مازالت قضية الطفل الفرنسي إيميل، الذي اختفى في جبال الألب الفرنسية، تحظى باهتمام كبير في الأوساط الإعلامية والشعبية الفرنسية، خاصة بعدما كشف المحققون عن تفاصيل جديدة مروعة والعثور على رفات الطفل والقبض على جديه وبعض أقاربه وتوجيه تهم القتل إليهم. في يوليو من العام قبل الماضي، كانت هذه آخر مرة يتم فيها مشاهدة الطفل إيميل بجوار منزل جديه، قبل اختفائه الكبير في جبال الألب الفرنسية، في الوقت الذي كان يستعد فيه للقيام بنزهة عائلية، وفور اكتشاف اختفائه، سارعوا إلى شرطة المدينة بعدما فشلوا فى العثور عليه. وفي المنطقة المسماة ألب دى هوت بروفانس الشهيرة، وهي عبارة عن قرية صغيرة سياحية هادئة، يبلغ عدد سكانها 125 نسمة فقط، عكف العشرات من رجال الدرك والأهالي المتطوعين على مسح عشرات الهكتارات من الغابات والحقول والأشجار على الأرض، ومن الجو باستخدام الهليكوبتر والطائرات بدون طيار. ومع ضياع أمل العثور عليه حيا، ذهبت الشرطة لأبعد من ذلك وقام عشرات الجنود بتفتيش أكوام القش باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن، للعثور على أية آثار محتملة، وخلال أيام قليلة تم تفتيش عشرات المنازل في القرية والقرى المجاورة والغابات الكثيفة، لكن دون جدوى. وعلى الرغم من توقف البحث عن الطفل إيميل البالغ من العمر عامين ونصف، إلا أن التحقيقات القضائية بأمر من المدعي العام ظلت جارية وركزت على إجراء مقابلات مع الشهود وقت الإختفاء، مع أمل إجراء عمليات مسح أخرى فى المستقبل للتحقق من العناصر التى تم جمعها أثناء التحقيق. وخلال السير في التحقيق، لعبت الصدفة دورًا كبيرًا، بحسب لوفيجارو، وذلك عندما قام أحد السياح بالتنزه في المنطقة الجبلية المحيطة بالقرية، وعثر على جمجة وأسنان طفل في مكان ليس ببعيد عن منزل جدى إيميل الصغير، في مارس الماضي، وكشف الطب الشرعي عن تفاصيل صادمة. وأكد المدعي العام جان لوك؛ أن الطفل الصغير كان يعاني من صدمة عنيفة في الوجه، مما رجح فرضية تعرضه لجريمة قتل مشتبه بها، معتقدين أنه ربما تعرض لهجوم من طرف ثالث، كما أن عظام إيميل نقلت قبل وقت قصير من العثور عليها بالقرب من النهر. كما توصل المحققون أن جثة إيميل لم تتحلل في الملابس التي عثروا عليها بعد شهر من اختفائه، وكانت المفاجأة بقيام الشرطة بحملة اعتقالات فجرا الأيام الماضية، وألقي القبض على جدي الطفل وهما فيليب وآنا فيدوفيني، وكلاهما يبلغ من العمر 59 عاما، مع اثنين من أبنائهم البالغين، الذين تم تحديدهم على أنهم عمة إميل وعمه. وأكدت صحيفة لوباريزيان؛ أن عائلة إيميل التي كانت تعتني به عندما اختفى، تم القبض عليها بعد أشهر من التنصت على مكالماتهم من قبل الشرطة، وتم سرًا الإستماع إلى المحادثات التي جرت بينهم وبين أفراد الأسرة الآخرين، وواجه جميع المتهمين، تهم القتل العمد وإخفاء جثة الطفل. وفتشت الشرطة الفرنسية أحد المنازل التي يمتلكها الجدين كجزء من التحقيق، وصادروا سيارة ومقطورة تستخدم لنقل الخيول، كما تفجرت مفاجأة أخرى خلال التحقيق تمثلت في قيام أحد القساوسة الكاثوليك الذين عمدوا إميل، يبلغ من العمر 85 عاما بالإقدام على الانتحار. ولكن المفاجأة الأخرى، تمثلت في إطلاق الشرطة سراح المتهمين الأربعة بعد 72 ساعة فقط من احتجازهم وتوجيه التهم إليهم، وهو ما زاد من الغموض حول القصة النهائية لأسباب وفاته. ولكن السلطات أكدت أن عمليات الاحتجاز تعد جزءًا من مرحلة التحقق ومقارنة الأدلة والمعلومات التي تم جمعها أثناء التحقيقات التي أجريت في الأشهر الأخيرة، والتي ستظل مستمرة حتى تقديم الجناة أيا كانوا للعدالة. اقرأ أيضا: القصة الكاملة لطعن 7 أشخاص بينهم أطفال في مدينة أنسي الفرنسية