كل التهنئة للإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد.. وكل الأمنيات بأن يعيده الله ومصر العزيزة وطن دائم للمحبة والسلام، وأن تنهزم قوى الشر والظلام التى تعربد فى المنطقة من حولنا والتى يراها العالم اليوم وهى تحاصر النور فى القدس الأسيرة، وتفرض القيود لتمنع الاحتفال بعيد القيامة وتحصره فى الطقوس الكنسية، وتحيل مدينة السلام فى يوم العيد إلى ثكنة عسكرية لا يسمح فيها جيش الاحتلال الصهيونى لأهل فلسطين أنفسهم بدخولها إلا بتصريح عسكرى لم يحصل عليه هذا العام إلا أقل من خمسة آلاف من سكان الضفة الغربية.. ولا مكان بالطبع لأهل غزة المنكوبة المحاصرين حتى الموت والمستهدفين حتى وهم فى المستشفى الإنجيلى أو فى خيام النازحين!! يختفى الحجاج، وتمتلئ شوارع القدس العربية بجنود الاحتلال تطاردهم الذكرى ويسكنهم الخوف وهم يتابعون الاحتفالات فى كنيسة القيامة بانتصار الحياة على الموت، وبهزيمة القوة الغاشمة أمام الإيمان الحق يدركون أن المهاويس الذين يحكمونهم يقودونهم إلى الكارثة بأقرب مما يتوقعون. لم يكتفوا بكل جرائم الحرب التى يرتكبونها ضد شعب فلسطين. الآن يحولون مدينة السلام إلى ساحة لكراهيتهم للجميع وصراعهم للهيمنة على القدس الأسيرة. طوال الأيام الماضية كان بن غفير ومجرمو الاستيطان وقتلة الأطفال يستفزون مليارات المسلمين باقتحام ساحات الأقصى المبارك. والآن يحاصرون المدينة ويغلقون الطرق نحو كنيسة القيامة، ويقدمون للعالم كله صورة للقدس وهى تحت احتلال لا يحترم ديناً ولا يعترف بحقوق ولا يقر بقوانين إلا بقانون الكراهية وحماقة القوة التى لن تنقذه من مصيره المحتوم! هذا العام تتوافق كنائس العالم المختلفة على موعد الاحتفال بعيد القيامة تتجه أنظار المسيحيين جميعًا فى العالم إلى مدينة السلام وهى فى أسر الاحتلال الصهيونى. سيعرفون أن طريق الآلام لم يختف من فلسطين وأن شعبا بأكمله يسير على الأشواك والديناميت ويقصف أطفاله بالقنابل ويحرقون فى الخيام لأنهم يريدون العدل ويتمسكون بالوطن ويرفضون أعداء الحياة وجرائمهم النازية. ورغم كل شىء.. ستدق الأجراس فى كنيسة القيامة وفى كل كنائس العالم وترتفع الصلوات لتؤكد أن الحياة ستنتصر، وأن السلام آت، وأن أعياد القدس لن تتوقف، وأن أيام الأسر لن تطول. وأن قيامة فلسطين الحرة قادمة وإن حجبها «العمى الصهيونى» إلى حين!!