في أجواء دافئة ومفعمة بالروح الوطنية والاعتزاز بالهوية الحضارية، ألقى السيد اللواء أ. ح دكتور/ خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، محاضرة هامة صباح اليوم بمكتبة مصر العامة بالأقصر، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر حول "الاستدامة والتنمية المتكاملة والبحوث المتقدمة في السياحة والتراث"، والذي يُعقد في الفترة من 15 إلى 19 أبريل، تزامناً مع احتفالات يوم التراث العالمي. حضر اللقاء نخبة من الشخصيات الرفيعة، على رأسهم الدكتور/ هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، والدكتورة/ نهلة إمام مستشار وزير الثقافة، والأستاذ الدكتور/ سعيد البطوطي رئيس المؤتمر رئيس المجموعة الاستشارية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للام المتحدة بجنيف، والبروفيسور/ ماجدة انطونيولي رئيس هيئة السياحة الإيطالية ونائب رئيس مفوضية السياحة والسفر الاوروبية، والدكتور/ عبدالله عيسى الشريف مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، إلى جانب الدكتور/ محمد حساني علي مدير مكتبة مصر العامة ومركز الأقصر للتراث الحضاري. !دارة مواقع التراث المحاضرة، التي جاءت ًُبعنوان "إدارة مواقع التراث العالمي في مصر.. الواقع والطموح"، اتسمت بالعفوية والدفء، حيث تحدث اللواء خالد فودة من قلبه، مذكّراً الحضور بأن الاقصر ليست بعيدة عنه وتحدث معهم عن تاريخه كمحافظ سابق للأقصر في فترة دقيقة من تاريخ مصر عام 2011. التراث والشباب ركز فودة في حديثه على أهمية الشباب، مؤكداً أنهم مستقبل مصر، ومشدداً على ضرورة إدماجهم في قضايا حماية التراث والاستفادة من قدراتهم في خطط التنمية المستدامة. وقال: لا يمكن حماية التراث بدون وعي مجتمعي، والشباب هم المحرك الأساسي لهذا الوعي. استراتيجية وطنية سلط فودة الضوء على دور اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، والتي شُكلت بقرار جمهوري عام 2018، وتركز أعمالها على وضع رؤية استراتيجية متكاملة لإدارة المواقع التراثية في مصر، وتحقيق التوازن بين البعد التراثي والبعد الاقتصادي والاجتماعي، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية محليًا ودوليًا، والالتزام بتوجيهات القيادة السياسية في تعزيز مكانة مصر التراثية عالميًا. التراث المصري استعرض اللواء خالد فودة المواقع السبعة المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهي أبو مينا، طيبة القديمة ومقابرها، القاهرة التاريخية، ممفيس ومقابرها من الجيزة إلى دهشور، آثار النوبة، سانت كاترين، ووادي الحيتان. كما شدد على أهمية الالتزام بتقديم دراسات تقييم الأثر على التراث (Heritage Impact Assessment) قبل تنفيذ أي مشاريع في محيط المواقع التراثية، بالتنسيق مع اليونسكو، حفاظًا على القيمة الاستثنائية لهذه المواقع. جهود وتحديات تحدث فودة عن الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة في تطوير البنية التحتية لمواقع التراث وربطها بالخريطة السياحية العالمية، خاصة من خلال مشروع "التجلي الأعظم" في سانت كاترين، وكذلك تطوير منطقة الأهرامات استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير، وايضاً معالجة مشكلات ارتفاع المياه الجوفية في موقع أبو مينا. واختتم اللواء خالد فودة محاضرته برسالة وجدانية أكد فيها أن حماية التراث مسؤولية وطنية وأخلاقية تقع على عاتق كل مصري، داعيًا الحضور وخاصة الشباب إلى تبني رؤية واعية للمستقبل ترتكز على احترام الماضي والبناء عليه.