■ كتبت: هاجر علاء عبد الوهاب بين الحاضر والماضي بين اللحظة الحالية، وما لم يأتِ بعد حين تراود الفنان التشكيلي ذكرياته الجميلة وهو بمنزله القديم على الأريكة، تدور في رأسه «أحاديث صامتة» وهذه الأحاديث حاول الفنان مهند يوسف أن يرسمها فى لوحاته بمعرضه الجديد المقام حاليا في «موشن آرت جاليري» الذي يستمر حتى 28 أبريل الجاري. استطاعت ريشة مهند يوسف أن تجسد الحنين للماضي من خلال الأثاث القديم، والألعاب القديمة، باستخدامه الألوان الدافئة، حتى الأكواب والقدور والقنينات استطاع الفنان أن يرسمها بأشكالها القديمة والتى تدل على عبق الزمن ومرور الوقت عليها. يقول الفنان إننا ننغمس دائما فى نشاطات مألوفة، لكن خلف كل حركة رتيبة، يكمن صراع داخلي بين الحاضر والماضي، بين اللحظة الحالية وما لم يأتِ بعد فقد يكون الانتظار لشخص غائب، لحلم بعيد، أو حتى لذكرى تتجسد بين تفاصيل المكان. ويشعر الفنان أن المنزل هو الملاذ الآمن، فهو يحتضن لحظات من السكون والحركة معًا، حيث تجلب أبسط النشاطات اليومية بأسئلة جوهرية عن الزمن والمكان والوجود، فحتى لو كان المظهر الخارجى للإنسان هو السكون، فبداخلنا حركة غير مرئية، النفس تتحدث والعقل يتكلم والجسد متعب ومرهق حتى فى حالة السكون، والعكس صحيح فمن الممكن أن يكون الجسد فى حالة حرة ولكن بداخلك صامت فارغ لا يبالى لأى حدث، وهنا أثار الفنان التعبير عن الأحاديث الصامتة بداخلنا، فقد تكون حنينًا إلى الماضي والذكريات. ◄ اقرأ أيضًا | «طلّة من الشباك» على حكايات القاهرة الفاطمية استخدم الفنان الألوان دافئة تعبيرا عن حالة العامة للأعمال الفنية، وفى بعض اللوحات عبر عن هذه الحالة بنبات الصبار تعبيرا عن مرور الزمن والاستمرارية، لأن الصبار من أنواع الزرع الذى يدوم طويلا فيشهد على الأحداث عبر الزمان ويرجع بنا إلى ذكريات الماضي. أما فى لوحات أخرى فاستخدم الفنان الألعاب القديمة كبطل للوحات تعبيرا منه عن أن الماضى بداخلنا، حتى أثناء الصمت فبداخلنا أحاديث وذكريات لا تخرج للعلن، وقصد الفنان بأن الشخصيات داخل اللوحات تأخذ وضع السكون ولا يوجد فيها حركة تعبيرا منه عن الأحاديث الصامتة.