مشاهد درامية وحبس أنفاس عاشها المغاربة خلال الساعات الأخيرة، بعد تداول مقطع فيديو يوثق لحظة إنقاذ طفل صغير سقط داخل بئر مهجورة في ضواحي الدار البيضاء، المقطع الذي انتشر بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استحضر في الأذهان مأساة الطفل ريان التي هزّت مشاعر العالم سنة 2022، وفتح من جديد النقاش حول السلامة في الأماكن العامة، وضرورة تأمين الآبار المهجورة. اقرا أيضأ|قوات الاحتلال الاسرائيلي تغلق وسط الخليل لتأمين اقتحام المستوطنين لموقع أثري وقع الحادث في منطقة تيط مليل الواقعة بالقرب من مدينة الدار البيضاء، حين كان الطفل، البالغ من العمر 6 سنوات، في نزهة ريفية مع أسرته، وفي غفلة من والديه، اختفى عن الأنظار، قبل أن يُكتشف لاحقًا داخل بئر مهجورة كانت مغطاة جزئياً بالأعشاب. وفور اكتشاف مكانه، استُنفرت فرق الوقاية المدنية والإنقاذ، التي تعاملت بسرعة مع البلاغ، وتمكنت من إخراجه بعد عملية دقيقة، وسط توتر كبير من عائلته والمواطنين المتجمهرين بالمكان. يوثق الفيديو المتداول لحظة إخراج الطفل من البئر، وهو على قيد الحياة، حيث تم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، وسط دعوات الأهالي للجهات المسؤولة بضرورة تأمين مثل هذه المواقع الخطرة. وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الطفل لم يصب بجروح خطيرة، ويخضع حالياً للمراقبة الطبية للاطمئنان على حالته الصحية. ذكريات مؤلمة: أعاد هذا الحادث إلى الأذهان قصة الطفل ريان، الذي لقي حتفه داخل بئر ضيقة بقرية إغران شمال المغرب عام 2022، بعد خمسة أيام من جهود الإنقاذ المضنية التي تابعها العالم لحظة بلحظة، الحادثة التي خلّفت حينها حزناً كبيراً في قلوب الملايين، أصبحت رمزًا مؤلمًا لفقدان الأطفال بسبب إهمال تأمين الآبار والمواقع الخطرة. بين الخوف والرجاء، جاءت نهاية هذه القصة سعيدة بإنقاذ الطفل، لكنها تحتم علينا الوقوف أمام تكرار مثل هذه الحوادث، دعوة واضحة للسلطات المحلية والمجتمعات لتأمين الأماكن المهجورة والخطرة، وتوعية العائلات بمخاطر التنزه قرب الآبار المكشوفة، حتى لا تتكرر المآسي التي يمكن تفاديها بخطوات بسيطة ووعي جماعي.