وسط أمل بانتخاب بابا جديد للفاتيكان يمتلك رؤية روحية حديثة تعزز وتساند الحوار بين الأديان، يترقب العالم مسيحيه ومسلميه إعلان المجمع العاشر للكرادلة اسم بابا الفاتيكان الجديد الذى يحمل رقم 266، والذى سيكون زعيما للكنيسة الكاثوليكية فى العالم خلفا للبابا بندكيت السادس عشر الذي تنحى عن كرسي البابوية في 28 فبراير الماضي. وتصاعد "الدخان الابيض"من مدخنة الكنيسة السيستينية بالفاتيكان يعلن للعالم نجاح انتهاء جولة الاجتماع السرى للكرادلة، والتى تبدأ أولى جلساتها غدا، يسبقه قداسا احتفاليا في كنيسة القديس بطرس، وبعد الظهر سيكون دخول الكرادلة إلى قاعة "الكونكلاف" بالكنيسة السيستينية للدخول فى اجتماع سرى لإختيار البابا الجديد الذى سيجلس على عرش الرسول بطرس.
وينعزل الكرادلة في مجمعهم المغلق تماما عن العالم، ولن يكون لهم أي اتصال بالخارج، كما لن يكون بإمكانهم تلقي الأخبار أو مشاهدة التلفاز، ويرجع اعتكافهم إلى تحاشي ضغوط العالم الخارجي وليكون "الله نصب أعينهم فقط"، ووفقا للمادة 43 من الدستور الرسولي (شعب الرب بأكمله) سيخضع الكرادلة للمراقبة والحماية الشخصية أثناء تنقلهم من محلات إقامتهم في دار ضيافة سانتا مارتا إلى الكنيسة السيستينية.
والكرادلة المجتمعون هم وحدهم الناخبون والمرشحون و الذين لم يتجاوزوا الثمانين من العمر، كما لا يجب أن يتجاوز عددهم 120 كاردينالا وفق القانون، وهم موزعون على مختلف قارات العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الكاثوليك والبعد التاريخي.. فمثلا تضطلع إيطاليا بأكبر عدد من الكرادلة بحكم كون البابا أسقف روما.
وبابا الفاتيكان هو الرئيس الروحى الأعلى للكنيسة الكاثوليكية ويتمتع بعدة صفات باعتباره خليفة القديس بطرس، وأسقف روما وبطريرك الغرب ورأس الكنيسة المنظورة، ويلقب ب "الحبر الأعظم والأب الأقدس وصاحب القداسة"، ويحل لقب "سيد أو ملك الفاتيكان" في المرتبة السادسة من سلسلة ألقابه وتعريفاته منذ عام 1929.
ويخاطب البابا الكنيسة الكاثوليكية والعالم من خلال خطبه وكلماته التى يلقيها في المناسبات المختلفة، أما الصيغة الأكثر رسمية فهي الرسائل العامة والتي تسمى أيضا البراءة البابوية أو المراسيم البابوية، ويعلن من خلالها البابا عقيدة دينية أو أمرا كنسيا، وللبابا أن يناقش من خلالها قضايا سياسية.