غداً عيد تحرير سيناء،اليوم الذى تحررت فيه أخر ذرة رمل مصرية ،والفضل سيظل للزعيم الشهيد البطل أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام،والذى تعرض لهجوم وانتقاد ومقاطعة لم يتعرض لها رئيس مصرى قبله،لكن عقله الجبار وحكمته اللانهائية ،ونظرته غير المحدودة ،كانت السبب الرئيسى فى تحرير الأرض واستعادة الكرامة والعزة لمصر وللمصريين،هذا الرجل الذى أراه لم يأخذ حقه كما يستحق حتى الآن . نعم الرئيس عبد الفتاح السيسى طالما عدد بطولاته ولا يترك مناسبة إلا وتحدث عن أمجاده ومافعله للبلد. لكن إذا أردنا إنصافاً لهذا الرجل الذى كتب عنه الأستاذ محمد حسنين هيكل كتاب «خريف الغضب « شوه فيه السادات ،ونزع منه كل الصفات السامية والبطولية وكأنه أراد أن يجرده من اللقب الذى خلعه عليه العالم وهو بطل الحرب والسلام..وكُتب أخرى سارت على نهج هيكل.. إذن فلابد أن يتم تدريس تاريخ السادات الحقيقى فى المناهج الدراسية بمختلف المراحل بإسهاب ،وليس مجرد سطر فى ورقة من فصل فى كتاب التاريخ.. وإذا كانت السينما قد حاولت تخليده فى فيلم حمل اسمه ففيلم واحد لايكفيه ،غير أن الثقافة والتاريخ لايجب أن نأخذها من الأفلام والمسلسلات ،ولكن لابد أن تكون فى مناهج دراسية لتظل عالقة فى أذهان الأجيال المتعاقبة..وحتى لا يُترك التاريخ الناصع لهذا الرجل عرضة لأهواء أشخاص كارهين له أو محدودى الأفق لم يستوعبوا ماقدمه هذا الرجل لمصر . لقد ظُلم السادات لأنه لم يحظ باعلام كما حظى الرئيس عبد الناصر ،والذى استطاع أن يجعل الرأى العام والأجيال المتعاقبة تغض البصر عن مسئوليته فى هزيمة 1967 ،التى تم فيها احتلال سيناء ،وتدمير النسبة الأكبر من قدرات القوات المسلحة، واستطاع اعلام ناصر أن يلوى حقيقة الهزيمة ويطلق عليها لفظ نكسة ،بالرغم من اعتراف الرئيس ناصر بأنها هزيمة لدرجة أنه عندما ألقى خطابه الشهير فى نوفمبر 67 وقال»نعم انهزمنا» صفقت له الجماهير! . وعلى العكس فإن الرجل الذى حقق النصر على العدو الإسرائيلي،وأعاد سيناء كاملة لمصر بالسلام ،وكان سبباً فى أن تتفرغ مصر فى تنفيذ العشرات من خطط التنمية، مازال هناك من ينتقده..منتهى الظلم! . كل عام ومصر منصورة وفخورة بزعمائها الأبطال.