حسام بركات حماية الأوطان واجب شرعى على كل مسلم عاقل يعيش فى وطن ولد به، وأوجب الإسلام أن ندافع عن أوطاننا وشرع الجهاد دفاعاً عن الدين والعرض والأرض.. وذكرى سيناء يعد يوماً خالداً فى ذاكرة الشعب المصرى فهو رمز للصمود والنصر والإرادة القوية.. وفى هذا الموضوع نبين كيف نحمى وطننا فى ذكرى تحرير سيناء. يؤكد د. عبد الفتاح العوارى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن حب الأوطان من الإيمان، وحمايته واجب شرعى على كل مواطن تربى على أرضه واستظل بسمائه وشرب ماءه وأكل من نبته، وتعلم فى مدارسه؛ فالوطن هو الحصن الحصين للمواطن وبتحقيق حماية الوطن يستطيع الإنسان فيه أن يحقق الضرورات الشرعية من حفظ الدين وحفظ النفس والمال، وحفظ العرض والعقل، فهذه أمور كى يحقق حفظها لا بد من وطن يحميها، ومن هنا وجه الإسلام الشباب إلى التفانى فى حب الوطن والاهتمام بقضاياه، وبذل العرق والجهد من أجل تنميته والنهوض به وترقيته، فالوطن نعمة كبرى أنعم الله بها على الإنسان كى يستطيع ويتمكن من أداء شعائر دينه، ويعبد ربه وهو آمن مطمئن، وقد امتن الله تبارك وتعالى على أهل مكة بكونهم يعيشون آمنين فى وطن؛ فقال تعالى: «أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون». اقرأ أيضًا | «البحوث الإسلامية» تبحث تعزيز نشر اللغة العربية مع وفد جمهورية «بنين» . ملحمة الصمود ويضيف د. العوارى أن تلك الذكرى الخالدة التى تحكى لنا ملحمة الصمود وشجاعة الرجال، وما قدموه من الغالى والنفيس؛ حيث ارتوت تلك الأرض المباركة بدماء شهدائنا من أجل تحريرها وتخليصها من العدو الغاشم والصهاينة المجرمين، إننا نرى فى هذه الملحمة أن الله تبارك وتعالى تجلى على جنود مصر وتحقق فيهم قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيفتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفاً فإن أجنادها خير أجناد الأرض»؛ نعم إنه الجندى المبارك الوطنى الأصيل الذى قدم ولا يزال يقدم من دمه الطاهر ما يحمى هذه البقعة المباركة. دعم أفكار المواطنة يوضح د. يسرى عزام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، أن الإسلام أوجب الدفاع عن الوطن وحمايته وشرع الجهاد فى سبيل الله دفاعاً عن الدين والوطن والأرض والعرض، قال صلى الله عليه وسلم: «من قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون عِرضه فهو شهيد ومن قُتل دون وطنه فهو شهيد»؛ وحماية الأوطان تشتمل فى أن نحافظ على أسراره الداخلية وأن نحمى حدوده الخارجية وألا نتعامل مع أعداء الوطن، الله جل وعلا أمرنا فى القرآن الكريم أن نتودد إلى من توددوا إلينا من غير المسلمين وأن نعادى من عادنا؛ حيث قال الله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». ويشير د. عزام إلى أننا فى مساجدنا نركز على هذا ونبين للناس أننا لا بد من أن نزود عن أوطاننا وعن بلادنا وعن أرضنا وأن نكون مدافعين حق الدفاع عن هذه الأوطان وأنه لا يعرف قيمة الوطن إلا الذى فقد الوطن؛ فالوطن نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، والمساجد تسهم فى ذلك من خلال التلاحم بين أبناء الوطن، فكلنا إخوة نعيش فى بلد واحد وفى نسيج واحد. ويقول د. طارق الصعيدى، أستاذ الصحافة بقسم الإعلام بجامعة المنوفية، إن المتأمل لتأثيرات الإعلام فى المجتمعات وبناء الشخصية الوطنية يجد كثيرا من الآليات التى تعمل على ترسيخ الانتماء والولاء للوطن والتى تأتى فى مقدمتها الاهتمام بتغطية الأحداث الوطنية والمناسبات القومية وتسليط الضوء على الإنجازات الوطنية فهى تسهم فى تعزيز الشعور بالانتماء الوطنى بين الأفراد. كما يسهم الإعلام فى تعريف الأجيال الجديدة وشباب المستقبل بالتاريخ الوطنى والشخصيات التاريخية التى أسهمت فى بناء الدولة المصرية؛ من خلال برامج حوارية، أو برامج وثائقية تقدم رؤية شاملة حول التاريخ الوطنى والشخصيات الفاعلة والمؤثرة فى هذا التاريخ العظيم، فضلا عن المعالجة الدرامية التاريخية من خلال الأفلام والمسلسلات الهادفة والتى تتناول الموضوعات الوطنية بصدق وموضوعية ورواية صادقة للتاريخ المصري، وتؤكد الدراسات أن الإعلام أداة فعالة فى تعزيز الروح الوطنية والانتماء الوطني.