رغم الصورة القاتمة إلا أن الأمل ما زال موجوداً، بحياة أفضل وإقرار السلام العادل ووقف آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة ضد الفلسطينيين .. بهذه الكلمات بدأ ، سائد عريقات ، نقيب المعلمين الفلسطينيين حديثه عن وضع الطلاب والمعلمين داخل فلسطين ، كاشفاً شهداء العلم فى غزة والضفة والذى تجاوز 13 ألف طالب و700 معلم ، مشيدا بدور مصر الريادى لمساعدة الطلاب الفلسطينيين في استكمال تعليمهم داخل مصر .. « الأخبار « أجرت حواراً مع نقيب المعلمين الفلسطينيين خلال المؤتمر الدولى للتعليم فى مناطق الصراع برعاية المنظمة الدولية للتربية والذى استضافته نقابة المعلمين المصريين خلال الفترة الماضية . اقرأ أيضًا | نقيب معلمى فلسطين: لن نسمح للاحتلال بطمس هويتنا فى البداية .. ما وضع التعليم فى فلسطين فى ظل العدوان الإسرائيلى الغاشم؟ - الوضع التعليمى فى فلسطين صعب للغاية فهناك اتجاهان ممنهجان من الكيان المحتل لتدمير كل البنية التعليمية فى فلسطين ويقوم الاحتلال الإسرائيلى الغاشم بتدمير كل البنية التعليمية فى كل أنحاء فلسطين خاصة فى قطاع غزة وهذا واضح لكل من يشاهد تلك الأحداث المؤسفة .. وبالنسبة للمدارس فقد دُمرت بالكامل ولم يتبقِ منها سوى القليل وتحولت بسبب ظروف الحرب والاعتداءات الغاشمة الى مراكز للنزوح ، خاصة أن هذه العمليات أدت الى استشهاد أكثر من 13 ألف طالب وأكثر من 700 معلم ، بالإضافة الى جرح أكثر من 27 ألف طالب آخرين وهذا يدل على أن هناك نهجا ومنهجا صريحا وواضحا من الكيان المحتل لتدمير عناصر البنية التعليمية والطالب الفلسطينى .. اما فيما يخص العملية التعليمية فى الضفة الغربية فتتعرض لهجوم شرس على المدارس فى جنين وطولكرم وتدمير ما يقرب من 65 مدرسة بهما ومنع المعلمين والطلاب من الوصول لمدارسهم .. ايضا فى القدس هناك استهداف لوكالة غوث اللاجئين ومدارس القدس الشريف .. وقام العدو بتقويض عملية دفع الرواتب للمعلمين. ما حجم الدمار فى البنية التعليمية الفلسطينية ؟ - تم تدمير أكثر من 350 مدرسة بشكل كامل، إلى جانب 57 مبنى جامعيا، بالإضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا، والمدارس المتبقية تُستخدم كملاجئ للنازحين ولا يمكن استئناف التعليم فيها، بينما فى الضفة الغربية تعانى المدارس من 950 حاجزا إسرائيليا يعيق حركة الطلاب والمعلمين، كما يمنع الاحتلال أحيانا فتح المدارس، ويتعمد تعطيل الطلبة عند الحواجز. بعد كل هذا التدمير المُمنهج .. كيف تسير العملية التعليمية فى فلسطين ؟ - فى الحقيقة هناك مبادرات ذاتية من مجموعة من المعلمين للتدريس للطلاب فى اى مكان آمن وبعيد عن القصف .. وفى فترة الهدنة أعدنا افنتاح بعض المراكز التعليمية والمدارس التى أُغلقت منذ اندلاع الحرب ولكن بعد أن عادت الحرب أصبحت المدارس أماكن للنزوح وتقريبا التعليم متوقف تماما فى قطاع غزة ولكن ما أنقذنا هى مبادرة قام بها معلمو الضفة الغربية للتعليم عن بعد سجل فيها اكثر من 200 الف طالب والمعلمين تبرعوا بالتدريس مجانا دون الحصول على اى مقابل واستطعنا ان ننهى العام الدراسى الماضى ل 240 الف طالب اجتازوا الامتحانات بنجاح .. وتمكنا ايضا من توفير وسائل انتقال للطلاب الى الضفة الغربية وتحسين الحالة الاجتماعية لعدد كبير من المعلمين . ما الدعم الذى تقدمه مصر فى مجال التعليم الفلسطينى فى ظل هذه الظروف ؟ - مصر هى نبض الأمة وقلبها ودورها ودعمها واضح فى كل الجوانب والمجالات .. فيما يخص التعليم سمحت مصر للطلاب الفلسطينيين المقيمين على أراضيها بتأدية الامتحانات فى عدد من اللجان الامتحانية أُعدت خصيصاً لهم وأنشأت مصرعدداً من المراكز التعليمية لتقديم المواد التعليمية المختلفة لهم طبقا للمنهج الفلسطينى.. وفى العام الماضى قامت وزارة التربية و التعليم المصرية بتخصيص عدد من المدارس للطلاب الفلسطينيين لأداء الامتحانات بها وحضر ما يقرب من 1000 طالب واجتازوا الاختبارات بنجاح .. كما أننا لدينا شراكة مع نقابة المعلمين المصرية حيث تقوم بتنظيم عدد من الورش والتدريبات للمعلمين الفلسطينيين وهذا ما عهدنا دائما من مصر . ما مطالب المعلمين الفلسطينيين للمجتمع الدولى فيما يخص الوضع الحالى للتعليم داخل الأراضى المحتلة ؟ - بالطبع هناك مطالب نتقدم بها ولكن لا يمكن القيام بأى تغيير دون إيقاف الحرب والعدوان الإسرائيلى وذلك لإعادة بناء المنظومة التعليمية والتربوية فيجب أن تتكاتف كل الجهود الدولية نحو إيقاف هذه الحملة الشرسة للكيان المحتل على الأراضى الفلسطينية .. ثم يأتى بعد ذلك الحشد الدولى لإعادة بناء البنية التعليمية والتربوية وأيضا إعادة بناء الشخصية للطالب والنفسية للمعلم. هل هناك تعاون من نقابات أو مؤسسات دولية لصالح معلمى غزة؟ نعم لدينا علاقات قوية مع نقابات مصر لتدريب المعلمين الفلسطينيين، والنقابات الأمريكية والبريطانية تحديدا اتخذت مواقف جريئة ضد سياسات حكوماتها، وشاركت فى تظاهرات أسبوعية للمطالبة بوقف الحرب ودعم المعلمين فى غزة.