القيمة والمعنى الحقيقى لتحرير سيناء فى الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 بالنسبة للمصريين جميعًا هو أنه دليل حى على قوة وصلابة وأصالة مصر وشعبها، ورفضهما القاطع للهزيمة أو الاحتلال أو فقدان حبة رمل واحدة من تراب الوطن. من أجل ذلك سيظل هذا اليوم علامة فارقة فى تاريخ مصر وشعبها، يؤكد للمنطقة والعالم بوضوح تام قدرة هذا الشعب اللا محدودة على النهوض من كبوته، وتحرير الأرض وصناعة النصر واسترداد الكرامة الوطنية. ولهذا فإننا فى هذه الأيام المجيدة نستعيد فى ذاكرتنا الوطنية كل الدلالات والمعانى العظيمة لتحرير سيناء وعودتها إلى حضن الوطن الأم. ونتذكر بكل الإجلال والتقدير والحب التضحيات الهائلة التى قدمها الأخوة والآباء فى سبيل التحرير والنصر، طوال السنوات الست التى ظلت فيها سيناء أسيرة الاحتلال البغيض. هذه السنوات الفاصلة بين الهزيمة والنصر شهدت حرب استنزاف طويلة، وتوجت بحرب تحرير بطولية قدمت فيها مصر العديد من الشهداء الأبرار، بذلوا أرواحهم فداء للوطن وضحوا بأنفسهم لتحرير الأرض. ومع احتفالنا اليوم بذكرى تحرير سيناء تقفز إلى الذهن دائمًا العديد من صور وقصص البطولة التى سطرها جنودنا البواسل من أبناء جيش مصر البطل دفاعًا عن أرض مصر وتصديًا لكل من حاول المساس بتراب ورمال الوطن. وهذه الصور وتلك القصص ليست مقصورة على ما جرى فى الزمن الحديث والمعاصر فقط، بل تمتد عبر التاريخ منذ قيام الدولة المصرية فى هذا المكان المتميز والعبقرى من خريطة المنطقة والعالم. وعلينا فى هذه اللحظة وفى كل لحظة أن نتذكر دائمًا بكل الوعى، إن عودة سيناء لحضن الوطن كانت نتيجة حتمية لملحمة العبور العظيم، ومعارك البطولة والشرف، التى سطرها أبناء مصر الأبطال من رجال قواتنا المسلحة الباسلة، الذين قدموا أرواحهم فداء لكل حبة رمل من أرض الوطن.