بقلم: محمود الإمامي غريب كما هو.. عجيب حال أمتينا العربية والإسلامية.. فبالرغم من كل ما حدث ولايزال يحدث فى قطاع غزة، فإن الصمت والخذلان يظلان العنوان المعبر عن حال الأمتين، صمت إسلامى مطبق، وخذلان عربى كبير. العالم الإسلامى أمة المليارين من السكان لم تستطع القيام بالحد الأدنى من نصرة أهل غزة الذين يعانون القتل والتدمير وحرب الإبادة الجماعية، لم تقدم أقل القليل لهؤلاء المحاصرين، لم يصلوا إلى موقف سياسى أو دبلوماسى، يوقف تلك الحرب أو حتى يخفف من حدتها، أو يسمح بدخول المساعدات لأهلنا فى القطاع المنكوب. أكثر من خمسين ألف قتيل وما يزيد على المائة ألف مصاب وهدم وتدمير شبه كامل للمنازل والبنى التحتية للقطاع، كل هذا وغيره لم يحرك أمة المليارين فكان الصمت ولايزال هو حال العالم الإسلامى. وفى قلب الصمت الإسلامى كان الخذلان العربى فقرابة 500 مليون عربى لم يتحركوا لنصرة وإغاثة جزء من الوطن العربى وأهله، لم يمنعوا عنهم الحرب ولم يوقفوها، لم يساعدوهم، بل وصل العجز والخذلان إلى أعلى درجاته بعدم القدرة على إدخال المساعدات الطبية والمواد الغذائية. العرب غير قادرين على إدخال الماء والغذاء والدواء لأهل غزة الذين يعانون التطهير العرقى والإبادة الجماعية.. إنه خذلان كبير، يشعر أهل غزة بمرارته، فما يفعله العدو الصهيونى فاق الحدود وتجاوز المعقول فأغلب القتلى من النساء والأطفال، التدمير شمل كل القطاع.. كل هذا لم يشفع لأهل غزة عند العالم العربى، لم يحرك مشاعرهم، لم يؤثر فى أحاسيسهم الخذلان الكبير زاد من آلام أهل غزة وضاعف من معاناتهم. ففى الوقت الذى تقدم فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدات السياسية والعسكرية والمادية للعدو الصهيونى، وكذلك دول أوروبية عديدة.. تبقى غزة وحيدة لا ناصر لها ولا معين، وكأنها ليست أرضاً عربية وليست شعباً عربياً. حقاً أكثر ما يؤلم الإنسان خذلان الأشقاء.. مأساة غزة كشفت وبجلاء حالة التفكك العربى والتباعد الإسلامى، فكل دولة تقول نفسى نفسى، وكأن الصهاينة قضيتهم غزة، وهذا ليس حقيقياً، فالصهاينة- كما صرح بعض قادتهم- ليست غزة المطلوبة، ولكن هناك توسعات أخرى فى المنطقة العربية. وما يحدث فى لبنان وسوريا خير شاهد على نوايا بنى صهيون. فإلى متى يبقى هذا الخذلان العربى؟ إلى متى يستمر الصمت الإسلامى؟!! لكم الله يا أهل غزة.