دعانى الزميل المبدع طارق الطاهر مدير متحف ومركز ابداع نجيب محفوظ لحضور لقاء حول مسيرة الابداع المتجددة لدار المعارف التى يرأس مجلس إدارتها المهندس الشاطر رزق عبد السميع ،ولم اتردد فى قبول الدعوة التى سأشهد فيها لمحة من نجاح اثنين اعتز بصداقتهما، تناول اللقاء المثمر والدسم ثقافيا القاء الضوء على عودة الانطلاقة المبهرة لرسالة دار المعارف والتى طالما كانت رافدا من روافد تشكيل الوجدان وزيادة الوعى من خلال العناوين الغزيرة والمفيدة التى بدأت الدار فى نشرها مؤخرا، وكيف عادت الروح لها عندما تم الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والثقافية لصرح ثقافى يمتد عمره لأكثر من 120 عاما..وبعدها اصطحبنا «طارق» فى جولة داخل المتحف الذى يقع فى طابقين من مبنى 3 طوابق اقيم على الطراز الإسلامى، بمزيج بين الحجر والخشب، وقد كان هذا المبنى «تكية» محمد بك ابو الدهب ،وملحق به سبيل وحوض ومسجد مساحته هائلة وقبته تعلو عن الأرض لمسافة تزيد على العشرين مترا، ومبنى بالحجارة بطريقة الحوائط الحاملة دون استخدام أى أعمدة . وكنا قد اقتربنا من موعد صلاة العصر ،وظننت اننا سنصلى فى هذا المسجد العتيق الذى قامت الدولة بترميمه منذ مايقرب من عشرين عاما..ولكنى فوجئت انه لاتتم اقامة الصلوات فى هذا المسجد الاثرى، القريب من الجامع الأزهر. بهرتنى العمارة الإسلامية للمكان، ودقة الترميم إلا انه احزننى جدا ان يظل المسجد مهجورا دون مصلين أو صلوات ولايرفع فيه الاذان ،تنفيذا لقول الله (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). اعلم أن وزير الأوقاف المستنير الدكتور اسامة الأزهرى لن يرضيه أن يظل المسجد مجرد اثر دون صلاة وبلا مصلين، «فاعمار المسجد» مقدم على «اعمار الاثر».. وبخاصة انه لاينقصه سوى سجاد وإمام. هذا فيما يتعلق بالتكية والسبيل والمسجد من الداخل، أما من الخارج فحدث عنه ولا حرج حيث يتم الوصول لهذا الصرح الاثرى التنويرى عبر حارة ليست نظيفة بالمرة ، ويفترش ارضها الباعة الجائلون من بائعى الجبنة والخضار، وعلى فكرة هذه الحارة هى أحد الطرق المؤدية للجامع الأزهر. النظافة والتنسيق لايحتاجان موارد مالية.