نعم سمعتها وأسمعها كل يوم أمام مجزرة أطفال غزة. نعم أسمع زغرودة الأم الفلسطينية التى تبكى أطفالها الثلاثة، وترفع يدها الى السماء لتقول: «بعثت لك الثلاثة يا الله»!. كنا نسمع الزغرودة فى المناسبات الجميلة وهى ترن بطعم الفرح. اليوم أسمعها مغموسة بطعم الانكسار والأسى والألم والحزن من المرأة الفلسطينية المكلومة. هذا هو حال كل أم وأب فلسطينى يقف عاجزًا أمام آلة الحرب المجنونة، التى ترسلها أمريكا إلى السفاح المتطرف نتنياهو، الهارب من العدالة الدولية. هذه هى نتيجة انعدام النخوة العالمية. هذه هى نتيجة الصمت الدولى على جريمة الإبادة الجماعية، التى يمارسها كيان الاحتلال الصهيونى ضد شعب فلسطين. لم تعد هناك أعذار لهذا الصمت الدولى أمام البلطجة، التى تمارسها إسرائيل وأمريكا فى المنطقة، فقد فتحتم الباب على مصراعيه لتحكم البلطجة العالم. انتشر أمس فيديو المرأة الفلسطينية التى تجرى لنجدة اطفالها، ثم تصرخ وتزغرد فى نفس الوقت بعد أن قتلتهم إسرائيل، وتقول «تلاتة يا الله، بعت لك تلاتة يا الله». وأسأل نفسى ألا يزلزل هذا الفيديو كيان كل إنسان فى العالم!. ألا تتحسر الأمم على هذا المنظر الذى فقدت فيه أم فلسطينية ثلاثة من أطفالها فى غارة إسرائيلية مجنونة لقوات الاحتلال الإسرائيلى بأسلحة مدعمة للكيان الصهيونى من الإدارة الامريكية. ألا يسأل العالم الحر نفسه ما نتيجة هذه الحرب المجنونة سوى خلق جماعات إرهابية انتقامية تنتشر فى العالم!. ماذا تنتظرون من حرب إبادة جماعية، ومجازر يومية ومحرقة لشعب مسالم وتهجير قسرى واعتقال وتجويع، واحتلال أرض، هل تنتظرون عالمًا سويًّا؟!. إننى أحذر المجتمع الدولى والعالم الحر من مستقبل مظلم بعد أن أنارت دعوات العلم والحضارة والثقافة والمحبة والسلام العالم. وأناشد الدول الحرة الراعية للسلام بالتحرك بسرعة لوقف هذه الحرب المجنونة، التى تشعلها إسرائيل وأمريكا فى دول المنطقة. ولن نجنى منها إلا الخراب والدمار وقتل الشعوب الأبرياء. دعاء: اللهم احفظ بلادنا.