في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا وتزداد فيه العزلة الرقمية، قد تبدو الألعاب اليدوية التقليدية كأنها تنتمي إلى زمن مضى، لكن الواقع يثبت العكس تمامًا، يحتفي العالم في 24 أبريل من كل عام ب"اليوم العالمي للأميجورومي"، وهو فن ياباني لصنع العرائس الصغيرة من خيوط الكروشيه، هذا الفن لا يقتصر على كونه مجرد حرفة يدوية جميلة، بل يحمل في طياته فوائد نفسية وحسية وتعليمية كبيرة للأطفال، خصوصا عندما يشاركون في عملية التصميم والصنع بأنفسهم، بحسب ما جاء من المصدر: موقع Pinkvilla. تعتبر عرائس الكروشيه، أو ما يعرف بفن "الأميجورومي"، أكثر من مجرد ألعاب، فهي تمثل تجربة حسية متكاملة للطفل، تبدأ من لحظة لمس الخيوط الناعمة وحتى الانتهاء من تشكيل دمية فريدة بألوان محببة وشخصية مميزة. اقرا أيضأ|اكتشاف رفات بشرية لامرأة في البيرو يناهز تاريخها 5000 عام التحفيز الحسي وتطوير المهارات الحركية الدقيقة لمس الطفل لخيوط الكروشيه واستكشافها يفعل حاسة اللمس لديه بطريقة فعالة، كما يساهم في تحسين المهارات الحركية الدقيقة من خلال الإمساك بالأدوات والخيوط الدقيقة وتحريكها بدقة، مما يعزز التنسيق بين اليد والعين، وهو أمر بالغ الأهمية لنمو الطفل الإدراكي والحركي. تنمية مهارة حل المشكلات تصميم عروسة كروشيه لا يسير دائمًا وفق خطة بسيطة، بل يشبه في بعض مراحله حل لغز معقد،يحتاج الطفل إلى اتخاذ قرارات مثل اختيار الألوان أو إضافة تفاصيل معينة، مما يعزز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، بالإضافة إلى ذلك، يشعر الطفل بمزيد من الثقة بالنفس عندما ينجح في تجاوز التحديات، ويصبح أكثر استقلالية في قراراته. تعزيز الخيال والقدرات المعرفية ألوان العرائس الزاهية وأشكالها الفريدة تفتح آفاق الخيال أمام الطفل،يمكن أن تصبح العروسة أسدًا في قصة مغامرات، أو تتحوّل إلى وسيلة لتعليم الأرقام والحروف إذا صمّمت بأشكال تعليمية،هذه الألعاب لا تنمّي الإبداع فحسب، بل تدعم الإدراك البصري واللغوي أيضًا. يثبت فن الأميجورومي أن الألعاب المصنوعة يدويًا قادرة على تقديم ما هو أبعد من الترفيه، فهي وسيلة تعليمية وتربوية متكاملة، وعندما يشارك الطفل والدته أو أحد أفراد الأسرة في صناعة هذه العرائس، لا تتطور مهاراته الحسية والعقلية فقط، بل تبنى بينهما علاقة من التفاعل والحميمية تظل في الذاكرة طويلًا.