يبقى الفسيخ من الأطعمة المثيرة للجدل في الثقافة الغذائية المصرية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الفسيخ ليس مجرد "سمك معفن"، بل هو نوع من الأسماك المخمرة التي قد تحمل فوائد صحية مذهلة، أو مخاطر بالغة. يؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن التخمير الصحيح للفسيخ ينتج عنه نمو بكتيريا نافعة تُحسن من صحة الجهاز الهضمي، وتساعد الجسم على التخلص من السموم، كما تسهم في تحسين وظيفة القولون، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة المزاجية العامة. اقرأ ايضاً| لتجنب المشاكل الصحية.. نصائح مهمة قبل تناول الفسيخ بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن تناول الفسيخ المخمر بشكل سليم قد يحسن من حساسية الإنسولين، ويساهم في التخفيف من أعراض بعض الأمراض المزمنة. في المقابل، حذر د. عماد من خطورة نمو نوع من البكتيريا يدعى Clostridium botulinum، التي قد تنتج سمومًا شديدة الخطورة تقاوم درجات الحرارة العالية، وقد تتسبب في حالة تسمم قد تشبه سم أفعى قاتلة. ونبه إلى خطأ شائع، وهو محاولة "تعريض الفسيخ للحرارة" قبل تناوله لقتل البكتيريا، مؤكدًا أن هذا الإجراء غير كافي على الإطلاق، لأن تلك السموم تحتاج إلى ساعتين على الأقل في درجة حرارة مرتفعة جدًا للتخلص منها. ولتناول الفسيخ بأمان، قدم د. عماد مجموعة من النصائح المهمة لمن يحب تناول الفسيخ ويريد الاستفادة منه دون التعرّض للخطر: - اختيار مصدر موثوق، وهذه النقطة الأهم، لأن طريقة التخمير هي التي تحدد ما إذا كان الفسيخ آمن أم سام. - استخدام الليمون والخل عند التقديم يساعد في الحد من نمو البكتيريا الضارة. - تناول الفسيخ مع الخضروات الطازجة مثل الجرجير والبصل، فهما يعملان كمضادات طبيعية للبكتيريا، ويحتويان على البوتاسيوم الذي يعادل نسبة الصوديوم العالية في الفسيخ. - اختيار الفسيخ منخفض الصوديوم لتقليل تأثيره على ضغط الدم. وشدد د. عماد على ضرورة التوجه الفوري إلى مركز السموم أو أقرب مستشفى في حال ظهور أعراض مثل التشنجات، أو جفاف الحلق، أو دوار شديد، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى حالة تسمم غذائي، خصوصًا عند شراء الفسيخ من مصادر غير موثوقة. كما اختتم حديثه بالتأكيد على أن خطر التسمم لا يقتصر على الفسيخ فقط، بل قد يصيب أي نوع من الطعام المخمر إذا أُعد بطريقة غير صحية.