبر أيضًا مرشحًا قويًا، وهو داعم لإصلاحات البابا فرنسيس، خاصة فى قضايا الأسرة والمجتمع. كذلك، يُعد خوان خوسيه أوميلا، رئيس أساقفة برشلونة، مرشحًا قويًا بفضل شخصيته المتواضعة واهتمامه بالعدالة الاجتماعية. وتشمل قائمة المرشحين أيضاً بيتر بارولين، سكرتير دولة الفاتيكان، صاحب الخبرة الدبلوماسية الواسعة والعلاقات القوية مع الصين وفنزويلا، والفلبينى لويس أنطونيو جوكيم تاغلى، المعروف بالتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية، والغانى بيتر كودوو أبياه توركسون صاحب المناصب الفاتيكانية الرفيعة. وفى الختام، ماتيو ماريا زوبى، رئيس أساقفة بولونيا الإيطالى، الذى يتبنى توجهات مشابهة للبابا الراحل، خاصة فى قضايا المهاجرين والفقراء. ويبقى الدليل الوحيد على سير الانتخابات الدخان الذى يتصاعد مرتين يومياً من حرق أوراق الاقتراع. حيث يُشير اللون الأسود للفشل فى الاختيار، بينما يُشير الدخان الأبيض لاختيار البابا الجديد.